بيروت تحتفي بفيلم "محمد رسول الله" ومخرجه يلوم علماء المسلمين

بیروت تحتفی بفیلم "محمد رسول الله" ومخرجه یلوم علماء المسلمین

احتفت بيروت بالفيلم الإيراني "محمد رسول الله" الذي يستنفر مشاعر الحاضرين لخوضه في تفاصيل عاطفية في حياة النبي الأكرم ص ، حيث حظي بحضور كبير ، طغى عليه حضور علماء الدين من السنّة والشيعة ، فيما ألقى مخرجه المبدع مجيد مجيدي العتب على بعض العلماء الذين أطلقوا أحكامهم على الفيلم وقاطعوه حتى قبل أن يشاهدوه ، متسائلا : "ماذا كان يفترض بنا أن نعمل ، أمام الهجمة الشرسة على شخصية الرسول الأكرم وعلى الإسلام ؟ ، و ألا يجب علينا أن نعرّف الغرب بالشخصية الحقيقية لرسولنا؟" .

و استطاع مجيد مجيدي ، المخرج الإيراني الشهير ، تقديم لغة سينمائية جديدة في فيلمه "محمد رسول الله" ، الذي عرضته جمعية "رسالات" ، مستنفراً مشاعر من شاهدوا الفيلم ، من خلال التركيز على تفاصيل عاطفية في حياة النبي الأكرم ص ، انهمرت معها دموع الحاضرين من كل الأعمار..

فالفيلم الذي تم الاحتفال بعرضه الأول في بيروت من قبل جمعية "رسالات" حظي بحضور كبير ، تميّز بغلبة رجال الدين من السنّة والشيعة على الحاضرين، وكان واضحاً مدى إعجابهم بالفيلم من خلال النقاشات التي دارت بعد انتهاء عرضه . وهذا الفيلم الذي بدأ عرضه قبل أشهر في إيران الاسلامية ، و حظي بحضور واسع لم تشهده السينما الإيرانية من قبل، كما عرض في دول غربية وشارك في بعض المهرجانات، يعتبر الجزء الأول من سلسلة تتكون من 3 أجزاء تروي سيرة النبي الأكرم (ص)، حيث يعرض الجزء الأول لحياة النبي منذ الولادته وحتى سن الثالثة عشرة .
ويبدأ الفيلم من الحصار الذي تعرّض له الرسول محمد ص و المسلمون معه من قبل سادة قريش ومقاطعتهم في شِعب أبي طالب في السنة العاشرة للبعثة النبوية، ثم يعتمد أسلوب "الخطف خلفاً" ليعيدنا إلى عام الفيل ، عام ولادة النبي (ص)، وهجوم أبرهة الحبشي على مكّة، ويكمل بعرض حياة النبي في طفولته وشبابه، حتى زيارته إلى الشام ولقاءه الراهب بحيرة .
ورغم أن مجيدي لم يبتعد كثيراً عن السرد التاريخي لحياة النبي الأكرم ، إلا أنه نجح في توظيف بعض التفاصيل الدرامية التي تحمل بعداً عاطفياً ، والتي بقيت غالبيتها حبيسة كتب التاريخ وبعيدة عن الجمهور، وفي سعيه الى الوصول إلى هذا الهدف عمد المخرج الى الاستعانة بمؤثرات بصريّة مميّزة، نفذها المصور الإيطالي فيتوريو ستورارو الذي شارك في تصوير مجموعة كبيرة من الأفلام الهوليودية التي حازت جوائز عالمية.
كما أعطت الموسيقى التي وضعها الملحن الهندي أ.ر. رحمان ، بعداً جمالياً آخر للفيلم، حيث ابتعد الملحن عن الموسيقى الشرقية التقليدية مقدماً لوحة موسيقية معاصرة ومعبّرة ومتناغمة مع أحداثه ، و كان واضحاً الجهد الكبير الذي بذله مجيدي في رسم هذه اللوحة الرائعة للبيئة العربية في الفترة التي يتعرض اليها الفليم، بالإضافة إلى ضخامة الإنتاج، حيث يحكى عن تكلفة إنتاجية وصلت إلى 40 مليون دولار.
ورغم المبالغة أحياناً في المؤثرات ، إلا أن المخرج نجح طوال 171 دقيقة من شدّ الجمهور وحيازة إعجابه .
و تعرّض الفيلم لهجوم كبير من بعض الجهات الدينية بسبب "تجسيد الرسول"، إلا أنه لم يعرض وجه النبي ، ولم يظهر صوته إلا لماماً، حيث استخدم مجيدي أسلوب سلفه العقاد في نقل كلام النبي على لسان شخصيات أخرى، كعمه أبو طالب، والتعبير عنها في بعض الأحيان بالصورة والمؤثرات فقط.
و قال مجيدي قبل العرض : "إن الفيلم كان نتاج عمل 7 سنوات متواصلة، قمنا فيها بتحقيقات وأبحاث مع علماء مسلمين من السنّة والشيعة ، لتوفير المصادر التاريخية الموثّقة لأحداث الفيلم" .
وألقى مجيدي العتب على بعض العلماء الذين أطلقوا أحكامهم على الفيلم وقاطعوه حتى قبل أن يشاهدوه ، متسائلا " ماذا كان يفترض بنا أن نعمل ، أمام الهجمة الشرسة على شخصية الرسول الأكرم وعلى الإسلام ؟ ، وألا يجب علينا أن نعرّف الغرب بالشخصية الحقيقية لرسولنا؟" .
و قال مجيدي "لم يقم العالم الإسلامي كله بأي عمل يعطي هذه الشخصية حقها أو يقدمها بطريقة صحيحة، وتابع "في حين أن الغرب قام بعمل 200 فيلم حول النبي عيسى (ع)، و120 فيلماً حول النبي موسى (ع) ، وما يقارب 70 فيلماً عن باقي الأنبياء، و42 فيلماً عن بوذا، وطبعاً خلال كل الفترة الماضية لم يتم إنتاج سوى فيلم واحد عن النبي (ص)، وهو فيلم "الرسالة" للمخرج الراحل مصطفى العقّاد، وهذا هو الفيلم الثاني".
واضاف مجيدي "هذا يؤشّر كم نحن مقصرين في تقديم النبي الأكرم للعالم، وهنا أطلب من علماء الشيعة و السنّة أن يتعاونوا لكي نعرّف العالم بالوجه الصحيح والجميل لدين الإسلام" .

 

غارة روسیة على مخابئ داعش بقنابل خارقة للخرسانة بزنة نصف طن
بیروت تحتفی بفیلم "محمد رسول الله" ومخرجه یلوم علماء المسلمین / لاجوردی
الأكثر قراءة الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة