رحلة العشق .. الزوار الغربيون والمغتربون

رحلة العشق .. الزوار الغربیون والمغتربون

يحبّون ان يناديهم المرء "عشّاق الحسين (ع)"، هم هؤلاء الذين جاؤوا من اصقاع الارض كلها من كل لون ولسان، وهناك الملايين ايضا ممن يتمنون ان يكونوا مع هؤلاء فيقولون لهم يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما.

قدوة هؤلاء الزوار الذين يسمون بالمشاية والذين يمشون على الاقدام نحو كعبة الاحرار وقبلة الثوار في كربلاء المقدسة كان رافضا للظلم والمنكر وآمرا بالمعروف وبدمه استقيم الدين وكل من حضر الى هنا في النجف الاشرف بجوار مرقد امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام ليمضي الى كربلاء بات يشعر ويلمس انتصار الدم على السيف واصبح متيقنا بان الظلم يجب ان يحارب وان الظالم يجب الوقوف في وجهه وكسر شوكته مهما بلغ من القوة الظاهرية.

فريق وكالة تسنيم الدولية للانباء حضر الى هذه الارض المقدسة لنقل جزء من هذا المشهد العظيم بقدر المستطاع مع العلم واليقين بان وصف ما يجري يعجز الكلام واللسان عنه.

البحر الهادر من النساء والشيوخ والاطفال والرجال وصل من المحافظات الجنوبية ومن باقي مناطق العراق الى النجف الاشرف للقيام بواجب زيارة امير المؤمنين عليه السلام واكمال دربه نحو كربلاء المقدسة، وهنا التحق بهذا البحر أيضا من  جاء من اوروبا من مختلف بلدانها مسلمين من كل الاطياف وحتى المسيحيين، من تولى تنظيم هذه الحملة في اوروبا هو "موكب الاربعين الحسيني الكبير في اوروبا" وهي حملة غير حكومية.

الزوار الاوروبيون والمغتربون يتعارفون فيما بينهم حيث تجمعهم قضية محورية وهي "رفض الظلم".

وعند زيارة مرقد الإمام امير المؤمنين (ع) كان الحرم يعج بالزوار بشكل غير مسبوق وهذا ما اشار اليه هؤلاء الزوار في حديثنا معهم.

الزائر الألماني "ستانزل رينر"

زائر ألماني

وقد التقى فريق وكالة تسنيم الدولية للأنباء بعدد من هؤلاء الزوار واجرى لقاءات معهم ومن بينهم الزائر الألماني "ستانزل رينر" الذي يشارك للمرة الثانية في زيارة الاربعين مشيا على الاقدام، رينر قال لنا انه متزوج من مسلمة تركية من اتباع اهل البيت (ع) قبل عامين وانه كان قد هدي الى الاسلام قبل 7 سنوات بعد ان كان يبحث عن الحقيقة وان شخصا مسلما هو الذي هداه الى الدين الحنيف، عمره 45 عاما ويصف زيارة الاربعين بأنها في غاية الروعة ويقول تعليقا على مشاركة 20 مليون انسان في هذه الزيارة ان العدد ليس مهما لأنه حتى اذا حضر 20 مليون او 30 او 40 مليون انسان فهذا قليل.

ستانزل ريتر يشكر الله عزوجل لأنه من عليه بالتوفيق لزيارة كربلاء المقدسة في الاربعين مشيا على الاقدام للمرة الثانية ويقول ان المحبين لآل البيت (ع) هنا يقيمون العلاقات مع بعضهم البعض بقلوبهم، ويشيد بما يبذله العراقيون ويقدمونه لخدمة الزوار ويقول ان هذا يتطلب جهدا كبيرا لكن العراقيين (يسميهم العرب) يتبرعون من كل قلبهم كما يصفهم ويقيمون جسور العلاقات مع الزوار.

واعرب ريتر عن تمنياته بأن يتوفق ايضا الى زيارة الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام والسيدة فاطمة المعصومة عليها السلام في ايران ايضا.

ويختم ستانزل رينر بالقول ان الاسلام هو لكل البشرية ولا يعرف حدودا جغرافية.  

 

الناس في اوروبا يسألون من هم الشيعة؟

زائر آخر قدم من أوروبا هو "السيد عطاء الله حسين" وهو من المغتربين اللبنانيين في بلجيكا وقد سألناه عن حقيقة هذا الاجتذاب نحو زيارة الاربعين في العراق فأجاب السيد عطاء الله "ان الزحف الشيعي والتشيع في بلاد الاغتراب وخاصة في بلجيكا جاء بفضل الثورة الاسلامية في عهد الامام الخميني الراحل (رض) فالحالة الطاغية للجمهورية الاسلامية وحزب الله تسببت بالتفاف الناس حول الشيعة والناس في اوروبا يسالون من هم هؤلاء الشيعة؟ وهذا التساؤل يأتي رغم حالة المعاداة التي كانت سائدة ضد الشيعة لكن الان اصبح الشيعة محط ترحيب في بلاد الاغتراب".

وعندما سألنا السيد عطاء الله حول كيفية تعامل السلطات في البلدان الغربية مع الشيعة رد السيد " في هذه الايام الغرب والسلطات والسلطة البلجيكية اصبحت تخبر وتفهم الشيعة وتميز بينه وبين الارهاب، ان المخابرات البلجيكية تعرف ان الشيعة هم غير التخريبيين مثل الدواعش واتباعهم الذين يتبرأ النبي الأكرم (ص) منهم.

وختم السيد عطاء الله بالقول: التشيع اعطى زخما الى كربلاء الحسين (ع) والى شعار لبيك يا حسين (ع) فهذا الإمام الهمام قد صدح صوته في كل مكان في العالم والان جاء التشيع زحفا الى كربلاء المقدسة.

هنا في النجف الأشرف يرى المرء ان العراقيين فتحوا بيوتهم أمام الزوار والحالة كذلك في باقي المدن، وكأن كل من جاء الى هنا هو صاحب البيت، العراقيون يحرصون على راحة الزوار من مأكل ومشرب ومبيت ورعاية أمنية وغيرها وعندما يسألهم

المرء ماذا تتوقعون ان يفعل الإمام الحسين (ع) لكم في المقابل يقولون " لا شيء، ان هذا حبا بالحسين (ع)".

/انتهي/ 

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة