الصلاة في القدس.. نقاط ضعف الكيان الصّهيوني: تدني نسبة الهجرة وارتفاع نسبة الهجرة المعاكسة

الصلاة فی القدس.. نقاط ضعف الکیان الصّهیونی: تدنی نسبة الهجرة وارتفاع نسبة الهجرة المعاکسة

طهران/ تسنيم// استطاع الصّهاينة فيما سبق عبر موجات الهجرة اليهودية الى الأراضي الفلسطينية المحتلة وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم أن يصلوا الى التّفوّق السكّاني، لكنّهم يواجهون اليوم انخفاضا كبيرا في هذه الهجرة من جهة وهجرة معاكسة لليهود من جهة أخرى.

وأفادت وكالة تسنيم الدّوليّة للأنباء أن الكيان الصّهيوني وعلى الرّغم من الجهود التي يبذلها لإثبات صورة تفوّقه وقوّته فهو لا يزال يواجه مشاكل أساسية لا تسمح لهذا الكيان بأن يخرج من حقيقة كونه كيان ضعيف وصغير. فواحدة من هذه المشاكل الأساسية التي يواجهها الكيان الصّهيوني هي الهجرة المعاكسة من الأراضي المحتلّة.

تاريخ الهجرة الى الأراضي الفلسطينية المحتلة

مع إنشاء الكيان الصّهيوني على أساس نظرية الاحتلال سعى الصّهاينة الى توفير أُسس الحُكم اليهودي؛ فقد عانوا منذ البداية من مشكلة التّعداد السّكاني. وقبل تأسيس هذا الكيان قاموا بحملات واسعة لدعوة اليهود للأراضي الفلسطينية المحتلة واستقطاب مختلف اليهود من مختلف دول العالم لاستيطان الأراضي الفلسطينية.

إحصائيات الهجرة اليهودية الى فلسطين

قبل تأسيس الكيان الصّهيوني في العام 1948، قامت الحركة الصّهيونية منذ أواخر القرن التّاسع عشر حتى العام 1948 بنقل 650 ألف يهودي الى الأراضي الفلسطينية المحتلة ضمن 5 موجات للهجرة. ومنذ العام 1948 حتى العام 2017 قام الصّهاينة بمساعدة اللوبيات اليهودية المنتشرة حول العالم بنقل 4.5 مليون يهودي الى فلسطين المحتلّة لكن ما يقارب من 20 بالمئة (حوالي 900 ألف يهودي) من هؤلاء المهاجرين اليهود عادوا الى الدّول التي جاؤوا منها.

وتُعرف الفترة الزمانية بين العام 1948 وعام 2000 بالفترة الذهبية للهجرة اليهودية؛ فقد شهدت المرحلتين المتمثلتين، بالأولى بين عامي 1948 و1960 وبسبب تبعات الحرب العالمية الثانية في أوروبا والمرحلة الثّانية بين عامي 1990و2000 بسبب انهيار الاتحاد السوفياتي، أكبر عمليّة لنقل اليهود الى الأراضي الفلسطينية حيث بلغت نسبة اليهود الذين هاجروا الى الأراضي الفلسطينية المحتلة حوالي 65 بالمئة من مجمل الهجرات اليهودية الى الأراضي المحتلّة.

بدء مرحلة انخفاض الهجرة اليهودية الى الأراضي الفلسطينية المحتلّة

منذ العام 2000 ميلادي، بدأت مرحلة المسار التّنازلي للهجرة اليهودية الى الأراضي الفلسطينية المحتلّة حيث بلغ عدد المهاجرين حوالي 70 ألف خلال العام 2000 وانخفضت هذه هذا العدد الى 43 ألف مهاجر يهودي عام 2001، بينما بلغ عدد اليهود الذين هاجروا الى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 2000 حوالي 30 ألف، وفي العام 2003 حوالي 19 ألف. وقد كان السّبب الرئيسي وراء هذا المسار التّنازلي للهجرة اليهوديّة انتفاضة الأقصى في فلسطين.

متوسط ميزان الهجرة بين عامي 2005 و2017 لم يتغيّر لكن في بعض السّنوات أشار الإحصاءات الى أرقام هجرة مُعاكسة من الأراضي الفلسطينية المحتلّة. فقد شهدت الأراضي الفلسطينية المختلة عدّة حروب هي: حرب ال 33 يوما، حرب الأيّام الثّمانية، حرب ال 51 يوما؛ فقد ساهمت هذه الحروب بانخفاض مستوى الهجرة الى الأراضي الفلسطينية المحتلّة.

وقد أعلن مركز الإحصاء في الكيان الصّهيوني أن نسبة الهجرة خلال العام 2017 قد انخفضت بنسبة 13 بالمئة عن العام الماضي، فقد بلغ انخفض المهاجرين خلال العام 2017 من حوالي 31 ألف مهاجر يهودي قدموا الى الأراضي الفلسطينية المحتلّة خلال العام 2016 الى 27 ألف يهودي. وحسب إحصائيّات هذا الكيان فقد شهدت الفترة الزّمانية المتراوحة بين عامي 2008 و 2014 مسارا تصاعديّا من حوالي 15 ألف مهاجر يهودي خلال العام 2008 الى 19 ألف يهودي خلال العام 2013 الى 27 ألف يهودي خلال العام 2017.

إخفاء إحصائيّات الهجرة المُعاكسة

لقد خلُص الصّهاينة الى أن الهجرة الى الأراضي الفلسطينية المحتلة لن تشهد ارتفاعا، بل ما يُقلقهم هو استعداد المستوطنين اليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة للهجرة المعاكسة. ولم يجرؤ الصّهاينة حتى اليوم على الكشف على إحصائيّات الهجرة المعاكسة، لكن بعض المصادر غير الرّسمية كشفت عن أكثر من 700 ألف يهودي من جنسيّات أوروبية وأمريكية قد عادوا الى بلادهم عائدين من الأراضي المحتلّة بشكل نهائي.

وتشير إحصائيّات غير رسمية أخرى إلى أن 40 بالمئة من الشّباب اليّهودي هم مستعدّين للهجرة من الأراضي الفلسطينية المحتلّة الأمر الذي يبعث للقلق في نفوس الصّهاينة.

كما أشرنا أعلاه فإن الصّهاينة لم يكشفوا عن أرقام وإحصائيّات عن الهجرة المعاكسة. وبهذه الوسيلة فهم يسعون الى تحقيق مصالح الكيان الصّهيوني التي لا تتناسب مع رجاحة كفّة الهجرة المعاكسة على كفة الهجرة اليهودية الى الأراضي الفلسطينية المحتلّة. وهذا الإجراء الصّهيوني إن كان يُشير إلى شيء فإنّما يشير الى أن الصّهاينة يخفون حقيقة تدهور الهجرة اليهودية الى الأراضي المحتلة.

المشاريع الجديدة لنقل اليهود الى الأراضي الفلسطينية المحتلّة

ينظّم بشكل سنويّ منذ العام 2000 حتّى العام 2017 مؤتمر "هرتزيليا" حيث تجتمع فيه غرف عمليات التّخطيط في الكيان الصّهيوني والغرب وأمريكا. ويعرض هذا المؤتمرات توصيات لمسؤولي الكيان الصّهيوني ويحدد لهم الاولويّات والخطوط السياسية العريضة لهم. وعلى مدى السّنوات الماضية فقد كانت توصيات هذا المؤتمر بتنشيط عملية نقل اليهود للأراضي الفلسطينية المحتلة. وعلى هذا الأساس يسعى الصّهاينة بالتّعاون مع اللوبيات الصّهيونية المنتشرة حول العالم لاستقطاب 200 ألف يهودي من الأرجنتين و80 ألف يهودي من الهند وأفريقيا الجنوبية وآلاف من يهود الفلاشا من أثيوبيا.

العراقيل التي يضعها الكيان الصّهيوني أمام الهجرة المعاكسة

ما يجب الإشارة إليه أيضا، هو أن الكيان الصّهيوني يضع العراقيل أمام الهجرة المعاكسة؛ أي أن الأشخاص الذين يرغبون بالعودة الى بلادهم يجب عليهم أن يرجعوا كافة الإمكانات التي وضعها هذا الكيان بتصرّفهم منذ وصولهم إضافة الى ضريبة بسبب الخسائر المُلحقة بهذا الكيان. وفي هذا السّياق، فإن كان هؤلاء الأشخاص الذين يرغبون في العودة من أهل الاستثمار وقد استثمروا أموالهم في الأراضي المحتلة، فإن سلطات الاحتلال تمنعهم من إخراج استثماراتهم. هذا عدا عن القوانين التي تتعلق بالهجرة حيث تصعّب سلطات الاحتلال من إمكانية الحصول على تأشيرات أو جوازات سفر أو منعهم أساسا من الخروج في حال اندلاع الحروب.

الخلاصة

لقد عانى الكيان الصّهيوني منذ تأسيسه من مشكلة التّعداد السّكاني، وقد تحوّلت هذه المشكلة إلى أزمة حقيقية يُعاني منها. وحسب الإحصائيات فإنه من المتوقّع أن يبلغ عدد اليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 2020 حوالي 6.96 مليون يهودي، بينما سيبلغ عدد الفلسطينيين حوالي 7.2 مليون نسمة. وهذا يشير الى أن هذا الكيان الصّهيوني يسير بثبات نحو مصير الزوال المحتوم.

/انتهى/

أهم الأخبار انتفاضة الاقصي
عناوين مختارة