دار الإفتاء المصرية:الاحتفال بالمولد النبوي من أصول الإيمان وأعظم القربات

دار الإفتاء المصریة:الاحتفال بالمولد النبوی من أصول الإیمان وأعظم القربات

أكد مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية، أن الاحتفال بذكرى مولد سيد الكونَين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جائز شرعا، بل هو من أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنها تعبير عن الفرح والحب للنبي (ص) ومحبة النبي (ص) وأصل من أصول الإيمان، وقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" رواه البخاري.

ورصد المرصد فتوى للشيخ سعيد عبد العظيم – أحد قيادات الدعوة السلفية – يحرِّم فيها الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، واعتباره من البدع والضلالات، قائلًا: إنَّ عمل المولد محدَثٌ لم يقع في عهد الصَّحابة ولا الَّذين يلونهم ولا الَّذين يلونهم، فانخرمت القرونُ الفاضلة ولم يقع فيها الاحتفالُ بميلاد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وإذا عُلِم أنَّه محدَثٌ فهو بدعة، وكلُّ بدعة ضلالة كما صحَّت بذلك الأخبارُ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم"، مضيفا أن العلماء اختلفوا في تحديد يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر أن بعضهم قال إنه ولد في رجب وليس في ربيع الأول، وهذا أدل على حرمة الاحتفال بميلاد النبي صلى الله عليه واله وسلم هذه الأيام.

وأوضح المرصد في رده على تلك الفتوى التي تحرم الاحتفال بالمولد النبوي وتعتبره من قبيل البدعة، أن جماهير العلماء سلفا وخلفا منذ القرن الرابع الهجري أجمعوا عَلى مَشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بل ألَّف في استحباب ذلك جماعةٌ من العلماء والفقهاء، وبَيَّنوا بالأدلة الصحيحة استحبابَ هذا العَمل، بحيث لا يبقى لمن له عقلٌ وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، فقد كانوا يقومون بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام، وتلاوة القرآن، والأذكار، وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما نص على ذلك غيرُ واحد من المؤرخين مثل الحافظَين ابن الجوزي وابن كثير، والحافظ ابن دِحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى.

وأشار المرصد، إلى أن الاحتفال بمولده صلى الله عليه وآله وسلّم هو من قبيل الاحتفاء به، والاحتفاءُ به صلى الله عليه وآله وسلّم أمرٌ مقطوع بمشروعيته؛ لأنه أصل الأصول ودعامته الأولى، فقد علم الله سبحانه وتعالى قدر نبيه، فَعَرَّفَ الوجودَ بأسره، وباسمه وبمَبعثه وبمقامه وبمكانته، فالكونُ كله في سرور دائم وفرحٍ مُطلق بنور الله، وفَرَجِه ونِعمته على العالمين وحجَّته.

وأضاف المرصد، أن المولد النبوي الشريف إطلالة للرحمة الإلهية بالنسبة للتاريخ البشري جميعه، فقد عَبَّر القرآن الكريم عن وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه "رحمة للعالمين"، وهذه الرحمة لم تكن محدودة، فهي تشمل تربيةَ البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية، كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الزمان، بل تمتد على امتداد التاريخ بأسره {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ}.

الأكثر قراءة الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة