كيف استعاد الجيش السوري أكثر من 70 بالمئة من مساحة سوريا .. وماذا تبقى لداعش فيها +خرائط وصور


کیف استعاد الجیش السوری أکثر من 70 بالمئة من مساحة سوریا .. وماذا تبقى لداعش فیها +خرائط وصور

استعاد الجيش السوري بدعم من قواته الحليفة زمام المبادرة خلال السنتين الماضيتين في حربه على الإرهاب وخاصة تنظيم داعش الإرهابي واستعاد آلاف الكيلومترات التي كانت تحت سيطرة هذا التنظيم الذي احتل عدداً كبيراً من المدن والبلدات قبل أربع سنوات

في فترة قياسية أنجز الجيش السوري وحلفاؤه عمليات عسكرية ضخمة أفضت إلى التحول الأكبر للواقع الميداني على كامل الأراضي السورية، بعد حشد آلاف الجنود مع عتادهم الثقيل ومعارك تم التحضير لها لتسير بوتيرة متسارعة وفق تنسيق عال المستوى واستطلاع دقيق لمراكز انتشار تنظيم داعش وتجمعاته.

يؤكد القادة الميدانيون أن التحول في العمليات لصالح الجيش السوري بدأ منذ تحرير مدينة تدمر قبل حوالي ثمانية أشهر وإطلاق القوات لمعارك البادية السورية والهدف الأول كان استعادة النقاط الهامة التي يسيطر عليها داعش والتي تشكل خطرا على نقاط ومواقع الجيش السوري وحلفائه، أما الهدف الثاني فتمثّل في تحرير كامل الأراضي التي يحتلها داعش في سوريا وسط تكتيك اتبعته القوات يعتمد على المناورة ومحاصرة داعش في المناطق التي يسيطر عليها ومن ثم القضاء عليه أو إجباره على الانسحاب.

الهجوم الاستراتيجي بدأ منذ ستة أشهر على أربعة اتجاهات وسط بادية واسعة وصعوبة في التضاريس ومناخ قاسي، حيث انطلقت عمليات الجيش  عمق البادية السورية من أربعة محاور؛ المحور الأول من شرق مدينة "السلمية" بريف حماه، الثاني  من شمال "التيفور" وتدمر والسخنة بريف حمص، المحور الثالث من الريف الجنوبي لمدينة الرقة، أما المحور الرابع فقد امتد من طريق "اثريا خناصر" وصولا إلى ريف حلب الشرقي.

جميع هذه المحاور كانت تشكّل نقاط ارتكاز أساسية لتنظيم داعش ومنطلقا لهجوماته على باقي المناطق، حيث أراد الجيش السوري وحلفاؤه ابعاد خطر داعش منها والسيطرة عليها تباعاً وهذا ما حدث بالفعل فبدأت الخيارات تضيق أمامه وباتت دفاعاته تنهار شيئاً فشيئاً ما اضطره إلى الانسحاب إلى آخر معاقله في البادية السورية باتجاه مدينة دير الزور القريبة من الحدود العراقية.

نجح الجيش السوري وحلفاؤه في فك الطوق الذي فرضته داعش على مدينة دير الزور والذي استمر لثلاث سنوات، لتلقي القوات المتقدمة من المحاور الأربعة مع القوات السورية التي كانت ترابط داخل المدينة وعلى أطراف مطار  دير الزور العسكري، ليواصل الجيش الضغط على عناصر داعش المنهار أكبر ويتمكن من العبور إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات.

بعد تحرير مدينة دير الزور بالكامل، توجه الجيش وحلفاؤه لتحرير مدينة "الميادين" الواقعة على الجهة الجنوبية الشرقية لدير الزور ليصبح محور "الميادين – البوكمال" هو بوصلة العمليات العسكرية للجيش وحلفائه وأصبحت مدينة البوكمال هي الأولوية للقوات فهناك سيتلقى داعش ومشغليه الضربة القاصمة على الحدود العراقية السورية وسيوقف مشروع أميركا في الشرق السوري.

مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية شهدت أعنف المعارك بين الجيش السوري وحلفائه من جهة وبين تنظيم داعش ومن ورائه أمريكا من جهة أخرى والتي أمدّته بالدعم اللوجستي والاستخباراتي، كما أشارت العديد من التقارير والتصريحات، فهذه المدينة كانت آخر ملجأ لتنظيم داعش في سوريا بعد أن خسر جميع معاقله ونقاطه، وقد أشارت تقارير إعلامية أن معظم القادة البارزين تحصّنوا في البوكمال بما فيهم زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، ولهذا السبب بذل التنظيم أقصى ما يستطيع للحفاظ على تواجده في المدينة، وهذا ما يفسر هجمات داعش الانتحارية بالعناصر والسيارات المفخخة، لكسب مزيد من الوقت، والسماح لقادتهم بالهرب من المدينة.

تعزيزات كبيرة استقدمها الجيش السوري وحلفاؤه للمشاركة في المعركة المصيرية التي ستتوّج بالنصر النهائي على تنظيم داعش في سوريا، وبالفعل نجح الجيش السوري في كسر شوكة داعش وأعلن استعادة البوكمال والسيطرة الكاملة عليها، بمؤازرة كبيرة من الحلفاء المتمثلين بقوات "الفاطميون والزينبيون والحيدريون والنجباء" إلى جانب الدعم الذي قدمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقوات حزب الله اللبناني، والدعم الجوي للطيران الحربي الروسي، لتُطوى صفحة داعش السوداء من كامل البلاد، بعد أن احتلت أكثر من 70 بالمئة من الأراضي السورية خلال الأعوام الأربعة الماضية.

وتعليقاً على الانتصار الكبير الذي أحرزه الجيش السوري وحلفاؤه بتحرير مدينة البوكمال وإنهاء حلم داعش في سوريا، قال الخبير العسكري اللواء المتقاعد محمد عباس لوكالة تسنيم: "إن معركة البوكمال كانت المعركة المفصلية والحاسمة في الصراع على سوريا، وكما وصفها وزير الدفاع الأمريكي ماتيس  عندما قال بأنها "أم المعارك" وبأنها ستكون معركة مفصلية في مستقبل المنطقة، وبالفعل كانت معركة البوكمال معركة مفصلية ولكن ليس كما يشتهيها الأمريكي بل كما أراد حلف المقاومة، لأن الأمريكي أراد أن يدعم داعش وأن يطيل أمد الحرب، وأرادها معركة لصالح قواته البديلة داعش و"قسد" التي تقاتل ضد الجيش السوري، وقد مارس الأمريكي مؤخراً التشويش الالكتروني على اتصالات الجيش السوري وحلفائه صنع كل ما يمكن أن يفعله، لكن محاولاته كانت كمن ينفخ الروح في مجموعة ميتة معنوياتها منهارة

وأضاف اللواء عباس: "الأمريكي وأذنابه على الأرض لم يحققوا انتصاراً لأن المجتمع السوري والعراقي بكل مكوناته قد اتحد وتآلف في مواجه حقيقة ضد المجموعات التكفيرية الداعشية الوهابية، وأعتقد أن ما تحقق اليوم في البوكمال سيكون دافعاً للجيش السوري وحلفائه لتوسيع دائرة الأمان وتحرير ما تبقى من بلدات وقرى في أطراف دير الزور وتطهير منطقة البادية بشكل كامل، وأعتقد أن تحرير مدينة الرقة لن يكون بعيداً خاصة إذا حاولت قوات "قسد" أن تضع نفسها كقوات أمريكية بديلة"

لافتاً أن "الأمريكي يحاول أن يوحي لهذه المجموعات أنه يقف إلى جانبها لكنه سوف يتخلى عنها في أية لحظة يشعر فيها أن مصالحة لن تتحقق بواسطة هذه المجموعات"

بعد الانتصار الكبير الذي تحقق على الأرض السورية ما تزال بؤر صغيرة تتواجد فيها عناصر داعش الإرهابي في سوريا، تتلخص على الشكل التالي:

جنوب العاصمة دمشق حيث يتواجد التنظيم في مخيم "اليرموك" ومنطقة "الحجر الأسود" ويقدر عدد عناصره هناك بحوالي 2000 مسلح، يرفض بعض قادة التنظيم تنفيذ اتفاق البلدات الأربع و المرتبط ببلدتي الفوعة وكفريا والذي يقضي بإخلاء المسلحين من جنوب دمشق مقابل إخلاء أهالي بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين بريف إدلب الشمالي، ويؤكد مصدر ميداني أن التغييرات الميدانية شرق سوريا وخسائر التنظيم هناك ستدفعه على الموافقة على اتفاق المصالحة مشيراً إلى أنه في حال لم يتم تنفيذ الاتفاق فإن الحسم العسكري لايزال متاحا لإجباره على القبول بالاتفاق.

في الغوطة الشرقية بريف دمشق تتواجد بعض الخلايا لداعش ولكن بأعداد قليلة.

جنوب سوريا، يتركز وجود داعش في قرى ناحية "حوض اليرموك" وهي (جملة، الشجرة، سحم الجولان، وجلّين) بريف درعا الغربي والمتاخم لريف السويداء الشرقي وريف القنيطرة الغربي ممثلا بما يسمى "كتائب المثنى" وجيش خالد بن الوليد"، حيث يحتمي التنظيم في هذه المناطق بجنود الاحتلال "الإسرائيلي" كون المناطق التي يسيطر عليها متاخمة للجولان السوري المحتل، ويقدّر عدد العناصر التابعة للتنظيم هناك بنحو 400 عنصر، وهم مجهزون بتسليح نوعي كبير.

في وسط البلاد فما يزال هناك خلايا صغيرة لتنظيم داعش تنشط في ريفي حمص وحماه لكنها ليست ذات فاعلية، بعد انقطاع جميع خطوط الإمداد عنها في البادية السورية.

في إدلب تتوارد أنباء عن وجود عدة مجموعات مبايعة لداعش تسللت من ريف حماه الشمالي باتجاه ريف إدلب، ولكن تعتبر البلدات التي يسيطر عليها داعش قليلة نسبة لمحافظة إدلب الكبيرة، خاصة وأن جبهة النصرة هي الذراع المسلح الأبرز المسيطر على المحافظة.

في الشرق السوري ما تزال بعض القرى الواقعة بين الضفة الشرقية لنهر الفرات والحدود السورية العراقية تحت سيطرة داعش إلا أنها لا تشكل مناطق استراتيجية للتنظيم، لأن هذه القرى والبلدات باتت محصورة ومطوقة من كل الجهات تنتظر اللحظة المناسبة حتى تعود إلى قبضة الدولة السورية.

على الرغم من انتهاء وجود تنظيم داعش في سوريا إلا أن الدولة السورية ترى أن أي مجموعة أو فصيل يحمل سلاحا ضد الجيش والشعب فهو ارهابي خاصة وأن هذه الفصائل تتبع لأوامر خارجية متمثلة بالولايات المتحدة والكيان الصهيوني وبعض الدول الإقليمية في المنطقة أبرزها السعودية التي تحمل افكار القاعدة المتطرفة، كما ويعتقد محللون أن الدولة السورية ستسعى بعد القضاء على داعش إلى استعادة المناطق التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تدعمها واشنطن وأبرزها مدينة "الرقة" شمال غرب البلاد.

/انتهي/ 

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة