لماذا انحازت مصر الى جانب السعودية ضد قطر

لماذا انحازت مصر الى جانب السعودیة ضد قطر

على الرّغم من اختلاف وجهات النظر بين مصر والسعودية في ملفات المنطقة، إلا أن مصر وقفت خلال الأزمة الخليجية الحالية بشكل كامل الى جانب الرّياض ضد الدوحة.

فالقاهرة وخلال التجاذبات الحالية بين دول الخليج الفارسي، وقفت الى جانب السعودية في مواجهتها الحاسمة ضد قطر على الرّغم من الخلافات الجدية بين البلدين في ملفات المنطقة وخصوصا اليمن وسوريا.

الملف السوري يعتبر الخلاف الأكبر بين مصر والسعودية، حيث تؤكد مصر على عكس السعودية على ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة في مقابل السعودية التي ترسل السلاح وتدعم المجموعات الارهابية لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، الأمر الّذي ساهم في إطالة عمر الأزمة واستمرار الحرب. كما تعارض مصر الطلب السعودي منها بارسال جنود مصريين للمشاركة في التحالف السعودي في الحرب على اليمن.

وقد زادت الخلافات بين السعودية ومصر منذ موت الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتولي الملك سلمان الحكم في السعودية. وشهدت هذه الخلافات تصعيدا على مختلف الفترات الزمنية بسبب الأولويات المصرية والسعودية إزاء تطورات المنطقة فعلى سبيل المثال دعمت السعودية تسلم العسكر في مصر الحكم من الاخوان المسلمين، لكنها لا تعارض وصول الاخوان المسلمين الى الحكم في سوريا واليمن. فبحسب هذه الأولويات عمدت السعودية وعلى مراحل زمانية مختلفة الى رعاية مصالحة بين مصر وقطر وحتى بين "الإخوانيين" ومصر.

يأتي هذا في سياق عدم رغبة مصر في أن يكون الحظ من نصيب الإخوانيين مرة أخرى وأن يسطع نجمهم في المنطقة مرة أخرى، فمصر تعارض أي دور لهذه الحركة في مستقبل البلد والمنطقة، وتعتبر مصر امتداد الإخوان المسلمين في المنطقة والدعم لهذه الحركة في مصر عامل ضغط من قبل السعودية من أجل تحجيم الدور المصري في المنطقة، ولذا فإن مصر تخالف وصول الإخوان المسلمين الى مركز الحكم إن كان في مصر أو المنطقة.

ومن هنا تتضح صورة معارضة مصر لقطر ووقوفها الى جانب السعودية ضد الدوحة، وسبب هذه الخصومة هي الدعم القطري لحركة الإخوان المسلمين في مصر حسب ما قاله بيان الخارجية المصرية أيضا. فمصر تعتبر حركة الإخوان المسلمين حركة إرهابية وتصنفها كتهديد لأمن هذا البلد.

فإذا أقدم القطريون على إخراج مسؤولي هذه الحركة من مصر ووقف دعمها في مصر، فتكون قطر قد حلت خلافها وحققت الطلب المصري منها. وتملك مصر أزمة مشابهة لأزمتها مع قطر، وهي مع تركيا بسبب دعم الأخيرة لحركة الإخوان المسلمين وتطالب مصر موقف عربيا في مواجهة سياسة أنقرة الداعمة لحركة الإخوان المسلمين. كما تعتبر تركيا النظام الحاكم في مصر هو نظام انقلابي وتطالب بإطلاق سراح محمد مرسي بدون قيد أو شرط من السجن المصري على الرغم من أنها أعلنت أن موقفها هذا لن يدوم عبر وقف التعاون مع مصر وتعزيز العلاقات معها، لكن العلاقات بين البلدين لا تزال غير مستقرة الى الآن ويحكم عودتها الى وضعها الطبيعية شروط مسبقة من قبل الطرفين.

السعودية كانت تدرك جيدا الموقف المصري، ومن أجل أن يرافقها بلد قوي كمصر الى جانبها ضد قطر، وضعت بند دعم الدوحة لحركة الإخوان المسلمين على لائحة الاتهامات الموجهة إليها لقطع العلاقات معها، على الرغم من دعم الرياض لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا وحتى في اليمن، وترى ضرورة لدعم هذه الجماعات في المنطقة أيضا. ونستطيع أن نلحظ أن الخلاف بين مصر والسعودية حول دور حركة الإخوان المسلمين في المنطقة هو أيضا موضوع للخلاف بين الإمارات والسعودية أيضا، فالإمارات تعتقد مثل مصر بأنه لا يجب أن تدعم السعودية حركة الإخوان المسلمين في مصر ودول المنطقة.

من جهة أخرى، فمصر وعبر سياستها التي تنتهجها، فهي تضعف جناحا معارضا داخل البلد كما وتساهم وتضعيف نفس الجناح خارج مصر عدا عن كونها تعاني من مشاكل اقتصادية قد يكون الدعم السعودي حل مناسبا لها. وفي الحقيقة فإن السعودية ستكون مديونة لمصر لأنها لم تتركها وحيدة في الأزمة الخليجية.

بالإضافة الى هذا فقد أقرت مصر، وعلى الرغم من الإعتراض الداخلي، من نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير الى السعودية مما قد يعزز دعم الرياض للقاهرة.

كاتب وصحفي إيراني

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة