سمير جعجع يعلن استعداده لاطلاق حوار جدي مع حزب الله


سمیر جعجع یعلن استعداده لاطلاق حوار جدی مع حزب الله

أعرب سمير جعجع رئيس حزب «القوات اللبنانية» عن استعداده للحوار «الجدي مع حزب الله ، شريطة عدم تضييع الوقت» ، في موقف هو الأول من نوعه بعدما بدا مرشحاً للرئاسة اللبنانية التي وصفها بـ«أم المعارك» بالنسبة الى قوى 14 آذار في خطابه الأخير في ذكري تشكيل قوي «14 اذار».

و يعتبر سمير جعجع البالغ من العمر 62 عامًا ، أحد أبرز المشاركين في الحرب الأهلية اللبنانية . و يلقب بـ«الدكتور» لكونه كان يدرس الطب في إحدي جامعات بيروت ، في العام 1975، إلا أنه تخلي عن الدراسة ليلتحق بميليشيا القوات اللبنانية ، محتفظًا بلقبه ، رغم تحوله نحو العمل العسكري الميليشيوي، خاض حروبًا عسكرية كبيرة وكثيرة وارتكب جرائم اغتيال وتفجيرات إرهابية كان أبرزها :

- اغتيال النائب طوني فرنجيّة رئيس حزب «المردة» مع عائلته وهو ابن رئيس الجمهورية الراحل سليمان فرنجية ووالد النائب الحالي سليمان فرنجية.
- اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رشيد كرامي، بتفجير عبوة ناسفة داخل طائرة مروحية
- اغتيال رئيس «حزب الوطنيين الأحرار» داني شمعون مع أفراد عائلته.
- اغتيال العديد من ضباط الجيش اللبناني ومسؤولين منافسين له في حزب الكتائب وحتي داخل القوات اللبنانية التي يراسها.
- تفجير كنيسة «سيدة النجاة» في كسروان شمال بيروت، وقتل وجرح عدد من المشاركين بالصلاة فيها.
و إضافة إلي كل ما تقدم فإن سمير جعجع يعتبر أحد أبرز المسؤولين في «القوات اللبنانية» عن جريمة خطف الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة في لبنان واحتجازهم لعدة سنوات ومن ثم تسليمهم للعدو الصهيوني حيث لا يزال مصيرهم مجهولاً . وبناء علي هذه الجرائم اعتقلته السلطات اللبنانية وصدر بحقة حكمًا بالإعدام، إلا إن الحكم خفف من قبل رئيس الجمهورية إلياس الهراوي إلي السجن مدي الحياة، ثم أطلق سراحه بعد 11 سنة، عبر عفو خاص أصدره المجلس النيابي الذي انبثق في عام 2005، وحصلت فيه قوي «14 آذار» علي الأكثرية النيابية . تعاون سمير جعجع مع العدو الصهيوني إبان احتلاله للبنان وأرسل مقاتلين من ميليشياته لدعم عصابات العميل أنطوان لحد في قتالها ضد المقاومة اللبنانية نيابة عن العدو الصهيوني.
رفض سمير جعجع المشاركة بالحكومة الجديدة التي يراسها أحد حلفائه في قوي «14 آذار» تمام سلام ، احتجاجًا علي مشاركة حزب الله فيها، ورفض إدخال كلمة «مقاومة» في البيان الوزاري لهذه الحكومة، وأعلن رفضه منحها الثقة احتجاجًا علي إدراج حق اللبنانيين بمقاومة الاحتلال الصهيوني واسترجاع الأراضي المحتلة في البيان الوزاري .
يقول سمير جعجع في حديث لصحيفة «الأخبار» اللبنانية نشرته اليوم الاثنين عن الحد الذي يجمع بينه - اذا اصبح مرشح 14 آذار للرئاسة- وبين حزب الله رغم العلاقة المتوترة بينهما: «لا توتر مع الحزب، والخلافات معه ليست شخصية او طائفية، بل هي خلافات في وجهات النظر، لانني اعتبر أن ما يقوم به يؤدي الي الهلاك. الخلاف في وجهات النظر موجود بين كافة الاحزاب» .
وعن مواقفه السابقة ومقاطعته للحوار الوطني بحجة أن الحوار لم يؤد الي نتيجة حول موضوع المقاومة يجيب: «طبعاً لانهم لم يعترفوا باعلان بعبدا ما يعني ان الحوار كان مضيعة للوقت. انا اول شخص مستعد للكلام مع الحزب اذا كان الحوار جدياً. انا اعرف ماذا اقول وهم يعرفون ماذا اقصد، ولكن الكلام الجدي وليس لتضييع الوقت» .
و يرى جعجع أن أول انعكاس لمعركة يبرود «قد يكون إقفال المنطقة الذي كانت تأتي منها السيارات المفخخة الي لبنان . لكن من جهة اخري، فان ما حصل من مظاهر ابتهاج في لبنان ليس في محله، ومشاركة حزب الله في هذه الاحتفالات وفي معركة يبرود سترفع نسبة الذين يريدون استهدافه. وأتمني من الدولة اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة من اجل درء الاخطار المترتبة علي ذلك» .
وعن احتمال تدفق مسلحي المعارضة السورية الي لبنان وتأثير ذلك علي منطقة البقاع، يجيب جعجع: «لا اعتقد ان ذلك سيحصل. فالجيش اللبناني موجود في تلك المنطقة، ولا اعتقد بأن المسلحين سيأتون بالعشرات الي لبنان. كما ان السلطات المحلية في عرسال رفضت ذلك لأنها تدرك معني مجيء المسلحين اليها». (متجاهلاً بذلك تقارير وسائل الإعلام تحدثت أمس عن 1500 مسلح تكفيري فروا من يبرود إلي عرسال اللبنانية).
ويعتبر جعجع أن المطلوب من الحكومة الحالية أن سياسة واضحة في طرابلس لمواجهة الاشتباكات المستمرة هناك، وألا تكون كما قوة اليونيفيل، اذ ليس معقولاً ان يبقي لبنان تحت رحمة مسلح من هنا ومسلح من هناك. يجب ازالة كل الالغام من المدينة وتجريد جبل محسن وكل طرابلس من السلاح. وعلي الحكومة ان تتحمل مسؤوليتها في ضبط الوضع فيها».
ويري سياسية الحكومة الحالية بأنها تشبه سياسة الحكومة التي سبقتها. ويقول في ذلك: «اولاً، في ما يتعلق بفقرة المقاومة، يبدو ان الحكومة قررت تخصيص الوضعية الاستراتيجية، اذ تركت مجالاً لكل مجموعة ان تتسلّح بحجة المقاومة، فما الذي يمنع مجموعة من المواطنين في جبيل او طرابلس او حاصبيا ان تتسلح لمقاومة الاحتلال، وما الذي ستفعله الحكومة حينها؟ هذه معادلة فضفاضة غريبة عجيبة، لا تحافظ علي السلاح الموجود الآن فحسب، انما تضيف اليه سلاحاً جديداً تحت حجة المقاومة». مضيفاً: «وهنا أنا اختصر الموقف بأن البيان حافظ علي المقاومة ولم يدرج اعلان بعبدا».
ويؤكد جعجع أن نواب «القوات اللبنانية»، في البرلمان لن يعطوا الثقة للحكومة الجديدة ويقول: «القوات اللبنانية لن تقاطع الجلسة بل ستشارك وستناقش البيان، لكننا لن نعطي الثقة».

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة