انكسار وخيبة "الحزم" السعودي على أعتاب اليمن

انکسار وخیبة "الحزم" السعودی على أعتاب الیمن

انكسار وخيبة "الحزم" السعودي على أعتاب اليمن ، هذا كان عنوان مقال نشره الكاتب علي عوباني على موقع العهد الاخباري اللبناني ، اكد فيه معيار الانتصار أو الانكسار ليس بحجم الدمار، المعيار الحقيقي يقاس بمدى تحقيق الاهداف المعلنة او غير المعلنة على أرض المعركة.

واستطردكاتب المقال، مما لا شك فيه أن "عاصفة الحزم السعودي" رفعت سقف أهدافها الى الحد الاقصى، الى الحد الذي أدرك معه القيمون عليها استحالة تحققها حتى قبل بدء العدوان، فمنذ متى تعاد شرعية بلد او يعاد رئيس الى سدة الرئاسة في بلد ما على ظهر دبابة او طائرة أجنبية، أليس الطريق الوحيد لإضفاء الشرعية هو الشعب اليمني وصندوق الاقتراع، وليس آلة الحرب السعودية مهما عظمت؟!.

هدف إعادة "الشرعية" و"السيادة" التي تراها السعودية للشعب اليمني، وليس التي يراها الأخير لنفسه، لم يتحقق منه شيء، فمنصور عبد ربه هادي لم يعد الى صنعاء، ولا حتى الى عدن، وليس هناك أمل بعودته اصلاً، بعدما انتهى مستقبله السياسي بخيانته العظمى لأبناء شعبه وبلده، ومصيره أن يبقى قابعاً في قصور آل سعود في الرياض، تملى عليه الاوامر "التخريبية"، وما عليه سوى "الطاعة" لولي نعمته بكتابة مقال هنا، أو توسل هناك، سيما بعد أن افتضح أمره، وظهر جلياً أمس في بيان اعلان انتهاء العدوان أنه لم يكن سوى شماعة للعدوان، حينما تذرع البيان بأن بدء العدوان وانتهاءه كان بطلب من الحكومة اليمنية، ما يعني باللغة القانونية، أن السعودي يتنصل من كل جرائمه التي ارتكبها في العدوان ويلصقها بعبد ربه منصور هادي. كما ان ذلك يعبر عن نكتة سمجة وهي ألهذا الحد حرص آل سعود على تلبية مطالب هادي. ثم من يطلب من هادي يطلب من سلمان؟؟!!.

واللافت ان المتحدث العسكري لـ"عاصفة الحزم" لم يجد وهو يتلو بيانه، أي نصر يتفاخر به سوى سفك دماء الابرياء، فراح يتباهى بعدد الغارات الجوية، رغم ادراكه ان سلاح الجو لا يحسم معركة، بل ذهب الى حد التباهي بقصف أسلحة وصواريخ "باليستية"،  حتى خيل إلينا أن "الحوثيين" يمتلكون أسلحة دمار شامل، بينما الاحداث اظهرت أنهم يمتلكون سلاحاً أقوى من أي سلاح مادي، يمتلكون إرادة صلبة وعزما لا يلين. وأنهم أهل الحزم والعزم والصبر والصمود والثبات، فيما أظهر المعتدون أنهم مجدداً أشباه رجال يهربون من الالتحام بالميدان ويستقوون على الأطفال والأبرياء، يصبون جام غضبهم عليهم، بوحشية وهمجية لا تضاهي سوى وحشية وهمجية أسيادهم في "تل ابيب" والبيت الأبيض.

في المحصلة، فإن هدف اقتلاع "الحوثيين" من العاصمة صنعاء وبعض المدن انخفض الى حده الأدنى الذي ارتضى فيه "أصحاب الحزم" بالترويج لأوهام القضاء على "تهديد" الأمن السعودي وأمن الجوار بتدمير صواريخ "الحوثيين" والجيش اليمني، دون تفسير ما علاقة تدمير الجسور والمدارس والمستشفيات والمطارات والبنى التحتية بتهديد الأمن السعودي. ثم أي تهديد يتحدثون عنه، فلو كان هذا التهديد موجوداً فعلاً ألم تكن الحرب أفضل ذريعة لرد الصاع صاعين، فالقدرة موجودة، والشعب اليمني معروف ببسالته وإبائه، وكلنا شاهدنا ما الذي حصل عندما تحركت احدى القبائل على الحدود السعودية؟. ثم ألا يظهر تبرير انتهاء العدوان حصراً بـ"إزالة التهديد" على المملكة ودول الجوار، بأن العدوان كان لمصالح سعودية بحتة لا علاقة لها بكل الشعارات والحملات الاعلامية التي سوقت بأن "العاصفة" ستنقذ  اليمن، او ستعيد "الشرعية" إليه وسواها، من عناوين براقة حاولت استمالة بعض أطياف الشعب اليمني لزجه في المشروع  السعودي للهيمنة على البلد.    

وأبعد من ذلك، اين ما حققه العدوان مما روج له الإعلام السعودي المأجور وأذنابه، حينما هلل وصفق للعدوان على اليمن، وبنى عليه آمالا وأوهاما في استعادة "الامن العربي" والحفاظ على "البحر الأحمر العربي".. وانهاء "العربدة الايرانية"، و"لجم نفوذها"..، وسواها من مفردات مدلولها واحد "عروبة بالمفهوم الاسرائيلي"، عروبة تتمثل بشعار "الاعتدال العربي" الذي يردده آل سعود، لتحويل أنظار العرب والمسلمين عن الاعداء الحقيقيين، وحرف البوصلة عن فلسطين باتجاهات أخرى، تعويضاً عن اخفاقاتهم المتكررة وسياستهم "الهوجاء" في ملفات المنطقة، فهم بدل ان "يقطعوا اصبع ايران" في اليمن كما ادعوا ببداية العدوان تلقوا صفعة قوية في نهايته حينما أقروا مرغمين بعد ثلاثة اسابيع بدورها الاقليمي والدولي، برز ذلك جلياً بأن الاعلان عن ايقاف العدوان السعودي على اليمن جاء من طهران على لسان مساعد وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان قبيل ساعات من تحققه الفعلي. ما يؤكد مجدداً بأن ال سعود لا يدركون انهم يضيعون اوقاتهم واموالهم في اللهاث خلف الكبار، والتلهي بألاعيب الصغار، وبأوراق محروقة، والا فأين عروبتهم وأين "حزمهم" من قانا وغزة وجنين، بعدما بدا أن "مخالب الاعتدال العربي" قنابل وصواريخ مكدسة تستخدم حصراً بوجه اهل العروبة الحقيقيين اليمنيين وليس بوجه الصهاينة المحتلين في فلسطين.

ومن الاهداف التي رددها اعلام ال سعود ايضاً، وروج لها "الخطر على مضيق باب المندب"، اليوم أين هذه الاهداف ولماذا غابت عن أجنداتهم بعد انتهاء العدوان، فأين خطر اليمنيين على دول الجزيرة العربية، والبحر الأحمر، وخطوط الملاحة والتجارة الدولية المارة بهذا المضيق وبرأس الرجاء الصالح، وأين المشكلة الاستراتيجية التي يسببها اليمنيون للعالم كله، ألم يتضح بعد أن كل ذلك ليس سوى رافعة للعدوان من أجل تجييش وكسب ود الشارع العربي والانظمة العربية المترددة في دعم العدوان، والتي بقيت "مقلقزة" ولم تدخل فيه خشية من حصد نتائجه السيئة، ليترك السعودي وحيداً يجني هزيمة وفشلاً ذريعاً في العدوان على اليمن، وهو ما سيرتد سلباً على الادارة الحاكمة في آل سعود سيما في ضوء الخلافات والاجنحة المتصارعة داخلها.  

اذاً، انكسر "الحزم" السعودي على أعتاب اليمن، وتحول "الحزم أبو العزم ابو الظفرات" الى "خيبة وهزائم وحسرات"، لذا فمن حق الشعب اليمني اليوم ان يحتفل بالنصر، لانه نصر المستضعفين، نصر كتب بدماء وآلام وتضحيات آلاف الشهداء والجرحى، دون اطلاق رصاصة واحدة، هم واجهوا آلة القتل السعودي بثبات وصبر، وكانوا على يقين بأن موعدهم النصر وكان النصر موعدهم.

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة