الفضلات البشرية وقود مركبات الفضاء على سطح القمر فى المستقبل

الفضلات البشریة وقود مرکبات الفضاء على سطح القمر فى المستقبل

طور باحثون امريكيون فى جامعة ولاية فلوريدا الأمريكية طريقة جديدة للاستفادة من الفضلات البشرية الناتجة عن رواد الفضاءفي الرحلات الفضائية ، عبر تحويلها إلى وقود للمركبات الفضائية ،واستخدم الفريق البحثى عملية الهضم اللاهوائي لإنتاج غاز الميثان وثاني أوكسيد الكربون من المواد العضوية القابلة للتحلل، وهى عملية تحلل بيولوجي بطريقة طبيعية للمواد العضوية في غياب الأكسجين.

وأوضح الباحثون  الأمريكيون فى دراستهم التى نشروا تفاصيلها اليوم الأحد، فى مجلة "التقدم في أبحاث الفضاء"، أن الطريقة التقليدية لوضع النفايات فى الكبسولات الفضائية، يمكن أن تكون ذات جدوى فى الرحلات الفضائية القصيرة.

وأضافوا أنه عندما يتعلق الأمر بالتخطيط لغزو القمر، وإرسال بعثات طويلة الأجل لدراسة سطحه قد تمتد لخمسة سنوات بحلول 2019، فإن الأمر يتطلب حلولا مبتكرة للتعامل مع المخلفات البشرية.
ومن هنا بدأ الفريق فى البحث عن حل، لأن النفايات البشرية التى قد يخلفها رواد الفضاء على مدار 5 سنوات، لا يمكن أن تترك على سطح القمر، كما أن إعادتها مرة أخرى إلى الأرض سيشكل وزنا زائدا على المكوك الفضائي.
واستعان الباحثون بوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، التى قدمت لهم مجموعة من النفايات البشرية التي كانت قد أنتجت كيميائيا، بالإضافة إلى كمية من فضلات الطعام، والمناشف والملابس والنفايات الأخرى التي تحاكى فضلات رواد الفضاء، الذين من المحتمل أن يعيشوا على سطح القمر لمدة 5 سنوات.
وتعمل المكوكات الفضائية فى العادة بواسطة غاز الهيدروجين السائل والأكسجين السائل، لكن علماء الفضاء بدأوا فى السنوات الأخيرة استخدام غاز الميثان كمصدر لوقود المركبات، وهو الغاز الذى يمكن إنتاجه من خلال حرق النفايات البشرية لرواد الفضاء.
وقال الباحثون إن الهدف من البحث اختبار ما إذا كان يمكنهم توفير ما تحتاجه مركبة الفضاء من وقود خلال رحلة العودة من سطح القمر عبر حرق النفايات، والاكتفاء فقط بحمل ما يكفى من الوقود لرحلة الإطلاق فقط من الأرض.
واستخدم الفريق البحثى عملية الهضم اللاهوائي لإنتاج غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون من المواد العضوية القابلة للتحلل، وهى عملية تحلل بيولوجي بطريقة طبيعية للمواد العضوية في غياب الأكسجين.
وباستخدام هذه العملية، استطاع فريق البحث إنتاج 290 لترا من غاز الميثان من مخلفات فرد واحد من أفراد الطاقم الفضائي فى مدة أسبوع، وقال الباحثون إن هذه الطريقة يمكن أن تنتج وقودا يكفى لرحلة العودة من القمر،وأضافوا أن هذه الطريقة يمكن أن تكون مفيدة على الأرض أيضا، إذ يمكن من خلالها إنتاج وقود يستخدم لتوليد الكهرباء والتدفئة من مخلفات الطلبة فى الجامعات على سبيل المثال.
يذكر أن وكالة ناسا الفضائية تخطط لإرسال رواد فضاء إلى القمر بحلول عام 2019، وبناء قاعدة فضائية هناك تتيح للبشر البقاء على سطح القمر لمدة ستة أشهر مع حلول عام 2025.
وتأمل ناسا أن يتمكن روادها من البقاء على سطح القمر ودراسة أرضيته ومناخه، والتعود على صعوبة العمل ضمن ظروفه الجوية لمدة 180 يوما، وذلك تحضيرا للذهاب والاستقرار على سطح كواكب أخرى.

الأكثر قراءة الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة