في ذكرى تكريم الشاعر الفردوسي.. الشاهنامة..ملحمة عالمية بإبداع شعري إيراني

فی ذکرى تکریم الشاعر الفردوسی.. الشاهنامة..ملحمة عالمیة بإبداع شعری إیرانی

الحديث عن ملحمة اقترنت دائماً باللغة الفارسية والثقافة الإيرانية وخلدت في أذهان العالم، هو أمر صعب للغاية، فشاهنامة الفردوسي ليست ملحمة قومية ومحسوبة على ايران فقط بل هي ملحمة عالمية.

أبو القاسم منصور بن حسن بن شرف شاه، المشهور بالفردوسي، هو من أعظم رواد الشعر الفارسي ويعتبر أكبر مؤرخ عرفته إيران فلقد خلد ابو القاسم الفردوسي في ملحمته "الشاهنامة" التاريخ واللغة الفارسية عن طريق الشعر العذب، ولد الفردوسي في النصف الأول من القرن الرابع الهجري في "طوس" إحدى مدن خراسان شمال شرق ايران وتوفي فيها في مطلع القرن الخامس الهجري.

تعلم ابو القاسم الفردوسي، اللغتين العربية والبهلوية، وقضى وقته في طوس، واختار لنفسه لقب "الفردوسي"، وأحس في نفسه ميلاً إلى تدوين سير ملوك إيران القدامى، فقرأ ما كتب حول ذلك، واستمع إلى الروايات الشفوية ، ولجأ إلى مخزون عقله فخرج بملحمة "الشاهنامة".

و"الشاهنامة" في اللغة تعني كتاب الملوك أو ملحمة الملوك، أي كتاب العقل والحكمة والفلسفة والعشق واللغة والتاريخ والعبرة والإعجاز.

بدأ الفردوسي ملحمة "الشاهنامة" التي تقع في حوالي 60 ألف بيت من الشعر في العهد الساماني وانتهى من نظمها في العهد الغزنوي، واستغرق اكثر من 30 عاماً في نظمها.

لا تعرفنا "الشاهنامة" على ملوك ايران فحسب بل على قصص أخرى حدثت في مناطق خارج ايران و لا علاقة لها ببلاد فارس وقصص عن مصر وفلسطين وروما والهند واليونان والصين لذلك ان التطرق لتلك القصص يخرج الشاهنامة من قوميتها ويحولها الى رسالة عالمية.

الحديث عن ملحمة اقترنت دائماً باللغة الفارسية والثقافة الإيرانية وخلدت في أذهان العالم، هو أمر صعب للغاية، فشاهنامة الفردوسي ليست ملحمة قومية ومحسوبة على ايران فقط بل هي ملحمة عالمية.

ان مخاطب الفردوسي هو الإنسان بشكل عام وليس الإنسان الإيراني فقط. حين يقول الفردوسي "خلقت من عالمين وتربيت على يد من كانوا واسطة في التربية. عليك أن تهتم بحفظ فطرتك كي لا تخسر نفسك"، فمخاطبه هو كل البشر. لذلك شاهنامة الفردوسي هي ملحمة عالمية.

كما لا يمكن اعتبار "الشاهنامة" ملحمة قومية أو اسطورة ايرانية، ورغم اعتبارها وثيقة على الهوية الوطنية الايرانية وميثاقاً للثقافة والطبيعة الايرانية، إلا أن هذه الملحمة تعتبر أيضاً ميثاقاً للنقاء الانساني والحياة الحكيمة وتجسيداً للنعم البشرية وتفسيراً حكيماً للحياة والوجود لذلك يمكن وصف الفردوسي بالاضافة الى أنه شاعر، بالحكيم والعالم بعلوم الاجتماع والانسان.

مقبرة الشاعر الكبير الفردوسي في منطقة طوس

 

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة