المناورات الصاروخية وإعادة رسم المشهد الإقليمي والدولي

المناورات الصاروخیة وإعادة رسم المشهد الإقلیمی والدولی

رآى الباحث المغربي والخبير الستراتيجي "مصطفى قطبي" ، أن الأوهام والأحلام التي تعشش في نفوس و عقول قوى الشر و العدوان بإمكانية النيل من مصالح شعب إيران هي مجرد أضغاث أحلام ، اذ ان ما وصل إليه هذا الشعب من تطور في المجال العلمي والعسكري والقدرات التي يتمتع بها الجيش الإيراني بمختلف صنوف الأسلحة كفيلة بحماية منشآتها ومصالحها ولا يمكن أن تتنازل قيد أنملة عن أي حق من حقوق الشعب في كافة المجالات لاسيما الاستفادة من كل أنواع التكنولوجيا التي تحقق تطلعاته .

و كتب هذا الخبير المغربي في مقال خص به وكالة "تسنيم" جاء فيه :

تنطلق إيران الاسلامية في استراتيجيتها العسكرية من ثوابت أساسية تقوم على مواصلة الحفاظ على المكتسبات التي توصل إليها الشعب الإيراني على مختلف المستويات ومنع أي اعتداء محتمل يطال هذه المكتسبات و مقومات الدولة الإيرانية وسيادتها هذا من جهة ومن جهة ثانية الحفاظ على علاقات صداقة وتعاون مع دول الجوار انطلاقاً من ثوابت العيش المشترك والمصالح المشتركة والروابط التاريخية والجغرافية والإنسانية . و لذلك فإن المناورات الإيرانية المختلفة البرية والبحرية والجوية ليس هدفها تشكيل أي خطر أو تهديد على دول الجيران بمقدار ما هي حق مشروع لتعزيز استراتيجية الدفاع عن النفس...
والمناورات الصاروخية الجديدة تعتبر الأولى التي ينفذها حرس الثورة الإسلامية بعد الاتفاق النووي ، وحسب العارفين بشؤون إيران الإسلامية، لها مهمتان أحداهما للأصدقاء وهي كالنسيم العليل لجميع الأصدقاء، وفي ذلك رسالة واضحة على ثبات الموقف الإيراني من الأصدقاء وقضاياهم العادلة وأن المناورات تأتي لتؤكد القوة العسكرية التي تدعم الموقف السياسي للقيادة الإيرانية في هذا الشأن، حيث أرست هذه المناورات التي أجرتها إيران الثلاثاء والأربعاء الماضي، باسم ''اقتدار الولاية''، واقعاً جديداً على الأرض من شأنه أن يعيد إلى حد كبير بحسب ردود الأفعال الدولية التي صاحبت وأعقبت تلك المناورات تشكيل خارطة الأولويات والنيات المبيتة والقرارات الموضوعة والحاضرة دوماً على طاولة الحرب الأميركية و«الإسرائيلية» كبند مهم وأساسي في جدول الأعمال المتخم بالمخططات والمشاريع الاستعمارية لدول المنطقة .‏
فالمناورات الصاروخية، حملت بين طياتها رسالة سياسية واضحة السطور والمعاني إلى أولئك الذين يحاولون إعادة رسم المشهد الإقليمي والدولي وترتيب مفرداته بما يتناسب مع مخططاتهم ومشاريعهم الاستعمارية التي تسعى لإعادة استعمار المنطقة والاستيلاء على ثرواتها وخيراتها والتحكم بإرادتها وقراراتها، الأمر الذي يفسر ويشرح سبب قيام إيران بهذه المناورات الصاروخية في هذا الوقت تحديداً وبعد سلسلة من التهديدات الأميركية و«الإسرائيلية»، والتي اعتبرت بمثابة الصدمة القوية لكل النيات الشيطانية ولكل القرارات التي يشغل عليها خلف الكواليس وداخل غرف العمليات الأميركية و«الإسرائيلية»...‏ وإيران، لا شك، محقة في ذلك، فالسياسة العدوانية الغربية والأمريكية ضدها مستمرة، والرغبة الغربية في الاتفاق النووي معها لم تأت نتيجة تغيير مبدئي في هذه السياسة، بقدر ما أتت نتيجة فشل خيار الحصار والعقوبات الذي تبناه الغرب لإركاع طهران وإجهاض طموحها النووي السلمي، إذ لم يعد أمامه، بعد ذلك الفشل، سوى التسليم والاذعان بحق إيران النووي السلمي...
لقد تم خلال المناورات اختبار صاروخين بمدى 1400 كلم تقريباً، وعرض التلفزيون الرسمي مشاهد لإطلاق صاروخين من موقع البرز الشرقية (شمال شرق إيران). وصرح الجنرال حسين سلامي ''تم إطلاق صاروخي قدر H وقدر F ، ودمرا الأهداف والمواقع المحددة'' على الساحل الجنوبي الشرقي لإيران، حسبما نقلت عنه وكالة ''تسنيم'' .
ومن المنظور العسكري أكدت إيران عبر تلك المناورات الصاروخية وبحسب الكثير من المتابعين والمحللين العسكريين قدرة فائقة على التصدي لأي عدوان محتمل قد تفكر بشنه «إسرائيل» أو أميركا وعلى أكثر من جبهة. وقالت العلاقات العامة للحرس الثوري إن هذه المناورات تجري تحت شعار ''استعراض القدرة والأمن المستديم في ظل الوحدة والتناغم والوئام والتعاضد'' بهدف إظهار قوة الردع وجهوزية إيران الشاملة لمواجهة أي تهديد موجه للثورة والنظام ووحدة تراب البلاد، مضيفة أن هذه المناورات قد بدأت في مناطق جغرافية مختلفة بإطلاق الصواريخ من منصات في تحت الأرض''. وقد أكد العميد أمير علي حاجي زادة قائد سلاح الجو فضاء الإيراني التابع للحرس الثوري، ''أنّ كل معداتنا الصاروخية هي إيرانية الصنع بالكامل''، مشدداً بحسب ''تسنيم'' على أن هذه الصواريخ الإيرانية ''متاحة لشعوب فلسطين ولبنان وسورية والعراق وكل المظلومين في العالم''.
وحسب المتتبعين لشؤون الاستراتيجيا، فالمناورات الصاروخية الإيرانية الجديدة، تحمل رسالة محبة وسلام ووحدة بين المسلمين، وهي إذ تأخذ هذا الطابع العام السلمي إنما تعطي رسالة واضحة لدول الجوار والأصدقاء أنها ليست موجهة ضد شعوب المنطقة ولا توجد أي نوازع من شأنها زيادة التوتر في المنطقة، إنما جاءت لتعزز الموقف الإيراني المناصر لقضايا المنطقة العادلة ورفض هيمنة الدول الاستعمارية ومحاربة الأذرع الإرهابية للقوى الاستعمارية التي تريد شراً بالمنطقة وشعوبها حيث تستخدم هذه القوى التنظيمات الإرهابية لنسف استقرار المنطقة وإضعاف شعوبها وبالتالي فرض الإملاءات التي تحقق مصالح القوى الغربية الاستعمارية والكيان الصهيوني على حساب مصالح واستقرار الشعوب، ما يعني أن المناورات الصاروخية جاءت لتؤكد قوة إيران وثباتها على مواقفها العادلة من الأصدقاء وشعوب المنطقة وعدم الخضوع للضغوط الخارجية من أجل ثنيها عن مواقفها المحبة للسلام وسعيها لإحقاق الحق عبر دعم القضايا الإقليمية العادلة...
لقد أكدت إيران الاسلامية من خلال سلسلة المناورات التي أجرتها خلال الأعوام الماضية ولا سيما بعد التهديدات «الإسرائيلية» وقوى الشر والعدوان بضرب المفاعلات النووية الإيرانية التي تستخدم للأغراض السلمية ومحاولة حرمان الشعب الإيراني من التكنولوجيا العلمية بالإضافة إلى نشر الإرهاب في المنطقة وتهديد امن واستقرار شعوب المنطقة قاطبة، أن الأوهام والأحلام التي تعشش في نفوس وعقول قوى الشر والعدوان بإمكانية النيل من مصالح الشعب الإيراني هي مجرد أضغاث أحلام، وما وصل إليه هذا الشعب من تطور في المجال العلمي والعسكري والقدرات التي يتمتع بها جيش إيران وبمختلف صنوف الأسلحة البرية والجوية والبحرية كفيلة بحماية منشآتها ومصالحها ولا يمكن أن تتنازل قيد أنملة عن أي حق من حقوق الشعب في كافة المجالات لاسيما الافادة من كل أنواع التكنولوجيا التي تحقق تطلعات الشعب الإيراني في بناء مستقبل زاهر لكل الإيرانيين ويساهم في امن واستقرار المنطقة.

الأكثر قراءة الأخبار {0}
عناوين مختارة