صحفي مصري: السعودية تحول الشعيرة الاعظم للمسلمين الي ابتزاز مالي و نفسي


صحفی مصری: السعودیة تحول الشعیرة الاعظم للمسلمین الی ابتزاز مالی و نفسی

اكد الصحفي المصري الشهير علاء طه في مقال نشرته صحيفة "الجورنالجي" المصرية ان غلاظة وفظاظة قوات الأمن و الشرطة السعودية تعد من الاسباب الرئيسية لتزايد عدد الضحايا، مشيرا الى أن تجمع 48 مليون شخص في الهند لممارسة شعائر هندوسية، و20 مليون شخص في العراق خلال زيارة الإمام الحسين (ع)، و5 ملايين آخرين خلال تشييع جنازة جمال عبد الناصر لم يؤدي الى تدافع.

و جاء في نص مقال الكاتب علاء طه: مساء الخير يا سعودية لا يجب أن تمر كارثة التدافع في مني، أول أيام العيد، مرور الكرام.. حسناً فعل خادم الحرمين بفتح التحقيقات في الحادث الذي أزهق أرواح مئات المسلمين، وأجري تغييرات وزارية.. لكن هذا لا يكفي. أعلم أن الحكم في المملكة غير ديموقراطي.. عائلي.. لا يعترف بتداول السلطة ولا حتي بالشوري.. وهو لا يخضع للمساءلة ولا للشفافية.. نحن أمام ملك عضود، لكن الأمر هذه المرة لا يمثل شأناً سعودياً داخلياً، إنما يمثل وجعاً إسلامياً وعربياً جامعاً. إذاً مساء الخير يا سعودية.
واضاف الصحفي: التجمع المقدس بالأراضي السعودية لأداء فريضة الحج ليس الأضخم في العالم.. تصل تقديرات أعداد الحجيج سنوياً من 2 إلي 5 ملايين حاج.. وحسب تقديرات الموسوعة العالمية ويكيبيديا بعنوان “List of largest peaceful gatherings in history” (قائمة التجمعات السلمية الأكبر في العالم)، فإن 48 مليون شخص تجمعوا هذا العام لممارسة شعائرهم المقدسة حول نهر جودافاري في ولايتي اندرا براديش وتيلانجانا بالهند، ولم تقع حوادث تذكر.. دعك من أن الهند دولة متحضرة وقادرة علي تنظيم احتفالاتها المليونية، فإن العراق الذي يعج بالفوضي، ويعاني من فقدان حكومة مركزية، شهد في كانون اول العام الماضي زيارة 20 مليون شخص لضريح الامام الحسين في كربلاء، وربما نوغل في التاريخ ونزعجكم بسيرة الزعيم الذي تكرهونه جمال عبد الناصر فجنازته في 1 تشرين اول  1970 حضرها 5 ملايين شخص ولم يتدافعوا، ولم تقع كوارث. أين الخطأ إذا؟ الخطأ في سوء إدارتكم.. الكوادر البشرية التي تدير الحج لديكم تفتقد للخيال والإبداع وحسن التصرف.. يشكو المسلمون من جلافة وفظاظة وغلاظة السعوديين في العمرة والحج.. يظنون أنهم أسياد البشر.. واستطرد طه كلامه بقول: أشخاص سذج تعليمهم محدود يظنون أن المال الذي يتراكم في خزائنهم دون جهد يضعهم فوق البشر.. وهذا غير صحيح.. أنتم عبيد للمال، وعبيد لحكم عائلي.. بينما الحجيج وزوار المملكة هم عبيد لله، أكثر منكم حرية ومالاً وعقلاً، وينفقون في سبيل الله والرحلة المقدسة أموالهم عليكم فتمتلأ حساباتكم، وتتضخم أبدانكم جراء الكسل. أحد ما يُميت الحج والعمرة تسييس الشعائر المقدسة.. مواكب الأمراء والرؤساء والمؤلفة قلوبهم تسير علي هوي آل سعود.. يشعرون أنها الفرصة التي تحقق لهم ما تفشل فيه دبلوماسيتهم، فلا يتورعون عن تقديم نوعيات من الحج المريح لنوعيات بعينها تغلق فيه الشوارع، ويضرب فيه المسلمين كي لا يقتربوا من الأمير أو الضيف.. فهل يتقبل الله؟ المشهد لجثث المسلمين والمصابين في أول أيام العيد، ومراكمتها أمام الكاميرات بقدر ما تكشف بدائية التنظيم فإنها تعري إنسانيتكم.. هل تمتلكون قلوباً صافية؟ وحلم المسلم الذي يجعله يدخر طيلة الأعوام لينهي حياته بحجة تمسح ذنوبه تحولونها إلي حجة تنهي حياته. تنفقون المليارات علي التوسعات والفنادق المكيفة، لكن لا تنفقون ربع ذلك علي السعوديين لتعلمونهم الدين الصحيح، وقيم التسامح والجوار التي ترقق القلوب، فيخدمون الحجيج بحرفية ومهارة تمنع مهاترات المواكب، وتحافظ علي أرواح الحجيج. هل الإسلام يعطي لكم الحق في تحويل الشعائر الأعظم في الدين الإسلامي إلي ابتزاز مالي ونفسي للمسلمين في بقاع الأرض؟.. أسعار التذاكر للمملكة أضعاف غيرها لأبعد مدن العالم، وأسعار الإقامة والطعام والتأشيرات حول الفريضة للأثرياء فقط، وليس للقادرين كما تأمر تعاليم الإسلام. للمرة الأولي هذا العام نتحدث في مصر عن حج الرشوة بسبب قضية فساد وزراة الزراعة.. لكن مع شعائر الحج تحول الأمر إلي قضية يجب أن يجيبنا عنها إخواننا في السعودية.. فالرشوة تدفعها هذه المرة السعودية لعشرات ومئات الإعلاميين المصريين والعرب.. رحلات حج سياحية مدفوعة الأجر مشفوعة بالهدايا من أجل الدعاية للنظام السعودي وللعائلة الحاكمة.. الأمر يأتي بعد فضيحة وثائق الخارجية السعودية التي كشفت أموالا أنفقت بسخاء في العواصم العربية لشراء ذمم إعلاميين ومثقفين للدعاية للسعودية بعد ثورات الربيع العربي. رشوة الحج آتت ثمارها مع كارثة التدافع في مني.. فقد تم التكتم علي تفاصيل الحادث، والإعلاميون الذين شاهدوا الحدث خضعوا لبيانات المملكة والتزموا بنصها.. لم يجتهد أو يقدم لنا إعلامي حقيقة ما حدث.. ولم تنتظر مواقع التواصل الإجتماعي ولا وسائل الإعلام المستقلة التي لم تتلق أو رفضت رشوة الحج، فبثت فيديوهات التدافع، وانتشرت أخبار عن الموكب الأميري الذي تسبب في الكارثة.. المملكة نفت.. لكن الفيديوهات كشفت.. وهنا تأتي لحظة المكاشفة.. هل تجري المملكة تحقيقات موسعة وموضوعية وتعلن للمسلمين حقيقة ما حدث؟ هل سيمتلك خادم الحرمين فضيلة الاعتذار للمسلمين؟ هل ستعدل السعودية من نظام خدمة الحجيج ومواكب الأمراء وكبار الضيوف؟ هل إذا تعذر عليها ذلك ستستعين بالدول الإسلامية المتقدمة وبخبراتها للحيلولة دون كوارث جديدة بالحج؟ حتي تقوم المملكة بذلك.. مساء الخير يا سعودية.

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة