السفير الإيراني بتركيا يحذر من تداعيات التجييش الاعلامي التركي ضد ايران

السفیر الإیرانی بترکیا یحذر من تداعیات التجییش الاعلامی الترکی ضد ایران

قال السفير الإيراني في تركيا السيد محمد إبراهيم طاهريان ان بعض وسائل الإعلام التركية تعمل على إيجاد أجواء إعلامية مفتعلة ضد الجمهورية الإسلامية واذا لم يتوقف هذا الشحن وهذا المد الإعلامي فسوف يسفر عن حدوث أزمة بين البلدين.

تسنيم / خاص

أجرى مراسل وكالة تسنيم في أنقرة لقاء خاصاً مع سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تركيا السيد محمد إبراهيم طاهريان تمحور بشكل أساسي حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة والساحة التركية ولا سيما اغتيال السفير الروسي والشحن الإعلاني المحموم ضد طهران من قبل بعض وسائل الإعلام التركية بشأن تحرير حلب من براثن الزمر الإرهابية، وكذلك تناول هذا اللقاء الاجتماع الثلاثي بين طهران وموسكو وأنقرة بشأن الأزمة السورية وما ستتمخض عنه من نتائج.

وصرح السفير الإيراني في أنقرة بأن اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف يعد جريمة سببها رواج الفكر المتطرف في تركيا ودعا إلى مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف بجد وبحزم من قبل بلدان المنطقة والعالم على حد سواء، حيث أكد على أن اغتيال السيد كارلوف عمل دنيء وضربة قاسية للحصانة الدبلوماسية والأمن الدبلوماسي في تركيا، وقال: السيد أندريه كارلوف هو أحد الدبلوماسيين الناشطين على صعيد الحوار السياسي وبذل جهوداً حثيثة في سبيل الحفاظ على سلامة العلاقات الروسية التركية والنهوض بها إلى أفضل المستويات وهذه الحقيقة أقر بها المسؤولون الأتراك بحيث أشادوا بشخصية السفير الروسي في بلدهم، ولكن من المؤسف أنه ذهب ضحية للفكر المتطرف في عملية إرهابية بكل تفاصيلها، حيث أريق دمه في رحاب أجواء ثقافية ناصعة البياض وهذه الأعمال بطبيعة الحال لا يرتكبها إلا مرضى النفوس ممن انخرطوا في ركب الإرهاب الأعمى.

وبالنسبة إلى موقف سفارة الجمهورية الإسلامية إزاء هذا العمل الإرهابي الشنيع، صرح السيد طاهريان قائلاً: لقد علمنا بهذه الحادثة الأليمة وانتابنا حزن عميق، وفور ذلك بادرنا إلى إجراء اتصالات مع مسؤولي السفارة الروسية في أنقرة وكذلك مع أسرة الفقيد للإعراب عن حزننا العميق ومواساتنا لهم.
وأكد على ضرورة مبادرة السلطات التركية إلى الحفاظ على حرمة المراكز الدبلوماسية الأجنبية وأمن منتسبيها، وهذه المهمة يجب وأن تؤخذ بعين الاعتبار.

ونوه على تلك الأجواء الإعلامية المشحونة ضد الجمهورية الإسلامية من قبل بعض وسائل الإعلام التركية، وأضاف: بعض وسائل الإعلام التركية تعمل على شحن الأجواء ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بهدف تحريض الرأي العام ضد بلدنا، ولو استمرت الأوضاع على هذا المنوال ولم تتصدى السلطات التركية إلى هذه المساعي الخبيثة فلا شك في حدوث أزمة بين البلدين، لذا إن أوكلت القرارات المصيرية إلى وسائل الإعلام نيابة عن السلك الدبلوماسي في الحكومة، سوف تفقد السلطات الحاكمة سيطرتها على الأوضاع وتحدث مشاكل عويصة وأبرز مثال حي على هذه المعضلة اغتيال السفير الروسي.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية بين طهران وأنقرة أضاف السفير الإيراني في تركيا قائلاً: بالنسبة إلى العلاقات الثنائية وبعض قضايا المنطقة، فمن الطبيعي أن تحدث خلافات بين الجانبين إلا أن واجب الدبلوماسيين العمل على وضع حلول لها وتلطيف الأجواء بغية إيجاد تفاهم وتقارب في وجهات النظر، وهذا الأمر متحقق في مجال علاقاتنا مع الجانب التركي وكذلك بين تركيا وروسيا، إذ لا يمكن السماح للمتطرفين بأن يتدخلوا فيما بيننا ويعكروا الأجواء أكثر من ذلك.

السيد محمد إبراهيم طاهريان نصح المواطنين الإيرانيين المقيمين في تركيا بأن يأخذوا تحذيرات وزارة الخارجية بعين الاعتبار وللاطلاع عليها بإمكانهم مراجعة موقع السفارة الإيرانية في أنقرة بغية كسب مزيد من المعلومات، وقال إن بعض القنصليات تم إغلاقها مؤقتاً وحتى إشعار آخر.

وانتقد بعض وسائل الإعلام التركية بسبب عدم قيامها بإعلان المضامين الحقيقية للبيانات التي أصدرتها سفارة الجمهورية الإسلامية في أنقرة وتعمدها في تحريفها بغية تحريك الرأي العام ضد طهران وتشويه مواقفها الإنسانية في سوريا، كما انتقد تعتيم هذه الوسائل الإعلامية لبعض الحقائق وعدم عكسها للمواقف الحسنة التي اتخذتها طهران إزاء الانقلاب العسكري الفاشل في شهر تموز / يوليو المنصرم، وهي كذلك لا تقول الحقيقة الدامغة التي فحواها أن الحكومة والشعب في سوريا هما اللذان طلبا الدعم المباشر من الجمهورية الإسلامية.

وبالنسبة إلى مستقبل العلاقات الثنائية، أضاف قائلاً: العلاقات بين إيران وتركيا ذات خلفية سياسية وثقافية واقتصادية واجتماعية واسعة وعميقة، ففي كل عام يسافر أكثر من مليوني سائح إيراني إلى هذا البلد الجار ولم تتوقف قوافل السائحين حتى بعد ذلك الانقلاب العسكري الفاشل، وللأسف فالكثير من الحساد لا تعجبهم هذه العلاقات الحميمة ولدينا وثائق دامغة تثبت وجود مساعي خبيثة لتعكير الأجواء بين البلدين.

وأكد السفير الإيراني في أنقرة على أن طهران وأنقرة تبذلان مساعي حثيثة للتوصل إلى حل مناسب للأزمة السورية، وقال إن مستقبل العلاقات سيكون مزهراً خلافاً لما يروج له بعض الأعداء.

/ انتهى /

 

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة