استاذ جامعي عراقي لـ"تسنيم": أمريكا تريد انهيار النظام السياسي في البلاد

استاذ جامعی عراقی لـ"تسنیم": أمریکا ترید انهیار النظام السیاسی فی البلاد

رأى استاذ العلوم السياسية في جامعة "النهرين" العراقية د. اسامة السعيدي، ان أمريكا تريد انهيار النظام السياسي في العراق.

وفي تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء قال السعيدي، نحن اليوم نتعرض الى مخطط مركز ما بين مطالب شعبية حقيقية وما بين اطراف دولية واقليمية تريد الاطاحة بالنظام السياسي وهذا واضح وصريح من قبل الامريكي عن طريق فرض عقوبات على شخصيات وقيادات سياسية عراقية وهذا يدل على ان العراق موجود في الهدف الامريكي.

واضاف، لا يزال زمام المبادرة بيد الاحزاب يمكن ان يسحبوا البساط من تحت من يريد ان يطيح بهذا البلد وان يؤدي الى الدخول بحالة من الفوضى.

وفي ما يلي نص الحوار مع استاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين العراقية د. اسامة السعيدي:

س) إلى أين وصلت المحاورات والمفاوضات والمساعي السياسية بين التيارات والاحزاب والكتل من اجل تشكيل حكومة ترضي المتظاهرون؟

ج) الوضع آخذ في التصعيد عموماً على مستوى الشارع وعلى مستوى الطبقة السياسية، اولاً على مستوى الشارع حصل بالأمس دخول مسلحين وضرب للمتظاهرين بصورة غير معروفة وغير معلومة ادى الى سقوط عدد من الضحايا وادى الى حالة من الذعر وزيادة في تمسك المتظاهرين ببقائهم في الشارع وهذا يعطي صورة على ان الدولة غير قادرة على الحفاظ على امن المتظاهرين والحفاظ على الاوضاع العامة في البلاد والخشية من خروج الامر نحو الفلتان و ازدياد حالة القتل من جهات غير معروفة .

النقطة الثانية : لا يزال انقسام الطبقة السياسية والاحزاب حول من هو البديل وكيف سيكون ومن هم الوزراء الذين سيكونون بمعية رئيس الوزراء الحالي، وطبعا هذه الخلافات هي خلافات فئوية حزبية ليست خلافات تتعلق بما يريد المتظاهرين او كيف يمكن انهاء الازمة التي نمر بها حاليا للأسف، الاحزاب السياسية تفتقر الى الشعور بالمسؤولية كنا في بدايات العملية السياسية كان هناك اباء العملية السياسية كانوا على قدر المسؤولية ومر العراق بمنعطفات اصعب في بداية العملية السياسية ولكن اباء العملية السياسية نجحوا في العبور في المراحل السابقة، اليوم الاباء غير موجودين يمكن توفاهم الله او انهم خرجوا وبالتالي الجيل الجديد هو لا يتحلى بنفس المسؤولية التي تحلى بها الاباء وبالتالي نحن نمر من منعطف الى منعطف ومن نفق الى نفق اكثر سوادا دون النظر الى الحالة العامة.

اليوم كل طرف بحث عما يريد من مكاسب وعن الرصيد السياسي دون الاكتراث الى الواقع، اليوم الهجمة التي نتعرض لها وما يريده الشارع، نحن اليوم نتعرض الى مخطط مركز ما بين مطالب شعبية حقيقية وما بين اطراف دولية واقليمية تريد الاطاحة بالنظام السياسي وهذا واضح وصريح من قبل الامريكي عن طريق فرض عقوبات على شخصيات وقيادات سياسية عراقية وهذا يدل على ان العراق موجود في الهدف الامريكي ولكن ليس هناك شعور بوجود دولة حقيقية ومؤسسات حقيقية لا ترد ولا تستهجن ولا تعبر يعني اكثر من مناسبة صدرت عقوبات سابقة على شخصيات عراقية ولم تصرح الحكومة ولو بكلمة واليوم صدرت عقوبات على شخصيات جديدة ولم تصرح بكلمة وبالأمس جهات مجهولة تدخل وتضرب المتظاهرين والدولة غائبة وبالتالي هذا كله مقدمات على اننا نسير وفق المخطط الامريكي اي نسير نحو الانهيار بمعنى انهيار النظام السياسي هذا ما تريده امريكا، عمليات او تصعيد اعلامي استغلال مواقع التواصل اصدار عقوبات ضد شخصيات تخوين الجهات التي قدمت التضحيات في فترة الحرب على داعش وحرق مقرات البعثات الدبلوماسية وارباك المشهد السياسي بالنتيجة حصول حالة من الفلتان ثم الوصول الى مرحلة الانهيار، هذا ما يريده الامريكي.

 للأسف الاحزاب لا تريد قراءة الرسالة بشكل صحيح ولا تريد قراءة الواقع هم يحققون رغبة الامريكي دون ان يشعروا هم يسايروا امريكا دون ان يشعروا وامريكا مستمتعة الان بالتخبط الذي تعيشه الطبقة السياسية والاحزاب السياسية فهم يختارون رؤساء وزراء من وجوه مستهلكة يرفضها الشارع مسبقا لماذا لا اختار رئيس وزراء يعبر عن حالة شعبية ووطنية راهنة لا ينتمي الى طبقة سياسية حتى نهدأ الشارع و نمتص الغضب ونعبر هذه المرحلة وافوت الفرصة على امريكا؟ لكن لا يوجد احد يفكر بهذه الطريقة .

س) ما هي الشخصيات المناسبة التي يمكن ان تصبح في منصب رئيس وزراء ووزراء في المرحلة القادمة ما هي الاكثر حظا هل توجد شخصيات متفق عليها وطنيا تستطيع ان تلبي احتياجات المتظاهرين ؟

ج) لدينا صنفين صنف بقائمة اسماء مرشحين يعبرون عن كتل سياسية وهذه الاسماء لاقت استحسان اللجان لكن الناس الان تريد وجوه جديدة لم ترشح بانتخابات سابقة ولم تتولى حقائب وزارية سابقة ولم تتولى مواقع ادارية سابقة لا نريد من نفس الاحزاب حتى نشعر بان هناك مقدمة او بداية صحيحة الناس تريد اشخاص لم يكون جزء او حلقة من حلقات الفساد السابق اغلب الحكومات السابقة والوزراء والنواب كانوا جزء من صفقات فساد و ابتزاز مالي وبعض تورط بملفات فساد لذلك الناس ملت من هذه الوجوه ممكن هذه تمتص نوع من النقمة الحالية لا بد اليوم الطبقة السياسية ان تتنازل وتعطي نوع من الايثار وترشح شخصيات لا ينتمون لها ولا يقربوها لكي نسحب الفرصة من يد امريكا التي تريد ان تستمر حالة التصعيد هناك اسماء كثيرة يمكن ان تتولى اي شخص غير مرشح في البرلمان ولا هو جزء من منظومة سابقة ما قبل عام 2003 .

س) من يستهدف المتظاهرين كيف يمكن ان يقتل هؤلاء المتظاهرون وكيف يمكن ان يقتل من قوات الامن ؟

ج ) هذا بداية الفلتان ان تكون الدولة عاجزة والاجهزة الامنية عاجزة عن ان تحمي منطقة محددة او ان تراقب او ان تشخص او ان تتابع هذه المقدمة للفتنة ان تأتي جهات مجهولة بسيارات حديثة وتقوم برمي الرصاص بشكل عشوائي ثم تغادر دون معرفة الاسباب والمقدمات باعتقادي ان هذه هي بداية الفتنة وخروج الامور عن نطاق السيطرة هناك من يعبث بالأمن العراقي ويعبث بحالة الاستقرار النسبي لان هناك اطراف اقليمية ودوليه منها امريكا واسرائيل تريد ان الاطاحة بهذا النظام السياسي لذلك تفتعل مختلف الاجراءات والقرارات والفعاليات والجهات الرسمية وغير الرسمية حتى تعكر صفو هذا الموضوع (أمس صباحا) تعرض مقر السيد مقتدى الصدر للقصف بطائرات مسيرة وهذه هي بدايات الفتنة حتى تخرج الامور عن نطاق السيطرة وتخرج الى حالة من الصدام الشعبي ومن ثم تأخذ امريكا زمام المبادرة وتعلن قرارات دولية تضع العراق تحت الرقابة والوصاية الدولية مع مقدمات لخروقات سابقة سجلت على الحكومة السابقة في ضرب المتظاهرين حتى تضعنا تحت طائلة الفصل السابع وتجعلنا تحت الرقابة الامريكية وتبدأ بالإطاحة بكل هذا النظام وتبدأ بتأسيس نظام سياسي جديد .

س) كيف يمكن منع ممارسة الضغوط الخارجية على تشكيل الحكومة الجديدة التي تطالب بها المرجعية التي تقول أنها لا تريد ضغوط وتدخلات دولية او من اي جهة ؟

ج) باعتقادي لا يزال زمام المبادرة بيد الاحزاب يمكن ان يسحبوا البساط من تحت من يريد ان يطيح بهذا البلد وان يؤدي ان الدخول بحالة من الفوضى، المرجعية في خطابها كان واضح و صريح بمعنى قوموا بإرضاء الناس واختاروا شخصية مهنية غير متحزبة يكون بعيد عن التأثير الخارجي يعني مقبوليته الوطنية اكثر من مقبوليته الدولية والاقليمية ان اعتقد هذه الامور سوف تأخذ البلد الى بر الامان والى منعطف ايجابي اما اذا استمرت الاحزاب بالتفكير بنفس العقلية القديمة ان باعتقادي سوف تأتي ايام نتحسر فيها على هذه الايام نحن اليوم في وضع سيء لكن نخشى ان نتحول الى الأسوء وهذا الأسوء هو التي تريده هذه الاطراف بسبب تعنت الاحزاب والطبقة السياسية وهذا ما تريده امريكا.

وهذا واضح وصريح بصورة مباشرة سواء اكانت بمواقع التواصل او الدعم غير المباشر اليوم ما نمر به هو نتاج مخطط الامريكي سابق امريكا كانت خلا سنوات سابقة تقوم بتدريب اشخاص ومنصات مواقع و تواصل و تدريب جهات بإدخالهم دورات داخلية وخارجية وللأسف دولتنا كانت بعيدة عما كانت تخطط له امريكا فكانت الحكومة والوزراء غارقين بمكاسبهم ومغانمهم الانتخابية وكنا نحذر السفارة الامريكية من خلال موقعها دائما ما تنشر اعلانات ومنشورات تعمل فيها على استقطاب الشباب واستمالتهم لصالحها سبيلا للتمهيد لتحقيق اجنداتهم واليوم امريكا تريد ان تجني ما زرعته خلال السنوات السابقة ههو اسقاط النظام السياسي الحالي.

انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة