الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني لـ"تسنيم": لولا الحاج قاسم لكانت داعش احتلت بغداد ودمشق

الأمین العام للحزب الاشتراکی الدیمقراطی الکردستانی لـ"تسنیم": لولا الحاج قاسم لکانت داعش احتلت بغداد ودمشق

قال الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني محمد حاج محمود، لولا الحاج قاسم لكانت داعش احتلت بغداد ودمشق، مضيفاً، لن يأتي شخص مثل الحاج قاسم خلال 20 عاماً القادمة.

وكالة تسنيم الدولية للأنباء- يعتبر الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني أحد أقدم وأكثر الأحزاب تأثيراً بين الأحزاب والجماعات الكردية في إقليم كردستان العراق حيث يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1976.

لعب هذا الحزب في السنوات الماضية دوراً رئيسياً في الحرب ضد داعش الذي كان قد هاجم إقليم كردستان، وشارك الحزب وقادته وأفراده في هذا الحرب ضد داعش .

وللحديث عن دور وأداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولا سيما الشهيد الجنرال قاسم سليماني ، في مساعدة الأكراد على مواجهة تهديدات داعش ، أجرت وكالة تسنيم الدولية للأنباء مقابلة مع الأمين العام لهذا الحزب محمد حاج محمود الذي كان صديقاً للجنرال سليماني.

وفي ما يلي تقرؤون نص المقابلة بالكامل:

جرت المقابلة في منزل الأمين العام للحزب في أطراف مدينة السليمانية في اقليم كردستان.

 

 

* في البداية أود أن أشكركم على إتاحتكم هذا الوقت لنا واستضافة مجموعتنا الخبرية. تأتي هذه المقابلة بعد حوالي 40 يوماً على استشهاد الشهيد قاسم سليماني ونود في هذه المقابلة إلقاء نظرة على أداء الجنرال في التعاون ومساعدة الأكراد في اقليم كردستان لمواجهة تهديدات داعش. لو سمحتم لنبدأ هذه المقابلة بتقديم نفسكم ولمحة عن تاريخكم النضالي.

أهلاً وسهلاً. أنا أيضا سعيد لتواجدكم هنا. اسمي محمد حاج محمود. بدأنا كفاحنا المسلح ضد النظام العراقي السابق  أي نظام صدام في عام 1976 واستمر نضالنا حتى عام 1979 وانتصار الثورة الإسلامية في المنطقة وحتى خلال سنوات الحرب العراقية المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني ، الذي لا يزال يواصل نشاطه، هو حزب شارك في جميع المناسبات وفي جميع العمليات السياسية في كردستان والعراق وفي جميع الانتخابات.

لدينا الآن مراكز وممثلون في كردستان ودول أخرى مثل إيران (طهران) وسوريا (دمشق) وألمانيا ودول أخرى، ونحن نشارك أيضاً في الحكومة الحالية لإقليم كردستان وبرلمان الاقليم.

* متى تعرفتم على الجنرال سليماني وفي أي مجالات كنتم تعملون معاً؟

تعرفنا عليه بعد أن غادر السيد أحمد وحيدي (من فيلق القدس) وبعد تعيين السيد الحاج قاسم سليماني في قيادة فيلق القدس ، وكانت العلاقات المستمرة للتيارات الكردية العراقية مع جمهورية الإسلامية الايرانية تتم عبر فيلق القدس.

قبل تواجده في فيلق القدس، التقيت به خلال مناورة عسكرية حضرها (أعضاء) من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية والسيد محمد باقر حكيم وبعض الأشخاص الآخرين ، ومن ثم بدأت علاقاتنا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن طريق الحاج قاسم. كانت هذه العلاقات قائمة في السنوات السابقة أيضاً وعقدت اجتماعات في إيران والعراق وكردستان.

* كان لديكم العديد من الاجتماعات والمحادثات مع الجنرال سليماني بشأن مختلف القضايا، ما هي أهم السمات التي بقيت في ذهنكم عن شخصيته كسمات شخصية مثل طريقة التعامل أو الأخلاق أو التقوى؟

كان للسيد الحاج قاسم صفات وخصائص فريدة؛ شخصية هادئة وموقرة كان يحافظ دائماً على احترام الطرف المقابل، وكان يصغي دائماً إلى حديث الطرف المقابل ليعرف ماذا يقول، كان يحاول دائماً اقناع الطرف المقابل بطريقة ما، وتصرفه لم يكن بشكل ينتهي فيه الاجتماع إلى طريق مسدود او دون نتيجة.

الاجتماعات التي كانت تعقد بحضور الحاج قاسم كانت تحقق نتائج ملموسة. كانت القضايا الرئيسية التي نناقشها بشكل رئيسي حول النظام البعثي والعراق والتعاون والتنسيق واعمار كردستان والعراق وعلاقات الحزب مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أو الوضع الأمني الإقليمي. في بعض الأحيان كانت اجتماعاتنا ثنائية وأحياناً على نطاق أوسع يحضرها أحزاب كان يتم فيها مناقشة العديد من القضايا.

كان للحاج قاسم  بصرف النظر عن علاقاته مع الاحزاب، علاقات شخصية خاصة مع جميع التيارات وكانت هذه العلاقات مهمة للغاية. كان على اتصال بجميع التيارات منذ قرابة 25 عاماً، حيث كانت تعطي الحاج قاسم فرصة كبيرة للتواصل مع المجموعات.

باختصار ، كان شخصية خبيرة وعلى دراية بالقضايا الاجتماعية والعسكرية والنضالية، وفي الحرب العراقية الإيرانية عمل كقائد، الأمر الذي أدى به ليتمتع بعلاقات جيدة ومتينة في المجالات العسكرية والسياسية والإدارية والدبلوماسية.

** معرفة الحاج قاسم بكردستان العراق بشكل كما لو كان يعيش هنا

* ما مدى معرفته بإقليم كردستان، في نهاية المطاف الجنرال سليماني من بلد آخر وثقافة مختلفة، وكردستان العراق يتمتع بخصائص أخرى؟

بسبب العلاقات الشخصية التي كانت لديه، هو شخص متخصص في مختلف المجالات في اقليم كردستان ومعرفة الشعب الكردي كان على معرفة تامة بجميع طبقاته، كان يحلل مختلف القضايا ويفهم ما يريده الطرف الآخر وكان على معرفة بجميع الأشخاص. بالنسبة للقضايا المهمة ، كان على دراية بكل التفاصيل، وكأنه كان يعيش في إقليم كردستان.

** لم يكن هناك اجتماع يحضره الحاج قاسم وانتهى دون تحقيق اي نتيجة

* هل كانت هناك أي اجتماعات واجهتم فيها تحدياً ما او حدث  ادت الى غضبه خلالها؟  كيف كان يحل القضايا العالقة أو المشاكل المحتملة في الاجتماعات؟

لقد شاركت في عدة اجتماعات مع الجنرال سليماني. كانت هذه الاجتماعات تعقد في أماكن مختلفة ، في مكان عمله في طهران ، وفي إقليم كردستان وأماكن أخرى. لقد كان شخصاً هادئًا ورزيناً ، وكما قلت ، كان يصغي جيدا إلى حديث الطرف المقابل ويقبل وجهة نظره.

برأيي، لم يعقد اجتماع ما بحضوره دون ان يحقق أي نتائج. كان لدينا اجتماع في طهران حيث أثيرت مجموعة من القضايا، لم يقل شيئاً على الرغم من أنه لم يوافق على عدد منها. كان لدينا اجتماعات ثنائية في مكان الاستراحة ومكان العمل وحتى هنا (كردستان العراق).

كان الحاج قاسم شخصاً قوياً ومقداما وينتظر الشهادة دائماً، وكان يقدم خدمات كبيرة لتحقيق أهداف الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

أعتقد أنه قدم للجمهورية الإسلامية الايرانية خدمات عندما كان على قيد الحياة، كما قدم لإيران خدمات اكثر بكثير عبر استشهاده، حيث ادى استشهاده الى توحيد الشيعة ، بات الشيعة متحدين مع بعضهم البعض.

* كان الجنرال سليماني يؤكد دائماً في خطاباته على أن المساعدات الإيرانية لمختلف المناطق كانت تتم بغض النظر عن جنسيتهم أو دينهم ، من الممكن ان تكون هذه المساعدات الى الأكراد أو شيعة أو السنة. بالنسبة إلى كردستان العراق ، على اي حال هناك اختلافات ثقافية ودينية أيضاً ، كم كانت هذه القضايا مؤثرة في المشاورات واللقاءات والتعاون؟

كان يحاول دائماً أن يكون ناجحاً في اعماله الخاصة ، ولم يكن لديه أي مشكلة في هذه القضايا ، وكان يعقد اجتماعات مع الجميع ويتوصل إلى اتفاق ويدعم جميع الأطراف ويتعاون معهم سواء كانوا شيعة أو سنة أو جميع الأحزاب والجماعات. لم أر أي مشكلة خاصة في هذا الشأن.

** المجموعة الأولى التي ساعدت الأكراد كان الحاج قاسم وقواته

* عندما نتناول قضية مواجهة داعش ، التي كانت نشطة للغاية في السنوات القليلة الماضية ، وخاصة في العراق. هناك قول مأثور أنه عندما هاجم داعش كردستان العراق ، فإن البلد الذي قدم المساعدة هي الجمهورية الإسلامية الايرانية والجنرال سليماني ، ما  هو رأيكم؟ داعش في تلك المرحلة إلى أي مدى تقدم وكيف ساعدت إيران والجنرال سليماني الأكراد؟

عندما وصل داعش لأول مرة إلى الموصل ، جاء وفد من إيران إلى إقليم كردستان والتقى بجميع التيارات والجماعات في حكومة الاقليم ؛ حذّروا من خطر داعش لكن بعض التيارات كان تعتقد بأن مهمة داعش هي الذهاب الى بغداد ولن تأتي إلى كردستان ، لم تبد الجماعات اهتماماً كبيراً بتوضيحات هذا الوفد ، لكن عندما هجم داعش ووصل الى مخمور وغوير وكركوك ومناطق أخرى ، كانت أول دولة -حتى قبل وصول الولايات المتحدة وأوروبا إلى مطار أربيل - الجمهورية الإسلامية الإيرانية. جاء الحاج قاسم برفقة 70 شخصاً من الخبراء العسكريين وثلاث شحنات من الذخيرة اللازمة لمواجهة داعش ، وتعاونوا مع قوات البيشمركة ، حتى قدموا الشهداء في منطقة مخمور.

** كان الحاج قاسم يحضر في ساحات القتال قبل الجميع

* ماذا كان سيحدث لو لم يتم تقديم هذا الدعم في البداية؟ أي لو لم يتم إيقاف داعش في تلك اللحظة، فما هي الحالة التي كنا سنواجهها الآن في كردستان العراق؟

كان الجانب الكردي يواجه نقصاً في الأسلحة والعتاد؛ فقد قام داعش بنزع سلاح 90 ألف جندياً عراقياً، من بين الـ 90 ألفاً 60 ألفاً من قوات الجيش و30 الفاً من الشرطة الفيدرالية العراقية. كانت هذه القوات البالغ عددها 90.000 جندياً تمتلك أحدث الأسلحة الأمريكية المتقدمة ، من الدبابات والصواريخ إلى المدفعية وغيرها من المعدات الحربية ، لذلك وقعت أحدث انواع من الأسلحة العسكرية المتقدمة تحت تصرف داعش.

بمثل هذه الإمكانات جاءت داعش إلى محاربة كردستان ؛ لكن مجىء قوات إيرانية بقيادة الحاج قاسم وبالتعاون مع قوات البشمركة هزم إرهابيو داعش بوقت قصير. لم يكن عدد القوات الإيرانية كبيراً ، لكن هذه القوات المتخصصة في مجال استخدام المعدات العسكرية والتي ذكرت أنها كانت حوالي 70 خبيراً عسكرياً، قدمت مساعدات فعالة ومؤثرة جدًا لقوات البيشمركة الكردية حتى أنه أعيد تنظيم قوات البيشمركة ، لكن تعاون الحاج قاسم استمر في توفير العتاد والأسلحة لقتال داعش. لقد لعبوا دوراً مهماً ومؤثراً ، ليس فقط في 1500 كيلومتر من حدود اقليم كردستان من نفتخانه وخسروي وخانقين إلى الحدود السورية ، بل في العراق قاموا بدور مؤثر ، كان هو نفسه كأحد قوات البيشمركة وجندياً في الجبهات وشارك في الحرب ضد داعش. كان الحاج قاسم متواجداً في جميع جبهات الحرب قبل الجميع.

* استشهد نجلكم الشهيد عطا في الحرب ضد داعش، تفضلوا وتحدثوا لنا عن ابنكم وأين استشهد، على ما يبدو استشهد في كركوك ، ما مدى فعالية التعاون والتنسيق بين قوات البيشمركة وقوات الحشد الشعبي في محاربة داعش؟

قبل وصول داعش إلى كركوك ، كنت في تلك المنطقة. شعرت أن داعش جاء ليحارب الجميع ولا يميز بين أحد، لا الشيعة و لا السنة ولا الأكراد ولا الأتراك ولا أي شخص آخر، لم يكن هناك فرق بالنسبة لداعش.

نحن بصفتنا الحزب الاشتراكي ، نقلنا قواتنا إلى المنطقة وذهبنا إلى كركوك مع قوات البيشمركة ، كان داعش قد وصل للتو. لقد دافعنا عن كركوك ، الخطوة التالية  تقدمنا واضطر داعش إلى التراجع.

في المرحلة الثالثة وقعت هجمات على داعش من قبلنا، ففي عام 2014 ، عندما كنا في تلك المنطقة استمرت الحرب من أربعة إلى خمسة أشهر ، تم هجوم قوات كبيرة من داعش. في هذه المناطق ، كان هناك مكان يسمى مدرسة خالد وتل ورد ، كانت تل ورد منطقة حساسة لديها تلال ومرتفعات كانت قد سيطرت عليها داعش ، وكانت تشرف على كركوك ، و كانت المصدر الرئيسي لغاز كركوك هناك ، وأي انفجار من قبل داعش كان ممكناً. ففي حال انفجار مصدر الغاز هذا لكانت كركوك ستدمر. عندما تم احتلال المنطقة من قبل داعش، كنت هنا (السليمانية) حيث ابلغونا بأن تل ورد تم السيطرة عليها من قبل داعش.

ذهبت إلى هناك ولكن عطا لم يكن معي ؛ لقد كان في الجامعة في ذلك الوقت ولكن بمجرد أن علم بذهابي جاء إلى المنطقة. اندلعت اشتباكات في منطقة ملا عبد الله لبضع ساعات، وانسحبت قوات البيشمركة امام تقدم داعش. عندما وصلت الى هناك عقدت بوصفي قائد محور كركوك اجتماعاً مع القادة لنرى كيف يمكننا تحرير المناطق من قبضة داعش. الكثير من القادة يعتقد أنه اذا لم يكن هناك مدفعية وطائرات أمريكية ، فلن يكون هناك امكانية لإعادة السيطرة على تلك المناطق. انتظرنا. كان فصل الخريف. بقي ساعتان لطلوع الفجر لم نسمع أي خبر من الأمريكيين ، ولم تكن هناك مدفعية ، رغم ذلك بدأنا الهجوم وتمكنا من تحرير ذلك المكان في غضون ساعة ونصف. كانت هذه هي المرة الأولى التي تستعيد فيها القوات الكردية مناطق من داعش دون دعم خارجي ومقاتلات حربية، سيطرنا على جميع المناطق وفي اللحظات الأخيرة استشهد ابني عطا بجانبي.

** لولا الحاج قاسم لكان داعش احتل بغداد ودمشق

* يعتقد الكثيرون أن الأمريكيين أظهروا من خلال اغتيال الجنرال سليماني بوصفه شخصية رسمية وفي بلد كان ضيفاً فيه، أنهم حكومة إرهابية. والرئيس الأمريكي قال مراراً في تصريحاته "قتلنا إرهابياً من الدرجة الأولى في العالم"، اي وصف الجنرال سليماني بأنه إرهابي ، ما هو غرض هذه التصريحات وبرأيكم من كان الحاج قاسم سليماني ، هل كان إرهابياً أم هو الشخص الذي كان ينقذ ارواح وممتلكات الشعوب من قبضة الإرهابيين؟

الحقيقة هي أن دولًا مثل أمريكا يلقبون أي شخص ليس جيداً معها بالإرهابي، فعلى سبيل المثال ، كانوا ضد الإمارات لفترة من الوقت، ولكن عندما توصلوا إلى اتفاق وتلقت الولايات المتحدة الأمريكية بعض الاموال ، وصف ترامب الإمارات بأنها شقيقة ولكن يصفون اي بلد لديهم مشكلة معه بالإرهابي. جوهر عمل الأميركيين هو أنه ما دمت جيداً معهم ، فهم جيدون معك، ولكن إذا اصبحت ضدهم ، فأنت سيء.

 

كان للجمهورية الإسلامية الإيرانية والحاج قاسم وزملائه تأثير كبير في الحرب ضد داعش ولعبوا دوراً خاصاً في هزيمة داعش. أعتقد أنه لولا الجمهورية الإسلامية الايرانية والحاج قاسم لكانت بغداد ودمشق خاضعتين لاحتلال داعش ، كان هناك ثقة ان هاتين العاصمتين في قبضة داعش ، لكن بفضل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وجاءت روسيا إلى المنطقة ، وجاء حزب الله إلى سوريا دافعوا عن هذا البلد. كما دافعوا عن العراق ، حيث وصل داعش إلى أبو غريب وبالقرب من كربلاء وأماكن أخرى. لعب الحاج قاسم دورا رئيسيا في جبهة واحدة من اجل مواجهة داعش. لقد كان ثورياً وتمكن من جعل العراق وسوريا ولبنان واليمن وأفغانستان كجبهة واحدة تحت قيادته كانت هذه الدول على اتصال بالجمهورية الإسلامية الايرانية من خلال الحاج قاسم. كان الحاج قاسم ينقل قوات حزب الله من لبنان إلى بغداد وسوريا. شكّل في سوريا واليمن ومناطق أخرى محوراً واحداً كان هو يقوده بنفسه.

** ذهبت إلى منطقة الاشتباك ورأيت الحاج قاسم مع قواته هناك

* بغض النظر عن اللقاءات التي عقدتها معه، هل لديك أي ذكريات عن الحاج قاسم في ساحة المعركة ، بالنظر إلى أنكم كنت تحضرون شخصياً في ساحة المعركة؟

كنت في كركوك عندما وصل نبأ أن قوات البيشمركة كانت في هجوم ولاقت مقاومة من داعش وأن هناك إصابات، حيث بقيت 30 جثة في المنطقة. ذهبنا إلى مكان الاشتباك بسرعة ورأينا أن الحاج قاسم كان هناك مع عدد من قواته ، وسألني عن سبب وجودي ، أجبت "لقد تعرضت قوات البيشمركة لخسائر ولهذا جئت إلى هنا" ، قال "لقد أكدت للأخوة في الاتحاد الوطني بأن لايقدموا على الهجوم دون علمي ". عقدنا اجتماعاً هناك ، بالإضافة إلى الحاج قاسم أبو مهدي المهندس وآخرون كانوا متواجدين ايضاً. تم في هذا الاجتماع اتخاذ قرارات أدت الى تحرير جميع المناطق في غضون أسبوع.

** الحاج قاسم لم يكن يخف نفسه عن الخطر

* كيف بلغكم نبأ استشهاده وما كان شعوركم؟

لم يكن نبأ استشهاده غير متوقع بالنسبة لي؛ فقد كان يتواجد في دمشق واليمن ولبنان وبغداد وأربيل والسليمانية وفي أماكن أخرى يومياً ولم يكن يخف نفسه عن الخطر ، لذلك كان من المحتمل أن يستشهد في ضوء هذا الحجم من الأخطار. لكن نبأ استشهاده كان مزعجاً جداً بالنسبة لي ، خاصة وأنه استشهد كضيف في العراق.

** كان الحاج قاسم صادقاً مع أصدقائه

* بعد استشهاد الجنرال سليماني ، فقدت جبهة المقاومة أحد أهم رموزها وقادتها وشخصياتها ، على أي حال كان بمثابة ضربة لجبهة المقاومة ، كيف تقيمون مستقبل هذه الجبهة بعد استشهاد الجنرال سليماني؟ كيف ترون استمرار الوتيرة التي بدأها الجنرال سليماني ، خاصة في مواجهة الجماعات الإرهابية والاحتلال الأمريكي في دول مثل العراق أو أفغانستان أو سوريا أو أي مكان آخر؟

بالطبع ، كان للحاج قاسم شخصية فريدة، ولديه علاقات جيدة مع التيارات السياسية ومختلف البلدان، والأهم من ذلك ، كان صادقًا مع أصدقائه.

أذكر أننا كنا نتحدث مع الحاج قاسم في اجتماع مع عدة أحزاب أخرى وطلبنا منه الدعم في الانتخابات. قال الحاج قاسم "أدعوا لكم بالتوفيق". كان معنا اثنان من رجال الدين؛ قلت له (الجنرال سليماني) "لو كنا بحاجة إلى دعاء خير، فإن هؤلاء رجال الدين سيدعون لنا".

كان للقائد سليماني شخصياً علاقات وثيقة مع الكثيرين. أدت هذه العوامل الى تحويل المنطقة الى جبهة واحدة ، كان يتم قيادتها من قبله. كان على اتصال مع هذه البلدان منذ ما يقرب من 25 عاماً ، وهذا الامر حول الحاج قاسم الى خبير في شؤون المنطقة.

أعتقد أنه خلال العشرين عاماً القادمة لايمكن لأحد الظهور مثل الحاج قاسم. ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها ما بين 70 و 80 مليون نسمة ، ولديها اشخاص معروفون في المجالين السياسي والعسكري، لكن الحاج قاسم كان شخصية مميزة في الجمهورية الإسلامية وعلى المستوى الاقليمي. أعتقد أنه من الصعب خلال العشرين عاماً القادمة العثور على شخص لديه كل هذه الخصائص.

* الانتقام والثأر لاستشهاد الجنرال سليماني يمكن في اخراج المحتلين الأمريكيين من المنطقة ، وخاصة من العراق، برأيكم الى اين ستصل هذه القضية التي تتابع الآن بجدية أكبر في العراق؟ هل سيتم تطهير المنطقة من الاحتلال الأمريكي أم لا ؟

على الرغم من اتخاذ البرلمان والحكومة العراقية بعض القرارات ، فإن اخراج الأمريكيين ليس بالأمر السهل. لن يتخلى الأمريكيون بسهولة عن المنطقة ، وينظرون بطمع إلى المنطقة. تزعم الولايات المتحدة الامريكية بأنها أنفقت مليارات الدولارات في العراق وتريد استردادها. هؤلاء تراجعوا في سوريا لكنهم نشروا مجموعة من القوات والدبابات والمعدات العسكرية في حقول النفط.

ترامب عند عودته من زيارة المملكة العربية السعودية ، لم يقل أنه توصل إلى اتفاق مع هذا البلد ، بل قال "لقد جلبت أكثر من 400 مليار دولار من المملكة العربية السعودية إلى الولايات المتحدة". هذا هي حقيقة أمريكا، لكن ترامب يظهر بصدق الحقائق المتعلقة بهذا البلد ؛ كدولة تنظر بطمع الى النفط وغيرها من الموارد في سبيل تحقيق مصالحها الخاصة.

** حديث مع الحاج قاسم ...

* اذا أردتم الحديث إلى الجنرال سليماني  ماذا ستقولون له كصديق وشخص كانت تربطكما علاقة جيدة؟

فخامة الحاج قاسم ، استشهدتم كمجاهد، وشخصية بطولية ومضحية، وكشخص ضحى بحياته في سبيل بلاده وأهدافه وأصدقائه ، على بعد مئات الكيلومترات عن موطنكم. سوف يبقى اسمكم إلى الأبد حاضراً في أذهان أصحاب الضمير. استشهادكم هنا (العراق) يرسل رسالة مفادها أنكم استشهدتم في سبيل اهدافكم وبلادكم وأعتقد أن مكانكم هو الجنة.

** اسم الحاج قاسم سيبقى خالداً إلى الأبد في تاريخ المنطقة

* في الختام، إذا كان هناك شيء ترغبون في قوله تفضلوا لو سمحتم.

برأيي، من النادر ظهور شخص يحمل هذه الصفات في أي مجتمع وبلد على مر السنين، والجنرال سليماني هو واحد من هؤلاء الاشخاص ؛ من النادر العثور على مثل هذه الشخصية. الشخص الذي يضحي بعمره وحياته دفاعاً عن ترابه ووطنه وبلده، والشعوب المستضعفة وأصدقائه.

الفرق بين الشهادة والموت العادي هو أن الشهيد يضحي بروحه في سبيل تحقيق هدفه وسبيل بلده وشعبه. أعظم رصيد لأي إنسان هو روحه، وهؤلاء الأشخاص هم في الطليعة يوم القيامة.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة