تخت روانجي لـ" تسنيم" : أخبرنا أوربا بان الإجراءات المتخذة بعد فرض الحظر لا قيمة لها


تخت روانجی لـ" تسنیم" : أخبرنا أوربا بان الإجراءات المتخذة بعد فرض الحظر لا قیمة لها

بيّن المساعد السياسي لمكتب رئاسة الجمهورية الإيرانية مجيد تخت روانجي "لقد أخبرنا أوربا أن الإجراءات المتخذة بعد فرض الحظر على لا قيمة لها" مؤكدا" يجب تحديد تفاصيل كيفية تنفيذ الحزمة المقترحة من قبل الاوروبيين".

في أعقاب انسحاب الرئيس الأمريكي ترامب من الاتفاق النووي في 8 أيار/مايو 2018 وإيعازه للمؤسسات الخاضعة له كوزارة الخزينة الأمريكية لإعادة فرض حظر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، تم تحديد مهلة زمنية تمتد من 90 و180 يوما لتطبيق هذا الحظر، وغداً 6 أب ستنطلق المرحلة الأولى من هذه العقوبات، وبحسب زعم المسؤولين الأمريكيين فإن هذه العقوبات تحرم إيران من الحصول على الدولار كما تشمل تجارة الذهب وعمليات البيع والحصول على بعض المعادن كالألمنيوم والفولاذ. 

وقبل يوم من تطبيق أول مرحلة من العقوبات الأمريكية، أجرينا حواراً للحديث عن أخر معطيات الحزمة المقترحة من قبل أوربا مع أحد الدبلوماسيين الإيرانيين المخضرمين وأحد أعضاء الفريق المفاوض حول الاتفاق النووي، والذي كان له حضور راسخ ابتداءً من مفاوضات وقف إطلاق النار بين إيران والعراق عام 1988 وصولاً إلى المفاوضات الدبلوماسية حول الاتفاق النووي، وخلال هذه الأيام ينخرط الدكتور مجيد تخت روانجي في العمل، وباعتباره مساعداً سياسياً لمكتب رئاسة الجمهورية الإيرانية يضطلع بدور هام للغاية في قضية بلورة أراء وسياسات رئيس الجمهورية.
وننشر الجزء الأول من الحوار الحصري المفصل الذي أجرته وكالة تسنيم الدولية للأنباء مع مجيد تخت روانجي الذي يدور معظمه حول مسألة حزمة المقترحات الأوربية و ردود افعال إيران ازاء العقوبات الأمريكية، حيث يعلن المساعد السياسي لمكتب رئاسة الجمهورية بشكل حاسم وقاطع أننا لن نقبل أن يطبق علينا حظر وتفرض علينا عقوبات، ومن جهة أخرى نجري مفاوضات مع الأطراف الأوربية، يتعين عليهم (الأوربيون) أن يطرحوا برامجهم العملية قبل فرض العقوبات".

تسنيم: دكتور تخت روانجي، منذ مدة لم يتم تناقل أي خبر إعلامي جديد حول حزمة المقترحات؟ ماذا حدث؟ على الرغم من أن السيد رئيس الجمهورية وضع مهلة زمنية محددة لبقاء إيران في الاتفاق النووي أو خروجها منه، هل انتهت هذه المهلة المحددة؟

تخت روانجي: كما تلاحظون قبل انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي كنا قد توقعنا مع الأطراف الأوربية بحدوث هذا الأمر، فأجرينا اتصالات معهم بهدف حل هذه المعضلة، وكافة الأطراف كانت على يقين أن أمريكا ستنسحب من الاتفاق النووي لكن ليس بالطريقة التي جرى فيها الانسحاب بل بطرق أخرى.
أخبرنا الأوربيون قبل انسحاب أمريكا أننا:"سنعمل على إيجاد طرق نستطيع عبرها الاستمرار بالتزاماتنا اتجاه الاتفاق النووي في حال انسحبت الولايات المتحدة منه". وبعد انسحاب أمريكا تحدث السيد رئيس الجمهورية وقرر إعطاء فرصة لبقية أطراف الاتفاق النووي، فالاتفاق النووي لم يكن مقتصراً على أوروبا فقط بل كانت كل من روسيا والصين أطرافاً في هذا الاتفاق، وربما لم يتم تسليط الضوء كثيراً على قضية أن تبني القرار 2231 من قبل مجلس الأمن حوَّل هذا الالتزام إلى التزام دولي يتعين على الدول الالتزام بتعهداتها إزائه.

وهو في الحقيقة يطالب الدول بالمساعدة في تطبيق الاتفاق النووي على نحو جيد، لأن طرف واحداً من بين ستة أطراف انسحب من الاتفاق النووي، تأسيساً على ذلك يتعين على بقية أطراف الاتفاق النووي أن يتخذوا إجراءات تكون كفيلة بالإبقاء على ذلك الاتفاق، وقال رئيس الجمهورية أننا سنعطي هذه الأطراف فرصة لتعويض الخسائر التي ستترتب علينا  اثر  انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، واعتبرت هذه المسألة مسألة جوهرية.
ومنذ ذلك الحين لم تنقطع الاتصالات مع الأوربيين على كافة المستويات والتي لم تظهر لوسائل الإعلام، على سبيل المثال قبل عدة أيام عقدنا اجتماعات على مستوى الخبراء في أوروبا ولم يتم الإعلان عنها، هذا يعني أن هذه المفاوضات مستمرة، وعندما توجهنا قبل شهر مع السيد ظريف وزير الخارجية إلى بروكسل كان خبرائنا يتواجدون هناك، فاجتماعات الخبراء لم تتوقف، وعدم الكشف عنها يساعد في توصلها إلى نتائج، وبعد ذلك يتم إطلاع وسائل الإعلام على انعقاد هذه الاجتماعات.
في بعض الأحيان نبعث رسائل وتجري زيارات لا يتم الإفصاح عنها، أو تقوم لجنة الاتفاق النووي المشتركة التي يترأسها السيد عراقجي  بمتابعة هذه القضية.
تسنيم: بعد انسحاب أمريكا مع الاتفاق النووي، ما هي أشكال التعاون التي جرت بين إيران وروسيا والصين، بطبيعة الحال يتم طرح روسيا كحليف لإيران، لكن بعض وسائل الإعلام الأجنبية تزعم أن مساعي الحكومة كانت منصبة على أوروبا وأغفلت الصين وروسيا؟

تخت روانجي: كلا، فمنذ الأيام الأولى التي قاد فيها ترامب أمريكا للانسحاب من الاتفاق النووي، قلنا أننا سنعطي فرصة، وبناءً على هذا الأمر أجرينا اتصالات مكثفة مع روسيا والصين والدول الأوربية الثلاث، والزيارة التي قام بها السيد ظريف بدأت من الصين و روسيا أيضاً ومن ثم توجه إلى أوربا وبروكسل. لهذا ليس الأمر كما يزعمون فلم تنصب كافة المساعي التي بذلتها الحكومة الإيرانية على أوروبا فقط، هناك اتصالات قائمة مع الصين و روسيا ونجري معهم مشاورات حول الاتفاق النووي ونناقش مستقبله، ونتسأل لو لم يكن الاتفاق النووي موجوداً ماذا كنا سنفعل، فكل ما سلف يحتاج إلى مساع وجهود ونحن في الوقت الراهن نتباحث حولها.

تسنيم: حول بيان السيدة موغريني المتضمن 9 بنود، فهل تشملها حزمة المقترحات الأوربية؟

تخت روانجي: البيان الذي تلته السيدة موغريني المكون من 9 بنود كان يتضمن النقاط الرئيسية التي كان خليق طرحها وبالفعل تم ذلك، يعني في خاتمة المطاف تضمن البيان مسائل ترتبط باستمرار نظامنا المصرفي بالعمل وعدم مواجهتنا لأي مشكلة على صعيد بيع النفط ومجال النقل والتأمين، وبعدها انعقد اجتماع للجنة المشتركة شارك فيها السيد عراقجي وبحثنا خلاله التفاصيل، حيث أخبرنا الأوربيون في ذلك الحين أن خطابكم السياسي جيد لكن لا يكفي، علينا أن نتلمس النتائج فعلياً، على سبيل المثال عندما تعود العقوبات المصرفية وفي حال رغبنا بإقامة علاقة مصرفية مع إحدى الشركات الأوربية فما هو مصير هذا التعاون المصرفي، فلا يمكن الاكتفاء بالعموميات، فإذا أردنا بيع النفط لشركة تصدير أوربية ماذا سيحدث حينها، لذلك اقتضى تحديد آلية حدوث هذا الأمر.
لذلك اعتبرت حزمة المقترحات التي قدموها قبل برهة خطوة باتجاه الأمام، لكننا نعتبرها ما تزال غير كافية، نأمل أن تتاح الفرصة يوماً للخوض في تفاصيلها، وأنا أعتقد أن كل شيء سيبدو جلياً واضحاً في نهاية المطاف. ستحدث تقلبات أو ربما نتوصل إلى اتفاق أو لن نتوصل، لكن في الوقت الراهن بوسعي القول أن حزمة المقترحات التي قدمها الأوربيون دخلت مرحلة بحث التفاصيل لكنها برأينا ما تزال غير كافية.
أخبرنا الأوربيون أنْ :"فلتعلموا أننا نؤكد على بذلنا مساع حثيثة حول هذا الأمر ونرغب بدفعه قدماً، ونحن نرى أن الاتفاق النووي ينبغي أن يبقى"، كما أذعنوا بضرورة إطلاعنا على التفاصيل، وليس الأمر مجرد إطلاق تصريحات فحسب.
لذلك وبهدف دفع العمل قدماً يتعين علينا الخوض في التفاصيل، فعندما يتم حظر نفطنا علينا أن نعرف كيف سنبيع نفطنا، حيث أذعنوا لهذا الأمر لكنهم قالوا " سنعمل على تفاصيل هذه المسألة" ونحن في المقابل نرى أنهم يبذلون جهوداً في هذا الخضم وهذا يبدو جلياً بالنسبة لنا، وهذا لا يعني أن نقول بعد مرور مدة على المفاوضات أنكم كنتم تتلاعبون بالكلمات، فماذا حّل بالجانب العملي؟ فنحن نشاهد أن العمل يمضي قدماً والأطراف المقابلة تبذل جهوداً جدية في سبيل هذا الأمر.
لا أريد أن أتنبأ 100% أننا سنتوصل إلى نتائج، أقول أن المسار الذي انطلق يمضي قدماً باتجاه الأمام، وحول كيف ستكون النتائج النهائية ايجابية أم سلبية فلا يمكن قول أي شيء حيال ذلك، بطبيعة الحال يتعين الانتظار وعلينا أن نصل إلى المرحلة التي يقولون فيها "نحن بلغنا هذا الحد وهذه حزمتنا مع تفاصيلها فما رأيكم بها؟" في ذلك الحين وطبق مقتضى ما يعرف بالحزمة النهائية التي يتخللها تفاصيل بإمكاننا اتخاذ قرار حول مدى مناسبتها من عدمه، لذا يتعين علينا في هذا الوقت اتخاذ القرار، لكن الأمر المؤكد حالياً هو أن المسار الذي يعمل عليه الأوربيون يجري بحثه مع زملائنا وهو يمضي قدماً، لذلك هناك أمل بتحقيق نتائج، لكن أقول مجدداً أن التكهن بالتوصل إلى نتائج ليس محسوماً.
تسنيم: أين وصلت الحزمة في الوقت الراهن؟
تخت روانجي: (ضاحكاً: الحزمة موجودة وهي بحالة جيدة) بطبيعة الحال لا شيء يبقى في مكانٍ ما ونتطلع إليه بنظرة غير واقعية، دعني أجد الكلمة المناسبة، انظر  الأمر شبيه بشيء يتطور ويزداد اتساعاً، يعني هو في مرحلة البحث عن التطور. قضايا الحزمة المقدمة وما تم تداوله حول المجال المصرفي، يجري مناقشته على صعيد الخبراء، فبعض المسائل كانت مجتزأة وبعضها كان عاماً شمولياً، فقلنا بكل صراحة أنها لا تكفي، ومنذ ذلك الوقت ما تزال المباحثات على صعيد الخبراء جارية حيث تشعبت بشكل أكبر.

تسنيم: تفضلتم أن الحزمة قطعت شوطاً من التقدم، وخلال الأيام المقبلة(يوم غد) سيبدأ تطبيق العقوبات الأمريكية المفروضة، العقوبات التي ستطبق أسرع من العقوبات النهائية المفروضة في شهر تشرين الثاني، حالياً يتم طرح مسألة الجدول الزمني لتطبيقها؟ هذا يعني أنه إذا تم تطبيق العقوبات الأمريكية، فمن المقرر أن يتم مناقشة الحزمة على صعيد الخبراء، حسناً فكيف سيتم فرض حظر على إيران من جهة ومن جهة أخرى تجري طهران مباحثات حول الاتفاق النووي مع الأطراف الأوربية؟

تخت روانجي: بالتأكيد أمامنا أجلين اثنين ليس بوسعنا غض الطرف عنهما، أحدهما يحَّل الأسبوع المقبل والأخرى يأتي في شهر تشرين الثاني، وهذه التواريخ تؤذن بعودة العقوبات الأمريكية، وأحدهما يشمل عدة أصناف كقطاعات المال والسيارات والذهب ومن هذا القبيل، والعقوبات التي ستفرض في تشرين الثاني تستهدف قطاع المصارف والنفط وبقية القطاعات. فقد أخبرنا الأوربيون أنه يتعين علينا قبل أن تصبح هذه العقوبات مؤثرة تحديد مهامنا بوضوح خلال المرحلة الراهنة والمرحلة المقبلة التي تليها، فليس بوسعنا أن نكون غير مباليين ونقول سوف نجري مفاوضات، وحالياً قد فرضت هذه العقوبات وأزيلت لكننا سنفاوض، كلا ليس الأمر على هذا المنوال ويتعين أن يطرأ عليه تغير وهم مطلعين على أوضاعنا.

تسنيم: ماذا كان رد الأوربيون على هذه المطالب؟

تخت روانجي: قالوا " نحن ندرك حقيقة الأمر وسوف نتخذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك"

تسنيم: هل أُجريت مفاوضات مع روسيا والصين حول هذا الأمر؟

تخت روانجي: تجمعنا مع الروس والصينيين مسألتين اثنتين؛ إحداهما تتمحور حول قضايا 1+4 التي نجري مفاوضات في سياقها، فنحن في اللجنة المشتركة للاتفاق النووي نجري مفاوضات مع روسيا والصين، وأثناء انعقاد الاجتماعات على مستوى الوزراء تجري محادثات بين الطرفين مثل المباحثات التي أُجريت في فيينا، كما تجري مباحثات على صعيد الخبراء بين الطرفين أيضاً، فحقيقة الأمر أننا غير غافلين عن دور روسيا والصين في الاتفاق النووي، كما العلاقة التي تجمع إيران و روسيا والصين تختلف عن العلاقات مع بقية الدول الأوربية، فنحن نبحث مسائل ترتبط بالتجاور كذلك تجمعنا علاقات في مختلف المجالات.

تسنيم: سيبدأ تطبيق العقوبات يوم غد، ما هو مصير حزمة المقترحات وما هو رد الأوربيون الواضح على هذا الأمر؟

تخت روانجي: بحلول يوم غد ينبغي التوصل إلى اتفاق في هذا السياق يكون جلياَ وواضحاً بالنسبة لنا، فعلى سبيل المثال إذا تقرر فرض حظر على النفط، فما هي الإجراءات التي ستتخذها أوربا لتعويض ذلك، فإذا اتخذت هذه الإجراءات بعد فرض الحظر والعقوبات فلم تحقق أي فائدة مرجوة، يعني إذا تم فرض الحظر وتعذر على أحد شراء نفطنا، فما الفائدة المحققة من رغبتنا بإجراء مفاوضات؟ أطلعناهم على هذا الأمر فأذعنوا له وهم يدركون إنه إذا تم فرض عقوبات ولم تجدي نفعاً الإجراءات المتخذة من قبلهم، فما فائدتها حينئذ. حينها تغدو مسألة إجراء مفاوضات من أجل المفاوضات فحسب ونحن لسنا بصدد إجراء مفاوضات مع الأوربيون أو مع أي طرف أخر بهدف التفاوض فقط، نريد لمفاوضاتنا أن تكون هادفة ومثمرة.
رؤيتنا للمسألة تتمحور في أنه قبل عودة العقوبات ينبغي حدوث عدة تطورات ويتعين أن تتضح أمامنا عدة مطالب لنعرف أين موقعنا، واستنباطي حول الموضوع يشي بأن الأوربيون والأطراف المفاوضة من قبلنا سوف يوضحان المسائل والبرامج قبل بدء تطبيق العقوبات وهذا سيفضي إلى أن الاتفاق الذي سنبرمه معهم سيمنح فرصة أخرى ليغدو كل شيء صريحاً وجلياً، واستدلالي يقول أن الأوربيون سيتخذون إجراء قبل حلول نهاية الأسبوع القادم.

تسنيم: هل تعارض الصين ذلك؟

تخت روانجي: كلا، فما يتم نشره بين الحين والأخر غير صحيح، تجمعنا علاقات جيدة مع الصين وهم حلفائنا.

/انتهى/

 

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة