إيران ليست دولة عربية..

إیران لیست دولة عربیة..

نشر موقع" المصري اليوم "مقالا تحت عنوان " ايران ليست دولة عربية " بقلم الكاتب والصحفي المصري "أسامة غريب" ادان فيها السياسات الامريكية والاوروبية المزدوجة التي تنتهجها ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية لافتا الى حيازة الاحتلال الاسرائيلي عشرات القنابل والرؤوس النووية ولا أحد يتحدث أبدًا عن خطورة هذا الامر.

وجاء في هذا المقال :  السياسة الدولية تتم ممارستها طوال الوقت بأكثر طرق البلطجة فجاجة، والعمل الواحد يمكن اعتباره مقبولًا إذا قامت به دولة ما بينما يتم استنكار العمل نفسه إذا قامت به دولة أخرى ، على سبيل المثال فإن إسرائيل تحوز عشرات القنابل والرؤوس النووية ولا أحد يتحدث أبدًا عن خطورة حيازتها  لكل أسلحة الدمار الشامل هذه!.. لا أحد يتحدث عن هذا بما في ذلك الدول العربية المحيطة بإسرائيل والتى لم يتم إنتاج هذا السلاح إلا لردعها، ولن يتم استخدامه في يوم من الأيام إلا ضدها!، الجميع يتواطأ لصالح إسرائيل بمنتهى البجاحة، لكن عندما تحاول إيران تخصيب اليورانيوم فإن العالم كله يقف ضدها حتى لو كان هذا لأجل الاستخدام السلمى.. وعندما يحاولون تقليم أظافر إيران بطريقة قانونية فإن الإيرانيين يوافقون على توقيع اتفاقية تحد من قدرتهم على التخصيب مقابل رفع العقوبات المفروضة على إيران بدون سبب مفهوم أو منطقى.

وبمناسبة العقوبات فلا أظن أن أحدًا من قراء الصحف حول العالم قد سأل نفسه عن أسباب فرض العقوبات الأمريكية والأوروبية ضد إيران.. الجميع يأخذ العقوبات كقضية مسلم بها دون أن يسأل عن السبب. السبب هو حالة العداء الواقعة بين إيران وإسرائيل. العالم كله يهب لتوقيع العقوبات ببساطة ضد أي دولة لا تتخذ من إسرائيل صديقًا ولا تؤيد أطماعها وجرائمها اليومية ضد العرب. الغريب أن ترامب هو الذي قام بإلغاء الاتفاقية التي تمنع إيران من تخصيب اليورانيوم، والأغرب أن دول أوروبا الموقعة على الاتفاقية ترغب في التزام الطرف الإيرانى ببنود الاتفاق كما هي بعد أن قام ترامب بتمزيقها، وترامب نفسه يريد من الإيرانيين الالتزام بالاتفاقية مع عودة العقوبات!.

نموذج آخر للبلطجة حدث عندما قامت البحرية البريطانية باحتجاز ناقلة البترول الإيرانية العملاقة لدى عبورها جبل طارق قبل أسبوعين. من الملاحظ أن إيران لم تتسرع في الرد بل بادرت بعمل الاتصالات الدبلوماسية للإفراج عن الناقلة التي قيل إنها تحمل نفطًا في طريقه إلى سوريا في مخالفة للعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبى ضد سوريا. عندما يتجرأ أحد بالسؤال: وما علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبى وعقوباته؟، ألم تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى باستفتاء يعبر عن إرادة شعب بريطانيا وبالتالى فإن عقوبات الاتحاد الأوروبى ضد الآخرين لا يمكن أن تكون ملزمة لبريطانيا، فإن السائل لن يتلقى إجابة، لكن عندما ترد إيران باحتجاز ناقلة بريطانية فإن العالم كله سيتحدث عن القرصنة الإيرانية ووجوب فرض الحماية الدولية على مضيق هرمز. ماذا حدث لبريطانيا صاحبة التاريخ الطويل في العقلانية والتآمر الحكيم؟، وكيف تسير وراء ترامب مغمضة العينين وتبتعد عن الموقف الأوروبى الراغب في التهدئة؟، هل كانوا يتصورون أن إيران ستكتفى بالتهديد ثم تذهب إلى الأمم المتحدة لتحصل على قرار لن ينفذه أحد؟.. لقد فات بريطانيا أن إيران ليست دولة عربية!.

المصدر: المصري اليوم 

/ انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة