مرسي يرفض التراجع ويتمسك بـ"الشرعية" ممهّداً للمواجهة .. وملايين مصر هتفت في ميادينها : "إرحل" !


مرسی یرفض التراجع ویتمسک بـ"الشرعیة" ممهّداً للمواجهة .. وملایین مصر هتفت فی میادینها : "إرحل" !

تحدّى الرئيس المصري محمد مرسي ، ملايين المصريين الذين فاضت بهم ميادين مصر و شوارعها ، حيث خرج بعد منتصف ليل ليل الثلاثاء الاربعاء بخطاب أكد فيه رفضه التنحي عن السلطة و تمسكه بـ «الشرعية الدستورية والقانونية والانتخابية» ، عارضاً مبادرة سياسية للخروج من المأزق الذي تسبب به خلال العام الأول من حكمه ، و ممهدا بذلك للمواجهة بين المعارضة و انصاره .

جاء ذلك قبل ساعات من انتهاء المهلة التي حددتها القيادة العسكرية للأطراف السياسية عموماً ، و «الإخوان المسلمين» بشكل خاص ، لحل الأزمة التي تعصف بالبلاد . و فيما استقبل المصريون في ميادين مصر خطاب مرسي بالطريقة ذاتها التي استقبلوا بها في الماضي خطابات مبارك ، فإن أعينهم باتت متجهة نحو مقر وزارة الدفاع في العباسية ، بانتظار رد فعل القيادة العسكرية على الخطاب ، الذي بدا أشبه بأمر عمليات لـ«الإخوان المسلمين» و«الجماعة الإسلامية» (الحليف الباقي) ، لشن الهجوم المضاد ضد المعارضة الوطنية والجيش المصري على حد سواء ، بما تضمنه من تهديدات مبطنة بلغة التحذير من النفق المظلم الذي ستدخله مصر في حال عدم القبول بالمبادرة . و قال مرسي في خطابه إن «الشرعية هي الضمان الوحيد للحفاظ على بلدنا ومنع سفك الدماء» ، مضيفاً بأنه «ليس حريصاً أبداً على الكرسي ، لكنّ الشعب اختارني بانتخابات حرة ، والدولة تنتظر مني أن ألتزم بالشرعية وأحافظ على الدستور» . و دعا مرسي المصريين إلى «الحفاظ على مصر والثورة» ، مضيفاً القول : «تجنبوا العنف فيما بينكم ، وبينكم وبين الجيش، وبينكم وبين رجال الشرطة» . وأعلن مرسي عن مبادرة نقلتها اليه بعض الاحزاب «بمعرفة الحكومة والقوات المسلحة» و فيها «تغيير الحكومة و تشكيل حكومة ائتلافية من الطيف الوطني ، و تشكيل لجنة قانونية لإعداد المواد الدستورية ، و اتخاذ إجراءات لضمان شفافية الانتخابات المقبلة ونزاهتها» . كما دعا مرسي المحكمة الدستورية إلى أن «تنتهي وبسرعة من قانون الانتخابات ليقره مجلس الشورى ويصدره الرئيس ثم نمضي لإجراء الانتخابات بشفافية ، في ظل الشرعية الدستورية القائمة» . كما دعا إلى «الدخول في تهدئة لمدة 6 أشهر كي تجرى الانتخابات» ، بالإضافة إلى تشكيل «اللجنة العليا للمصالحة والوطنية»، ووضع «ميثاق شرف للإعلام» . و اكد استعداده لـ"بذل دمه" دفاعاً عن شرعيته كرئيس للجمهورية ، محذرًا من "سفك الدماء" اذا لم يتم احترام هذه الشرعية ، ما اعتبرته حركة تمرد "تهديدًا للشعب" . و قال مرسي في كلمة عبر التلفزيون الرسمي : "سأحافظ على الشرعية و دون ذلك حياتي أنا شخصيًا" ، مضيفًا "اذا كان ثمن الحفاظ على الشرعية دمي ، فأنا مستعد أن ابذله" . و اكد أن "الشرعية هي الضمان الوحيد لعدم سفك الدماء" و أنها "الضمان الوحيد لعدم ارتكاب عنف و لنفوت الفرصة على بقايا النظام السابق و الثورة المضادة التي تريد أن تعود من جديد" . و قال : "اصبحت عندنا شرعية ، رئيس منتخب، دستور بإرادة الامة، نعمل وفق هذه الشرعية ، و هذه الشرعية هي الوحيدة التي تضمن لنا جميعًا اذا احترمناها ألا يكون بيننا قتال أو اعتراك بالعنف أو أي نوع من أنواع سفك الدم" . و تابع في رفض واضح لحركة احتجاج عارمة تطالبه بالرحيل عن الحكم "الشعب كلفني، الشعب اختارني في انتخابات حرة نزيهة الشعب عمل دستور (..) كنت ومازلت وسأظل أتحمل المسؤولية" . واضاف : "اقول للجميع من يبغي سيرتد عليه بغيه"، وأن "التمسك بالشرعية هو الذي يقينا من التوجه في اتجاه غامض" . و تجاهل مرسي في خطابه تمامًا الانذار الذي وجهه له الجيش المصري الاثنين وامهله فيه 48 ساعة للاستجابة "لمطالب الشعب" ، غداة تظاهرات شارك فيها ملايين المصريين الاحد للمطالبة برحيل الرئيس المصري .

 

و كان مرسي مهّد لهذا الخطاب عبر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ، دعا فيها القوات المسلحة إلى «سحب إنذارها» ، رافضاً «أي إملاءات داخلية أو خارجية» .  و كان لافتاً للنظر أن الرئيس «الإخواني» تجنب الإشارة إلى بيان القيادة العسكرية في خطابه . وجاء خطاب مرسي ليفاقم التوتر الذي بلغ ذروته في مصر ، يوم أمس ، مع بدء العدّ العكسي للساعات الثماني والأربعين التي أمهلت خلالها القوات المسلحة القوى السياسية بعامة ، و «الإخوان المسلمين» بخاصة ، لإنهاء الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد ، قبل التدخل في الحياة السياسية ، عبر «خريطة طريق» ، تم تسريب خطوطها العريضة إلى وسائل الإعلام ووكالات الأنباء عبر «مصادر عسكرية، وعنوانها العريض مرحلة انتقالية لما بعد رحيل محمد مرسي . وبدا الرئيس محمد مرسي مصراً على تتبع الخطوات الأخيرة لسلفه ، في الأداء و الإيقاع ، إذ ظهر في خطاب ، و كأنه متشوق لتكرار «موقعة الجمل» ، في ظل الاحتقان المتصاعد في الشارع المصري ، الذي ترجم يوم أمس بسقوط ضحايا جدد في اشتباكات بين معارضيه وبين أنصاره في أماكن عدة في محافظات مصر ، خصوصاً أمام جامعة القاهرة، حيث يعتصم مؤيدوه، حيث أبلغ عن سقوط ستة قتلى وعشرات الجرحى .

و رد المعارضون المتجمعون بالملايين في ميدان التحرير وقصر الاتحادية وأماكن أخرى ، على خطاب مرسي و ردّدوا شعار "إرحل" ، و أثار الخطاب استياءهم و غضبهم ، إذ لم يستجب لمطالبهم بتنحيه عن الحكم . و في أول رد فعل على خطاب مرسي ، أطلق المتظاهرون في ميدان التحرير هتافات تطالب الرئيس المصري بالرحيل ، ومن بينها «إرحل.. إرحل» و«مش عايزينك» .

واتهمت حركة «تمرّد» مرسي بـ «تهديد شعبه» ، و قال القيادي في الحركة محمد عبد العزيز في تصريح لقناة «القاهرة و الناس» المصرية الخاصة إن «هذا رئيس يهدد شعبه» ، مضيفاً «نحن نعتبر انه لم يعد رئيساً» لمصر . و أضاف عبد العزيز «إن المهلة التي حددها الجيش لمرسي تنتهي اليوم ، عند الساعة الرابعة عصراً ، و نحن ندعو الشعب إلى الاحتشاد في الميادين اعتباراً من هذا الوقت» .
يأتي ذلك، في وقت انشغلت وسائل الإعلام المصرية ـ من بينها جريدة «الأهرام» ـ بالسيناريو المفترض أن يعتمده الجيش المصري لمرحلة ما بعد مرسي . و تسألت «الأهرام» في عنوانها الرئيس : «استقالة أم إقالة» ، و أكدت أن «الخريطة» تنطلق فور تنحي مرسي ، و تبدأ خطواتها باختيار رئيس للحكومة تتفق عليه القوى السياسية كافة، ويحظى باحترام وتقدير من الشارع والشباب . و تتضمن الخطة منح رئيس الحكومة صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة ، ليسارع في تشكيل مجلس وزراء مصغر لإدارة شؤون البلاد لفترة انتقالية ، على أن تقدّم القوات المسلحة كل الدعم له، من دون أي تدخل في عمله .

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة