مسؤولون «اسرائيليون»: منظومة "إس 400" تشكل خطرا كبيرا على المصالح «الاسرائيلية»


مسؤولون «اسرائیلیون»: منظومة "إس 400" تشکل خطرا کبیرا على المصالح «الاسرائیلیة»

نقل مُحلل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبريّة الصهيونية ، أليكس فيشمان، عن مصادر أمنيّة وصفها بأنها رفيعة المُستوى قولها: إنّ منظومة الصواريخ الروسية من طراز "أس 400" ستؤدّي إلى تحديد حريّة المقاتلات «الإسرائيليّة»، لافتة إلى أن إبقاء هذه المنظومة على الأراضي السورية سيُشكل خطرا كبيرا على المصالح «الإسرائيليّة».

وأفاد القسم الدولي بوكالة "تسنيم" الدولية للانباء في تقرير له ان فيشمان المُحلل في الشؤون العسكرية كتب مقالا في صحيفة "يديعوت أحرونوت" حول احدث التطورات المتعلقة بإسقاط تركيا للمقاتلة الروسية وتبعات هذا الامر على الصراع في سوريا،وقال : ان إسقاط الطائرة الروسيّة ونصب منظومة إس400 بسوريّة غيّرا قواعد الاشتباك واللعبة وأديا إلى الحدّ من حرية سلاح الجو «الإسرائيلي» وزعزعة الـتفاهمات بين بوتين ونتنياهو .
تغيير قواعد الاشتباك والصراع في سوريا
يعتبر مُحلل الشؤون العسكرية في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية أليكس فيشمان، من أقرب المُقربين إلى المنظومة «الإسرائيلية»، والـتحليلات التي ينشرها هي عمليا أقوال وتصريحات كبار قادة المستوى الأمني في تل أبيب. وكتبت ان نصب منظومة إس 400 داخل الاراضي السورية قد ادى الى الحد من حرية سلاح الجو «الاسرائيلي». وأعتبر فيشمان ايضا، ان التفاهمات «الاسرائيلية» الروسية حول النشاط الجوي في سورية ستذهب هباء في اول مواجهة بين تل ابيب وموسكو، مشددا على ان بوتين لن يتحمل بعد إسقاط الطائرة الروسية من قبل الاتراك اي تعدّ على قواته العاملة بسورية واضاف ان على صناع القرار في تل ابيب ان ياخذوا هذا الأمر على محمل كبير من الجد. في السياق ذاته، نقل المُحلل عن مصادر أمنية وصفها بأنها رفيعة المُستوى قولها إن منظومة الصواريخ الروسية من طراز أس400 ستؤدي إلى تحديد حرية المقاتلات «الإسرائيليّة»، لافتة إلى أنّ إبقاء هذه المنظومة على الأراضي السورية سيُشكل خطرا كبيرا على المصالح «الإسرائيليّة».
بوتين يرد الصاع صاعين
وتعتقد المصادر ذاتها ايضا، انه في المواجهة القادمة بين الطائرات التركية والروسيّة ستُسقط المقاتلات التركية بدون أيّ إنذار مُسبق، ووصفت المصادر في تل أبيب الرئيس الروسي بأنّه انسان عنيد جدا، ولن يتوانى عن ردّ الصاع صاعين، إلا أنها شددت أيضا، على أنه يحمل الكثير من الصبر حتى يُخرج قراراته ضدّ تركيا إلى حيّز التنفيذ وسيشكل خطرا كبيرا على المصالح «الإسرائيليّة». ويُمكن القول والفصل أيضا إن التطورات الميدانية الأخيرة في الساحة السورية مدعاة قلق من جهة تل أبيب. التوتر بين الروس والأتراك، والنجاح الميداني للجيش السوري وحلفائه، يزيدان من تعقيد الميدان ويُغليان القوى المعادية «لإسرائيل» في هذه الساحة. كذلك تنظر تل أبيب بقلق إلى إعلان موسكو أنها ستنشر منظومة دفاعية متطورة تغطي معظم الفضاء السوري (اس 400)، وترى أنه تطور سيؤدي حتما إلى تغييرات ميدانية ويدفعها أكثر إلى الانكماش، لأنه ينعكس سلبا على مصالحها ومخططاتها للساحة السورية. وبدا جليا أنّ توصيات صدرت للمسؤولين «الإسرائيليين» بالامتناع عن التعليق على إسقاط تركيا للقاذفة الروسية، وعن اتخاذ أيّ موقف تجاه الحادثة وتداعياتها، إلا أن ذلك لم يمنع المعلقين «الإسرائيليين»، وأيضا مصادر أمنية وسياسية، من التعبير عن الموقف المشبع بالقلق تجاه هذه التطورات. ونقل موقع "المصدر" «الإسرائيلي» موقف تل أبيب من التطورات الأخيرة في سورية، مشيرا إلى أنه من ناحية «إسرائيل»، فإنّ اتخاذ روسيا قرار نشر منظومة إس 400 لحماية الأجواء السورية يمكنه أن يحد من نشاط سلاح الجو «الإسرائيلي» فوق سوريّة، ضد جهات ومنظمات تخطط لإلحاق الضرر بـ«إسرائيل»، مثل حزب الله. واضاف ان إرسال هذه المنظومة إلى سوريّة سيجعل الوضع أكثر تعقيدًا لجهة نشاط سلاح الجو الهادف إلى منع وصول أسلحة إلى حزب الله في لبنان، وكذلك لجهة التصدي لمخططات أمنية ضد «إسرائيل» انطلاقا من الجولان، كما أكد. ولفت الموقع إلى أنّ تل أبيب موجودة حاليا في موقع صعب بالنسبة إلى روسيا وتركيا، تجاه كل ما يحدث في الساحة السورية، علما بأن «إسرائيل» تختلف مع الروس بشأن بقاء الأسد وتعزيز المحور الشيعي، فهي لا تريد أن تزداد قوة حزب الله في لبنان، وهي تنظر بعين الرضا إلى الجهود العربية الرامية إلى الحد من توسع النفوذ الإيراني في المنطقة. وقال مصدر سياسيّ «إسرائيليّ» لموقع (WALLA) العبري إنّ الرئيس السوري بشار الأسد أثبت قدرة صمود هائلة لم يكن يتوقعها أحد، وأضاف أنه خلافا للاعتقاد الذي كان سائدا من قبل، فإنّ الأسد لا ينوي الاكتفاء فقط بالمدن الساحلية في إطار المفاوضات المفترضة حول سوريّة، وهو لن يتنازل أبدا عن دمشق وعن محيطها، بل أيضا سيسعى إلى استعادة كل الأراضي السورية. وينقل الموقع عن مصادر غربية أنّ تصرفات الأسد أذهلت بالفعل محافل الاستخبارات في الغرب، خاصّة أنه نجح في المحافظة على وحدة الجيش السوري وعلى حلفه مع إيران وحزب الله، وأيضا نجح في إنشاء حزام أمني يحيط بدمشق والمدن الساحلية في سورية. أمّا عن الموقف الروسي، فأشار المصدر إلى أنّ «إسرائيل» كما الغرب عموما، يتابعون عن كثب كل النشاطات الروسية في سورية، وهم في «إسرائيل» يقدّرون أن الروس لن يستطيعوا إتمام المهمة في القضاء على داعش خلال الأشهر الستة المقبلة، مشيرا إلى أنه لا توجد أي دولة في المنطقة تتوافق مع الروس في أفكارهم، ما يبقيهم وحيدين، رغم أن كل الدول التي تهاجم موسكو تفعل ذلك من منطلق مصلحتها الخاصة وليس على أساس المصلحة المشتركة لمعارضي التدخل الروسي في سورية، حسبما ذكر. وكانت القناة العاشرة العبرية قد أشارت إلى وجود تقدير في تل أبيب يفيد بأن أنقرة باتت تسأل نفسها عن ردّ موسكو في أعقاب إسقاط الطائرة الروسية، ليس إذا كانت سترد، بل كيف سترد ومتى سترد؟. وصحيح أنهم لن يردوا عسكريا، إلا أنّ الرد سيشمل إجراءات اقتصادية وسياحية قاسية جدا. واخيرا أضاف هذا الموقع أنّ إسقاط الطائرة يحمل معاني كثيرة، وهذه الحادثة تعدّ تصعيدا استراتيجيا خطيرا بين الجانبين، ورأت أنه من الصعب تقدير خطوات شخص كبوتين وماهية الرد وأسلوبه، رغم إمكان ترجيح الرد الأمني الذي لا يترك بصمات.

 

 

 

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة