تركيا تشهد انتخابات برلمانية مبكرة


ترکیا تشهد انتخابات برلمانیة مبکرة

انطلقت صباح اليوم الأحد في أنحاء تركيا انتخابات برلمانية مبكرة دعي للتصويت فيها أكثر من 54 مليون ناخب لانتخاب 550 نائبا في مجلس النواب التركي، وقد وصف المحللون هذه الانتخابات بأنها استفتاء شعبي على الطريقة التي ستدار بها البلاد في المرحلة القادمة،وقد هيمنت ملفات إعادة الأمن والاستقرار وتحسين الوضع الاقتصادي على أولويات البرامج الانتخابية للأحزاب التركية.

وتتوقع استطلاعات الرأي أن يحصل حزب العدالة والتنمية على ما بين 40% و44% من الأصوات، وهي نسبة تجعل احتمال تشكيل الحكومة بمفرده صعبا.

وكان حزب العدالة والتنمية قد فاز بنسبة 40.87% من الأصوات في الانتخابات التي جرت في حزيران الماضي، والتي فشلت الأحزاب بعدها في تشكيل حكومة ائتلافية، وتمكن حزب الشعوب الديمقراطي الداعم للأكراد من تخطي الحاجز الانتخابي (10%) والوصول إلى البرلمان للمرة الأولى.

ويتنافس في هذه الانتخابات 16 حزبا، أبرزها حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية وحزب الشعوب الديمقراطي, على 550 مقعدا بالبرلمان.

وتم حشد نحو أربعمئة ألف شرطي ودركي للإشراف على أمن الاقتراع خصوصا في جنوب شرق البلاد الذي يشهد تجدد النزاع الكردي.

ويوم امس السبت حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن ما أسماها بـ "عناصر في الخارج والداخل تسعى لزعزعة وحدة وتضامن البلاد، وانتقد في الوقت نفسه بعض المؤسسات الإعلامية الدولية التي وصفها بأنها "تتلقى تعليمات من عقول مدبرة" وبأنها تستهدفه شخصيا وتستهدف معه بعض الأحزاب التركية.

وأكد أردوغان أن الجميع في تركيا سيحترم النتيجة التي ستفضي إليها الانتخابات، واصفا إياها (الانتخابات) بـ"مثابة استمرار للأمن والاستقرار، لذا آمل أن ينتصر الأمن، والاستقرار، والوحدة".

ويسعى حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ عام 2002 إلى تجنب الانتكاسة السابقة في حزيران الماضي والحصول على 46 في المئة على الأقل في الانتخابات الحالية.

وفي وقت رفض فيه رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو أن تكون الانتخابات هي استفتاء سيجيب عما إذا كان حزب العدالة والتنمية سيشكل الحكومة منفردا أم لا؟، أقر نائبه والقيادي في الحزب علي باباجان أن الصورة ليست مبشّرة فيما يخص شعبية حزبه.

وكان حزب العدالة والتنمية فقد الأغلبية البرلمانية المؤهلة لتشكيل الحكومة بحصوله على 258 مقعدا للمرة الأولى منذ ثلاث عشرة سنة، بعدما كانت طموحات أردوغان تحلق عاليا نحو الظفر بنحو 367 نائبا تؤهله لتمرير تعديل الدستور وتوسيع صلاحياته، أو على الأقل 330 صوتا تكفي لتمرير استفتاء شعبي على تغيير نظام الحكم.

وخاض حزب العدالة والتنمية حملته الانتخابية الحالية بقوة أكبر من الانتخابات السابقة ركزت على إقناع جمهوره بالإقبال الكثيف على الانتخابات بعدما بدا أن قسما من أعضاء الحزب ومناصريه قرروا معاقبة الحزب بعدم المشاركة في الانتخابات. ويراهن الحزب على استرداد أصوات بعض الإسلاميين الأكراد الذين اختاروا في الانتخابات الماضية الانحياز للقومية على حساب الهوية الدينية والتصويت لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، وركز الحزب على جذب دعم أنصار حزب السعادة الصغير.

بالمقابل يسعى حزب الشعوب الديمقراطي الذي حصل في الانتخابات الماضية على 80 مقعدا واعتمد على مناصريه الأكراد إلى تعزيز صفوفه عبر التركيز على استقطاب القوميات والأقليات الدينية والإثنية الأخرى.

لكن التفجيرات الإرهابية الأخيرة والترويج بأن النتائج الأخيرة أشارت إلى دور محتمل لمناصري الحزب قد تقلل من حظوظه في تعزيز نتائجه أو الحصول على ذات النسبة، وقد يزداد الاصطفاف حول أردوغان من أجل استكمال العملية السياسية مع الأكراد ما يعني كسب العدالة والتنمية بعض الأصوات على حساب حزب صلاح الدين ديميترتاش.

ومع حدة الاصطفاف فإن حزب الشعب الجمهوري العلماني، والذي فاز في الانتخابات الماضية بنحو 132 مقعدا يواجه خلافات حول علاقة الحزب بالغرب، وطروحاته لعلاج ملف الأكراد، لكنه يسعى إلى كسب الأصوات على حساب الحزب القومي التركي الحائز على 80 مقعدا.

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة