عطوان : الملك سلمان بن عبد العزيز يسعى الى تصفية ارث الملك عبد الله


عطوان : الملک سلمان بن عبد العزیز یسعى الى تصفیة ارث الملک عبد الله

راى الاعلامي الفلسطيني رئيس تحرير صحيفة راي اليوم الالكترونية اللندنية عبد الباري عطوان ان السعودية وبعد وفاة الملك عبد الله تقف على اعتاب مرحلة انتقالية جديدة مختلفة كليا ، تشهد على اثرها تغييرات كبيرة داخليا وخارجيا، واشار عطوان في مقال نشره عبر صحيفة راي اليوم الى التغييرات التي ستشهدها السعودية في عهد الملك الجديد على الصعيد الخارجي ويخص بالذكر التحولات في الساحة الخليجية وخاصة علاقات السعودية مع قطر كما على الساحة السورية.

وفي معرض سرده لحقبة الملك السعودي السابق، انتقد الكاتب والاعلامي الفلسطيني ما يسمى بـ "مبادرة السلام" التي قدمها الملك عبد الله؛ مؤكدا انها "قدمت تنازلات كبيرة لـ «الاسرائيليين» دون ان تحقق اي نتائج فعلية..

الى ذلك، ينتقل عطوان الى الحقبة الجديدة واثارها على الوضع الداخلي للملكة العربية السعودية؛ ليقول ان الملك السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز يسعى الى تصفية ارث الملك السابق جزئيا وفي المرحلة الاولى على الاقل؛ لافتا في هذا الصدد الى التنصيبات الجديدة التي انتهجها الملك الجديد فور الاعلان عن وفاة اخيه الملك عبد الله.

وتابع قائلا : الملك سلمان قضى السنوات الخمس الاخيرة مراقبا وصامتا حتى لا يقدم على اي خطوة يمكن ان تحول دون توليه العرش، ومنذ اللحظة الاولى من وفاة الملك عبد الله وضع بصماته بوضوح على خريطة الحكم خلال اطاحته بخالد التويجري مدير الديوان الملكي والسكرتير الخاص للملك عبد الله  وكاتم اسراره، واصدار مرسوم ملكي بتعيين الامير محمد بن نايف وزير الداخلية والرجل القوي في المملكة وليا لولي العهد وابنه الامير محمد بن سلمان وزيرا للدفاع علاوة على رئاسة مكتبه اي مكتب الملك الجديد، الامر الذي قطع الطريق على الامير متعب بن عبد الله نجل الملك السعودي السابق الذي اخترع منصب ولي ولي العهد وفصله على مقاسه على امل توليه لاحقا.

ويمضي رئيس تحرير صحيفة راي اليوم اللندنية، قائلا : الملك سلمان وبمثل هذه المراسيم الملكية السريعة حقق امرين على درجة كبيرة من الاهمية يحددان ملامح عهده الجديد:-
• الاول: اعادة الجناح السديري في الاسرة الى الواجهة مجددا وبقوة من خلال تثبيت وتعيين ابرز اثنين من جيل "الشباب" فيه، اي الاميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان في اقوى منصبين واهم وزارتين في الدولة اي وزارتي الدفاع والداخلية، علاوة على تولي الاول منصب ولي ولي العهد الذي يضعه على بعد درجتين من العرش.
• الثاني: تعزيز وتسهيل وبدء نقل السلطة الى الجيل الثاني من الامراء او احفاد الملك عبد العزيز آل سعود وبطريقة انتقائية تركز على الولاء والكفاءة، حسب مواصفاته.

وفيما يخص السياسات الداخلية  التي سينتهجها الملك السعودي الجديد يشير الباحث والكاتب الصحفي عبد الباري عطوان الى النقاط التالية :- 
- تعزيز الثقة بالامير محمد بن نايف من قبل الملك الجديد يؤكد ان سياسة القبضة الامنية الحديدية في التعاطي مع الاسلام المتشدد ستستمر وربما تتصاعد، وكل ما قيل عن قرب الملك سلمان من التيار الاسلامي مبالغ فيه، واذا وجد هذا التقارب وهو موجود فعلا فإنه مع المؤسسة الدينية الرسمية وليس مع الدعاة ورجال الدين الشبان.

- اما على صعيد السياسة الخارجية فإن الملك الجديد يجد نفسه دون حلفاء في اليمن بعد ان خسر حزب الاصلاح وتصاعد هيمنة اعدائه " انصار الله" على مقدرات البلاد، مضافا الى ذلك فشل سياسات بلاده في تغيير النظام في سوريا من خلال تسليح "المعارضة" السورية ودعمها..لا نستغرب في هذا الشان ان يقدم الملك سلمان على تغيير سياسة بلاده في سوريا وبدء انسحابها التدريجي، لانه لا يوجد لديه مشكلة شخصية مع الرئيس الاسد على غرار شقيقه الراحل .

 ولعل التغيير الاكثر وضوحا - كما يراه عطوان - من المتوقع ان يكون في الملف الخليجي والخلافات مع دول الجوار وخاصة دولة قطر وتطوير العلاقات مع مصر حيث كان الامير (الملك) سلمان مسؤولا عن الملف المصري وادارته في بلاده.

ويخلص عطوان في مقاله الي ان "السعودية تقف حاليا على اعتاب مرحلة انتقالية جديدة مختلفة كليا، قد تشهد تغييرات كبيرة داخليا وخارجيا في المرحلة المقبلة تضع حدا لحالة التردد التي سادت دائرة اتخاذ القرار فيها طوال السنوات الاربعة الماضية على الاقل بسبب مرض الملك السعودي السابق".
 

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة