ناجيت ربي وتوسلت بالإمام الحسين (ع) ليروي عطشي وسأعود إلى الميدان لأقاتل التكفيريين +صور


ناجیت ربی وتوسلت بالإمام الحسین (ع) لیروی عطشی وسأعود إلى المیدان لأقاتل التکفیریین +صور

تحدث الشهيد الحي العقيد في الجيش السوري نبيل إسبر لمراسل تسنيم في سوريا عن تجربته التي عاشها خلال أربعة ايام والتي قضاها مختبأً بين الجبال والسهول خوفا من الجماعات المسلحة بعد اشتباكات عنيفة في منطقة "غمام" بريف اللاذقية الشمالي، واصفا العطش الكبير الذي ألم به ويده تنزف ، في وقت كان أهله يعتقدون أنه استشهد وأقاموا له مراسم العزاء .

وقال الشهيد الحي نبيل اسبر: "كلفت أنا وزملائي بمهمة قتالية في قرية "غمام" بريف اللاذقية الشمالي وكانت مهمتنا تتجلى في السيطرة على مضخة موجودة في المنطقة، ولحظة وصولنا للهدف، دارت اشتباكات عنيفة مع المسلحين استمرت حوالي نصف ساعة أصبت إثرها في يدي اليسرى".
يتابع العقيد إسبر: "حاولت الانسحاب على ظهري وأنا ممسك بسلاحي وبقيت من الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة السادسة مساءً في نفس الموقع وأنا أرى المسلحين يمرون بالقرب مني، حتى حلّ الليل فدخلت بينهم وبقيت أمشي في القرية إلى أن خرجت منها إلى وادي ظهر اليوم الثاني"
وصرت بعدها أصعد الجبال وأنزل الوديان من دون طعام ولا ماء ويدي اليسرى مصابة بطلقة وتنزف ، لكن الذي أرهقني هو العطش الشديد الذي أصابني وليس الجوع، ووصلت لدرجة لم أعد أتحمل معها  العطش الذي أصابني فناجيت ربي عندها متوسلاً بالإمام الحسين عليه السلام وقلت "يا سيدي أنت الذي استشهدت عطشاناً فادعو الله لي ألا أموت عطشاناً" فأحتاج لشربة ماء واحدة وبعدها لا أبالي بما يفعلونه بي "
يتابع العقيد إسبر: "بالفعل وبعد 45 دقيقة من المشي وجدت نفسي على حافة طريق وقد سمعت أجمل صوت في حياتي، كان صوت الماء وبدأت أشرب من الماء مرة بعد أخرى حتى ارتويت، كان النهر الذي شربت منه هو نهر "الكبير الشمالي" الواقع بين بلدتي "زغارو وغمام" واسترحت بعدها قليلاً ثم تابعت المسير مسافة 400 متر إلى أن وصلت إلى نقطة للجيش السوري"
- كيف ظن أهلك أنك استشهدت ؟
كان لي صديق يدعى محمد قاسم ويشبهني كثيراً، وعندما رأوه رفاقه مستشهداً بعد أن أصيب بطلقة، ظنوا أنه أنا وقد كان يرتدي لباساً عسكرياً شبيها بلباسي فما كان منهم إلا أن اتصلوا بأهلي وأخبروهم أنني استشهدت".
وعن اللحظات الأولى التي وصل الخبر إلى أهله أنه ما زال على قيد الحياة، قال العقيد نبيل إسبر: "عندما جاء رفاقي إلى نقطة الجيش السوري التي وصلت إليها، اتصل أحد أصدقائي بأهلي الذين كانوا موجودين في مجلس العزاء الذي أقيم على روحي، وكان ولدي الوحيد واقفاً عند باب مجلس العزاء يستقبل المعزّين، وأخبره صديقي مباشرة "إن والدك لم يمت وهو ما زال حياً يرزق" وسأل صديقي "أعد ما قلته للتو" فكرر صديقي "إن العقيد نبيل ما زال حياً ولم يمت" عندها كلمته وأخبرتهم بالقصة فانقلب المأتم من حزن إلى حالة من الفرح".

ولدى سؤاله عما إذا كان يريد العودة لميدان القتال مرة أخرى، أجاب العقيد نبيل إسبر بكل حماسة رغم آلام جراحه: بإذن الله بمجرد أن أستعيد عافيتي فسأعود إلى الميدان مباشرة" ،متسائلاً: إذا لم نعد نحن إلى الميدان، فمن الذي سيدافع عنا ويقاتل التكفيريين؟..نحن موجودون هنا وسنعود مرة تلو الأخرى".
خاتماً حديثه بالقول: هناك شباب أعمارهم بالعشرينات استشهدوا دفاعاً عن هذا البلد، فكيف لي أن أقعد من دون ان أدافع عن وطني؟"

 

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة