تدمير دير النبي "مار الياس" على يد المجاميع التكفيرية في سوريا


تدمیر دیر النبی "مار الیاس" على ید المجامیع التکفیریة فی سوریا

واصلت المجموعات الوهابية التكفيرية الارهابية المسلحة ،في سوريا ، اعتداءاتها السافرة على المعالم الأثرية و الدينية و آخرها دير النبي "مار الياس" بمنطقة "القصير" بريف حمص ، و منها أيضاً كنيسة "أم الزنار" بحمص ، و الجامع"الأموي" في حلب ، و قبر الصحابي الجليل "حجر بن عدي" ( رضوان الله عليه) بريف دمشق .

و يتمتع دير النبي "مار الياس" بمكانة مهمة لدى المسيحيين و المسلمين على حد سواء حيث يقام في كل عام عيد مار الياس الذي يعد النموذج الأكثر تجسيدا لحالة الألفة بين مختلف طوائف و فئات أبناء المنطقة و يعكس حالة التعايش الديني و الاجتماعي التي تتميز بها منطقة القصير المعروفة بتركيبتها الاجتماعية شديدة التنوع و التداخل . و روى بعض ابناء المنطقة العديد من المواقف التي تؤكد هذا التعايش و منها أنه "منذ سنوات قليلة و أثناء تسلم المطران "ايسيدور بطيخة" مهامه كمطران للمنطقة الوسطى ، كان المسلمون يتقدمون على أبناء الرعية في استقبالهم للمطران و حضروا مراسم القداس الأول ، و من ثم انطلق الجميع إلى الجامع حيث ألقى هناك المطران كلمة كان لها وقع ايجابي كبير ترددت أصداؤه في وسائل الإعلام المحلية و العربية" . و انقلب هذا المشهد اليوم في زمن المرتزقة و دعاة الحرية ليتحول إلى خراب و دماء و تدنيس حيث دخل الإرهابيون إلى الدير المقدس و عبثوا بمحتوياته و لم يخرجوا منه إلا بعد أن دمروا كل ما فيه حتى الحجر و المذبح و جرن المعمودية و تمثال النبي "مار الياس" الحي طالتها يد الإرهاب و التخريب . و وفقا للأب "غدير الابراهيم" رئيس دير النبي مار الياس الحي "يعد الدير من المناطق الاثرية المهمة و يعود تاريخه لـ2000 عام" ، و  "قد أطلق عليه مار الياس نسبة إلى مار الياس الحي وهو أحد أنبياء العهد القديم و على الأرجح أنه مر في هذه المنطقة أو أقام فيها و لذلك سمي بإسمه" .كما "يضم الدير أيقونة مار الياس العجائبية التي يعود تاريخها إلى ألف سنة تقريبا" ، معتبرا "ما أصاب الدير عملا تخريبيا تكفيريا لا يمكن أن يقوم به السوريون كما لم تشهد سوريا عبر تاريخها الطويل مثل هذه الأفعال التي كشفت حقيقة منفذيها" . و قال الابراهيم إن "هؤلاء الظلاميين يمكن أن يخربوا الحجر و لكن لم و لن يستطيعوا أن يخربوا البشر و ستبقى سوريا مسلمين و مسيحيين تبني الجوامع و الكنائس جنبا إلى جنب" .

 

أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة