بلينكين: محادثات جنيف كانت مفيدة وجدية والحظر الأمريكي الجديد سيعزل أمريكا

جاءت تصريحات "بلينكن" هذه أثناء جلسة في مجلس الشيوخ الأمريكي الاربعاء بعد مصادقة المجلس على ترشيحه نائبا لوزير الخارجية،وتطرق إلى موضوع المباحثات النووية بين المجموعة الدولية السداسية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبداية قال خلال اجتماع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الذي يعد الاول برئاسة السيناتور الجمهوري بوب كوركر، وبحضور وكيل وزارة الخزانة الامريكية ديفيد كوهن "ان التحدي الناتج عن البرنامج النووي الإيراني هو من أولويات الامن القومي الامريكي" واضاف، اننا لازلنا نعتقد ان أفضل طريق للوصول إلى الهدف (تذليل قلق المجتمع الدولي) هو تحقيق برنامج عملي من شأنه ان يحقق عند تطبيقة منع حيازة إيران للأسلحة النووية ويخلق الاطمئنان بان البرنامج النووي الإيراني مكرس للاغراض السلمية فقط. وكرر "بلينكن" تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بان الاتفاق النووي يجب ان يسد  الطرق الاربعة "منشأة نطنز" و"منشأة فردو النووية" و"منشأة اراك للماء الثقيل" والطرق السرية المحتملة لحيازة القنبلة النووية أمام إيران، وأفاد ان هذا الاتفاق يجب ايضا ان يفرض قيود شديدة وصارمة على البرنامج النووي الايراني وان يمهد الطريق امام السماح للمراقبين الدوليين بالتفتيش الواسع النطاق على المواقع النووية الايرانية.

مرحلية تعليق اجراءات الحظر وامكانية العودة اليها / حسم التزامات ايران بحلول نهاية آذار 

ومضى "بلينكن" مبينّا، في المقابل يجب على المجتمع الدولي ان يعمل على رفع اجراءات الحظر على إيران خطوة بخطوة ووفق تدابير اختبارية لإيران. ان هذه الاجراءات خططت بشكل يمكن وبسهولة العودة اليها مجددا، اذا انتهكت إيران التزاماتها. واشار إلى ان واشنطن كانت تدرك منذ البداية ان المباحثات النووية ليست سهلة وتابع المسؤول الثاني في الخارجية الأمريكية، أن الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن إضافة إلى المانيا تأمل في حسم العناصر الرئيسية للاتفاق بحلول نهاية آذار والتفاصيل الفنية بحلول حزيران.

مباحثات جنيف مفيدة وجدية وتوجد فرصة معقولة' للتوصل إلى الاتفاق

وتطرق نائب وزير الخارجية "انتوني بلينكن" في كلمته امام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي إلى المباحثات إلى جرت الاسبوع الماضي في مدينة جنيف بسويسرا بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومجموعة الدول 5+1 ورأى ان هذه المباحثات كانت مهمة ومفيدة وجدية واضاف، حققنا تقدما بشأن بعض الأمور لكن الفجوات باقية بشأن أمور أخرى. ونوه إلى انه وممثلة أمريكا في المفاوضات النووية وندي شيرمن  سيطلعان خلال الاجتماع غير العلني نواب الكونغرس على تفاصيل اكثر حول هذه الجولة من المفاوضات مع إيران. واستطرد، بشكل عام لا يزال تقييمنا هو أن لدينا فرصة معقولة للتوصل إلى اتفاق يصب في مصلحة أمن أمريكا وحلفائها، واذا لم يتخذ المسؤولون الايرانيين قرارات بالتحرك نحو الأمام عندها ستنضم الحكومة للكونغرس بتشديد الضغوط على إيران. ان المفاوضات لازالت جارية في الوقت الراهن، ومن الضروري ان نظهر لحلفائنا ولايران في نفس الوقت، بان واشنطن تدعم الاستراتيجيات الشاملة التي تضمن عدم حيازة إيران لاسلحة نووية وان برنامجها النووي مكرس لاغراض سلمية. واشار الى مسيرة المفاوضات النووية وزعم ان الحظر كان سببا لجلب ايران إلى طاولة المفاوضات وتباطئ بعض نشاطاتها النووية. وقال نائب وزير الخارجية الامريكي "انتوني بلينكن" بشأن مشروع نواب الكونغرس للمصادقة على إجراءات حظر جديدة مقررة على ايران، انني ادرك ان هدف هذه القرارات هي تشديد الضغوط على ايران وتقوية مواقف المفاوضين الامريكيين للوصول الى اتفاق شامل. واستطرد مضيفا ان الحكومة الامريكية تشيد بهذه الرغبة، الا اننا نعتقد ان فرض اجراءات حظر جديدة في هذا الوقت ليست ضرورية وبعيدة عن تعزيز آفاق المفاوضات، إنها تخاطر بتقويض دبلوماسيتنا، وتجعل الاتفاق أقل احتمالا، وستقضي على اي اتفاق وستؤدي الى تقويض المفاوضات النووية القضاء على كل الجهود المبذولة في هذا المجال.

انخفاض اسعار النفط شدد من الضغوط على إيران/ سيف "ديموقليس" على راس إيران

وتناول الرجل الثاني في الخارجية الأمريكية في جانب اخر من كلمته في هذا الاجتماع موضوع انخفاض اسعار النفط في الاسواق العالمية وبيّن قائلا، كما قلت قبل لحظات فان اجراءات الحظر الجديدة على إيران ليس ضرورية في الوقت الحاضر، لانها تعاني من ضغوط جراء الاجراءات السابقة كما وان هذه الضغوط تشددت في الاشهر الاخيرة الماضية جراء الانخفاض الشديد في اسعار النفط. ولفت إلى ان إيران اذا امتنعت عن قبول اتفاق معقول او تتحايل على تنفيذ تعهداتها الحالية الخاصة بالاتفاق المشترك، فان مجلس الشيوخ ومجلس النواب يستطيعان فرض تدابير إضافية في غضون ساعات ضد إيران. وان الحكومة ستدعم بقوة هذا الاجراء، وان إيران تدرك جيدا بان هناك الان سيف "ديموقليس" اكثر حدة من قبل فوق رؤوسهم. واردف "انتوني بلينكن" موضحا ان واشنطن ملتزمة بخطة عمل مشتركة فيما يتعلق بعدم فرض حظر جديد على ايران، وفي حال عدم انتهاكها للاتفاق، فان اي شكل من اشكال الحظر الجديد من قبل الكونغرس ستعتبر من وجهة نظر إيران والمجتمع الدولي، انتهاكا للعمل المشترك من قبل امريكا. وان هذا الامر من شانه يقوض المفاوضات وحتى اذا كانت هذه الاجراءات انتهاكا تقنيا للاتفاق فاننا على اطمئنان بانها تعتبر في راي ايران والكثير من شركائنا في العالم انها انتهاكا لبنود الاتفاقية.   

تشديد الحظر على ايران سيعزز من صعوبة مواقفها وسيعزل امريكا

 
وتابع نائب وزير الخارجية  الامريكي "انتوني بلينكن" مصرحا، اذا تمت المصداقة على فرض اجراءات حظر جديدة ضد ايران فان هناك ثلاث احتمالات يمكن حدوثها. الاحتمال الاول، تقوم إيران بترك المفاوضات واستئنافها السريع لبرنامجها النووي، والاستمرار في تخصيب اليورانيوم وحتى يحتمل ان ترفع نسبة التخصيب الى اكثر من 20%. الاحتمال الثاني، وحتى اذا قامت إيران بترك المفاوضات فاما انها ستعود فورا لها وعندها ستتخذ الدول المشاركة في المفاوضات مواقف اكثر حدة والذي سيجعل من الصعب للغاية تحقيق اتفاق نهائي اذا لم يكن من المستحيل، ومضى "بلينكن" بالقول اما الاحتمال الثالث، اذا شعر حلفائنا الاوروبيين ان امريكا عمدت الى اتخاذ اجراءات عملية مبكرة وضاعفت من اجراءات الحظر على ايران ومن دون اي سبب ، فان ذلك سيقلل من ارادتهم على تنفيذ اجراءات الحظر الحالية او زيادة مبادرت الحظر. ونوه الى ان امريكا استطاعت لحد الان ان تحافظ على انضمام الدول الاخرى اليها،على الرغم من انها من الناحية الاقتصادية تحملت الكثير من الخسائر والاضرار، وهذا يعود الى اننا اظهرنا باننا جادّون في الوصول الى الحل بالطرق الدبلوماسية. وخلص الى انه اذا لم تستنتج هذه الدول هذا الامر، فان امريكا ستعزل وليست إيران وسوف تتلاشى اجراءات الحظر وعندها ستتمكن إيران ان تستأنف كل النشاطات التي جمدت وفق خطة العمل المشتركة وبدون اي قلق من الضغوط الدولية المؤثرة.