هل سيؤدي الخلاف الامريكي التركي حول سوريا الى حرب تجارية؟

هل سیؤدی الخلاف الامریکی الترکی حول سوریا الى حرب تجاریة؟

بعد شهر تقريباً من قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بإنسحاب القوات الامريكية من سوريا لاتزال مسألة أكراد شمال سوريا موضوع نقاش بين أنقرة وواشنطن.

وبينما لم تتوقف التحليلات عن حدوث "اتفاق كبير" بين ترامب واردوغان حول شمال سوريا أطل الرئيس الامريكي في تغريدة مهدداً فيها أنقرة بتدميرها اقتصادياً في حال هجومها على الاكراد، حيث ان تهديد ترامب بتدمير الاقتصادي التركي يمكن النظر إليه على انه نهاية للتخيلات حول حدوث اتفاق بين الجانبين.

وكتب الرئيس الأمريكي، في تغريدة على موقع "تويتر": "نحن نبدأ سحب [لقواتنا] من سوريا طال انتظاره، وفي نفس الوقت نقوم بضربات قوية لما تبقى من تنظيم "داعش" الإرهابي من جهات مختلفة".

 

وتابع: "سنهاجمهم مرة أخرى من القواعد المجاورة الموجودة، إذا عادوا". وأضاف "سوف ندمر تركيا اقتصاديا إذا ضربت الأكراد"، موجها لها النصيحة بإنشاء منطقة آمنة على مسافة 20 ميلاً.

وقال ترامب، في تغريدة أخرى، إن "وبالمثل، لا أريد أن يستفز الأكراد تركيا. روسيا وإيران وسوريا أكثر المستفيدين من سياسة الولايات المتحدة طويلة الأمد لتدمير "داعش" في سوريا… أعداء طبيعيين، ونحن أيضا نستفيد من هذا، لكن الوقت قد حان لإعادة قواتنا إلى الوطن. ووقف هذه الحروب اللانهائية".

عدم تأثير تهديدات ترامب لتركيا

ووفق ماذكرت رويترز يوم امس الاثنين ان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قال إن "تهديد الرئيس دونالد ترامب بتدمير تركيا اقتصاديا إذا هاجمت فصيلا كرديا تدعمه واشنطن في سوريا، لن يغير خطط سحب القوات الأمريكية من سوريا".

وأبلغ بومبيو، الصحفيين في الرياض، امس الاثنين، بأنه يعتقد أن تعليقات ترامب على تويتر كانت تشير إلى عقوبات، مضيفا: "عليكم أن تسألوه عن هذا"، وذلك وفقا لـ"رويترز".

وكان  الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن رسميا في ساعة مبكرة من صباح يوم  20 ديسمبر انسحاب قوات بلاده من سوريا. ونشر ترامب تغريدة عبر حسابه على تويتر قال فيها: "بعد الانتصارات التاريخية ضد داعش (حسب زعمه)، حان الوقت أن يعود شبابنا العظيم إلى الوطن".

الرئاسة التركية ترد بنبرة عالية على تهديدات ترامب

رفضت الرئاسة التركية تهديدات الرئيس الأمريكي، وفي تغريدة على حسابه في تويتر قال المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالن إنه "لا يمكن للإرهابيين أن يكونوا حلفاء وشركاء لواشنطن"، مضيفا أن "تركيا تنتظر من الولايات المتحدة الأمريكية القيام بمسؤولياتها وفقا لمقتضيات الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين".

وأوضح كالن أن تركيا "تكافح الإرهابيين وليس الأكراد، وتعمل على حماية الأكراد وباقي السوريين من تهديد الإرهاب"، موجها خطابه للرئيس الأمريكي بالقول: "إلى السيد ترامب، إن وضع الأكراد مع تنظيم "بي كا كا" الإرهابي وامتداده السوري "ي ب ك/ ب ي د" في خانة واحدة، يعد خطأ قاتلا".

من جانبه، قال مستشار الرئيس رجب أردوغان، لوكالة "سبوتنيك"، إن "تصريحات ترامب حول العقوبات على تركيا ليست إلا انعكاسا للالتباس الذي تشهده إدارته".

وذكر ياسين أقطاي أن الرئيس الأمريكي يبدي موقفا متناقضا وغير متسق عبر تصريحاته على موقع تويتر، مضيفا "إن موقف أمريكا الذي يصر على المساواة بين الأكراد ووحدات حماية الشعب يظهر عجزها وموقفها المتناقض وغير المتسق ونحن نرفض بشدة مقاربة وموقف الولايات المتحدة".

وأكد أقطاي أن تركيا لن تتخلى عن موقفها بسبب تهديدات الولايات المتحدة، مضيفا "إن التصريحات الأمريكية لا تخيفنا ولن تثنينا عن موقفنا ونحن ندعو الولايات المتحدة الأمريكية التي جاءت إلى سوريا من مسافة تبعد 5 آلاف كيلومتر وتدعي أنها تحمي الأكراد إلى مساءلة نفسها ماذا فعلت حتى الآن من أجل البشرية في سوريا".

عدم اكتراث الخارجية التركية لتهديدات ترامب

وقال مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي، امس الاثنين: "الشركاء الاستراتيجيون لا يتحدثون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات الاتصال مفتوحة لدينا".

وأكد الدبلوماسي التركي: "ندرك أن ترامب يعيش صعوبات ويتعرض للضغوط وتصريحه الأخير موجه للداخل الأميركي"، متابعا: "أكدنا مرارا أننا لن نخضع للتهديدات وتصريح ترامب خاطئ".

وأضاف "إنشاء منطقة آمنة في سوريا ليست فكرة الولايات المتحدة، وأردوغان كان قد اقترح سابقا أنشاء منطقة آمنة".

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة