حجاج جزائريون : سبب كارثة منى إغلاق الطرق وسوء التنظيم


حجاج جزائریون : سبب کارثة منى إغلاق الطرق وسوء التنظیم

أكد حجاج جزائريون أن السبب وراء وقوع كارثة مشعر منى المفجعة التي اودت بحياة اكثر من 1000 حاج في يوم عيد الاضحى ، هو سوء تنظيم حركة الحجيج و إغلاق الطرق ، و نقلت قناة الشروق الجزائرية عن شهود عيان أن الكثير من الحجاج سقطوا فوق بعضهم ، وكان هناك أَحياء بينهم ، و تم إنقاذ قسم منهم فيما قضى الآخرون مؤكدين أن الجهات المنظمة لم تأخذ بعين الاعتبار توافد الناس بالاتجاهات المتعاكسة ، و منتقدين أتهام السلطات للحجاج على انهم لم يتبعوا الارشادات .

و كشف أحد الحجاج الجزائرييين في حوار مع قناة الشروق ، أن المشكلة هي "أنهم قفلوا علينا الممرات التي ترجعنا إلى خيمنا .. و المشكلة هي مشكلة تنظيم مروري بالدرجة الأولى .. نحن أكملنا المسيرة حوالي كيلومتر ونصف ، فقالوا لنا الممر أغلق .. فرجعنا كل هذه المسافة .. ولم يكن سهلاً أن يذهب فوج كامل ويرجع كل هذه المسافة .. فقالوا بعدها إن الممر الذي أقفل علينا قد فتحوه .. نحن أخذنا نمشي و بدأت الممرات تضيق وتضيق علينا .. فوقع الاصطدام هذا بين من رجموا و عادوا و بين الذاهبين .. و صار الذي صار .. رأينا الموتى و الناس تدهسها .. وفي بعض الأحيان كان هناك 4 أو 5 موتى مكدسين فوق الآخر!" .

و أشار حاج آخر إلى وجود ثلاثة اتجاهات متعاكسة ، مبيناً أن الجهات المنظمة لم تأخذ بعين الاعتبار توافد الناس بالاتجاهات المتعاكسة ، منتقداً أنه لم يكن هناك أي تنظيم .
وأضاف هذا الحاج أن بعض الحجاج لم يقدر على تخليص نفسه من ضغوط التدافع ، فمن التدافع أصبح الموتى واحداً فوق الآخر ... ربما خمسة موتى فوق البعض .. ممكن أن يكونوا أحياء أو أمواتا .. الذي كان على الأعلى استطاعوا أن يخرجوه .. كما تكسر من كانوا تحت .. أو الذين استطاعوا أن يكسروا السياج ويهربوا .

 

 

كما روى عدد من الحجاج الذين نجوا من كارثة التدافع في مشعر منى معاناتهم و صراعهم للبقاء على قيد الحياة بعد ان داستهم اقدام الحشود المتدافعة اثر اغلاق طرق النجاة . و بحسب تقرير لوكالة "فرانس برس" يروي الحاج النيجيري عباس التيجاني (57 عاما) "كان كل واحد يحاول النجاة بحياته ، و كنت احاول تسلق السياج . و كان الناس يحاولون سحبي الى الاعلى لكن التدافع كان كثيفا بحيث لم يتمكن احد من رفعي" .
ويضيف الحاج النيجيري الذي اغمي عليه أثناء محاولته تجنب التدافع : كان الارتباك سائدا . وكل واحد كان يحاول انقاذ نفسه ، و قال ان السلطات اغلقت الطرق المؤدية الى موقع رمي الجمرات في منى وكان هناك مدخل واحد فقط ، بينما كان حجاج قادمون في الاتجاه المعاكس . وتعليمات مجموعة من الشرطة منتشرة على الطريق التي تمر عبر الآلاف من الخيام البيضاء في منى كانت نتيجتها عكسية وفقا لعباس التيجاني .
ويوضح التيجاني : الناس كانوا يحاولون التقدم بحثا عن مخبأ لكنهم صرخوا عودوا الى الوراء . عودوا الى الوراء .
ومع ذلك انتقدت السلطات السعودية الحجاج على انهم لم يتبعوا الارشادات ، ليتهربوا من مسؤولية الواقعة و في هذه اللحظة تعرض التيجاني للدفع باتجاه السياج المحاذي للطريق من قبل الحشود قبل أن يفقد وعيه ويستيقظ في مستشفى منى للطوارئ .
كما يروي الحاج السوداني احمد محمد الذي يرقد في مستشفى منى للطوارئ لاصابته بجروح في ظهره وساقه لحظات الرعب والعجز ضد حركة حشود لا يمكن مقاومتها حاصرته في الصفوف الامامية ، فيقول : "شعرت بالتعب . لم استطع الحراك .. لكنني قلت لنفسي اذا سقطت هنا سيدوسون علي" .
ويضيف الحاج احمد : "اردت الدخول الى واحدة من الخيم التي نصبت في مخيم قريب . لكن الحراس رفضوا السماح لاي كان بالدخول ولذلك بدأ البعض في الصعود فوق الخيام" .
وختم الحاج مؤكدا انه استطاع في النهاية دخول احدى الخيم التي تضم حجاجا تونسيين ، وانهار ونقل الى المستشفى ليكون واحدا من بين 934 شخصا جرحوا في التدافع .
و وقعت الكارثة المفجعة يوم الخميس ، وسط مدينة الخيام البيضاء التي يقيم فيها الحجاج في مشعر منى قرب مكة ، حيث يجتمع مئات الالاف عند جسر الجمرات المؤلف من خمسة طوابق لرمي الجمرات .

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة