الناشىء السعودي عادل الجبير يطرح محاولة فاشلة من الرياض لتحالف "وهابي يساري" لـ"عزل" الشيعة !؟


الناشىء السعودی عادل الجبیر یطرح محاولة فاشلة من الریاض لتحالف "وهابی یساری" لـ"عزل" الشیعة !؟

لا ندرى ان كان ما يدلي به وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ، الناشىء و المقاتل بحثا عن الشهرة ، من تصريحات بشأن القضايا الاقليمية والدولية ، هي من بنات افكاره ، ام ان الرجل يقول ما يُطلب منه ، فان كان مايقوله من بنات افكاره فتلك مصيبة ، و ان كان يقول ما يُطلب منه فالمصيبة اعظم ، اذ سنكون في الحالة الاولى امام رجل في غاية البلادة ، اما في الثانية فسنكون امام مهرج بليد.

والامر الذي كشف عن بلادة الجبير وتهريجه ، لم يكن سوى عقدة الشيعة، فهو يتعرض لايران الاسلامية في كل خطاب او كلمة او تصريح او لقاء ، بغض النظر عن موضوع هذا الخطاب او الكلمة او التصريح او اللقاء ، المهم ان يتهجم على الشيعة ، ظنا منه ان ما يقوم بمهمة “عزل” الشيعة ، كما طلب منه اولياء نعمته من آل سعود .
و آخر نشاطات العقل “الحلزوني” للدبلوماسية السعودية ، كانت تصريحاته على هامش اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول العربية ودول أميركا اللاتينية ، قبيل القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية ، التي عقدت في الرياض ، حيث وصف فيها الإعلان الذي سيصدر عن القمة الرابعة بالتاريخي والشامل والإيجابي ، الا انه تذكر فجأة الشيعة، فما كان منه الا ان اضاف : “أن التقارب بين الدول (العربية والامريكية اللاتينية) سيزيد من عزلة الشيعة عن العالم” .
وبحسب تقرير للكاتب نبيل لطيف ، فان فرحة الجبير بعزل الشيعة لم تتم ، وعلى ذات الهامش ايضا ، اقصد هامش الاجتماع ، كشف وزير خارجية النظام الخليفي الحاكم في البحرين خالد بن أحمد آل خليفة ، عن بروز نقاط خلاف في الإجتماع بين الدول العربية ودول امريكا اللاتينية ، من بينها التحفظ من قبل الدول اللاتينية فيما يتعلق بالجزر الايرانية الثلاث ، حيث رفضت هذه الدول ، الرواية الاماراتية المدعومة خليجيا بشان السيادة المزعومة على هذا الجزر الايرانية .
كان الممكن ان يكون الجبير موفقا ، لو حصر علاقة السعودية ، التي تقود وللاسف الشديد في هذا الزمن النكد الجامعة العربية ، مع امريكا اللاتينية وبالاقتصاد ، ولكن ان يتمدد بهذه العلاقة على مساحات ثقافية واجتماعية وقضايا مكافحة الارهاب وعزل الشيعة ، يكون قد خرج من دائرة الحقاق الى دائرة التمنيات والاحلام ، فالمعروف ان اغلب دول امريكا اللاتينية ذات توجهات يسارية واشتراكية ، وأصبحت لا تقبل أن تكون حديقة خلفية للامريكا ، ولم تعد تخضع لقرارات منظمة الدول الامريكية (او اي ايه) ، التي كانت بمثابة الحارس لمستعمرات أمريكا الشمالية .
ان امريكا اللاتينية التي يريد الجبير ببلادته المعهودة ، ان يعقد معها “حلفا وهابيا يساريا” لعزل الشيعة ، تغيرت كليا بعد ان تسلم الراحل هوغو تشافيز الحكم فى فنزويلا ، ومن ثم فوز اليساري العمالي لولا دا سيلفا فى البرازيل ، ومن بعده ديلما روسيف وكرستينا فرنانديز فى الأرجنتين ، و تابري فاسكيز في الاورغواي، وانتهاء بايفو موراليس في بوليفيا، فقد اصبحت امريكا اللاتينية باستثناء المكسيك ، تحت حكم اليسار ، الذي انقذ شعوبها من الانظمة العسكرية الاستبدادية التابعة لامريكا .
و شكر الجبير في كلمة القاها امام الاجتماع التحضيري للقمة مواقف زعماء دول امريكا اللاتينية ، من القضية الفلسطينية ، لكن لو كان للجبير هذا ذرة من الشعور ، لما تطرق الى هذه النقطة بالذات ، فالمعروف ان زعماء امريكا اللاتينية ، كانوا في مقدمة زعماء العالم في تنديدهم بالعدوان الصهيوني على غزة ، كما وقفوا الى جانب لبنان في حرب تموز ، وبعضهم طرد السفير الصهيوني، وكلنا يتذكر الكلمة التي القتها رئيسة الارجنتين امام الجمعية العامة للامم المتحدة قبل عامين ، حيث شنت هجوما عنيفا على «اسرائيل» وحليفتها امريكا ، دفاعا عن فلسطين وحماس وحزب الله وسوريا ، بينما كانت الانظمة العربية وفي مقدمتها نظام الجبير ، يطعن بالمقاومة الفلسطينية واللبنانية من الخلف ، ويصف المقاومين بالمغامرين ، وافتى مشايخ الوهابية بحرمة الدعاء لحزب الله ، بل كان التواطؤ السعودي واضحا فاضحا مع الصهاينة ضد الفلسطينيين واللبنانيين.
ان دول امريكا اللاتينية اليوم ، تعرف جيدا ماذا تعني الوهابية ، وما الذي تهدف اليه السعودية ، من وراء كل تحركاتها الاقليمية والدولية ، فهي تحركات تاتي وفقا للارادة الامريكية ، فزعماء هذا الدول اليوم هم من خريجي مدرسة سيمون بوليفار ، بطل حرب الاستقلال في امريكا اللاتينية ، لذلك فهم من اكثر الناس حذرا من السياسة الامريكية واذنابها في المنطقة والعالم ، ولهذا السبب بالذات ، اختاروا ان يقيموا افضل العلاقات مع الشيعة، لانها تشاطرهم في الكثير من المواقف وفي مقدمتها وقوفها بوجه الهيمنة الامريكية ، ومناصرتها لقضايا الشعوب وخاصة القضية الفلسطينية وقضايا التحرر في العالم.
واذا كان الجبير لا يحترم نفسه ولا يحترم ال سعود ، فهذا شان يخصه .. لكن عليه ان يحترم مستمعيه ، فحكاية ان تتحالف دول امريكا اللاتينية اليسارية مع الوهابية لـ“عزل” الشيعة ، شيء يتجاوز حتى سريالية الجبير فيما يخص الشيعة، فهي تثير الكثير من الشكوك حول القدرات العقلية للرجل.

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة