محلل سياسي عراقي لـ"تسنيم": الفراغ الحكومي يعد امرا خطيرا للغاية و بضرر الكتل الشيعية

محلل سیاسی عراقی لـ"تسنیم": الفراغ الحکومی یعد امرا خطیرا للغایة و بضرر الکتل الشیعیة

حذر المحلل السياسي العراقي ورئيس شبكة الهدف للدراسات الاستراتيجية، هاشم الكندي، من ان الفراغ الحكومي يعد امرا خطيرا للغاية وبضرر الكتل الشيعية وذلك في اطار المخططات السعودية الرامية لتمزيق العراق.

وقال هاشم الكندي، في تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء، ان ما ذكره السيد محمد توفيق علاوي في رسالته التي وجهها الى رئيس الجمهورية برهم صالح معتذراٌ فيها عن هذا التكليف وقال نتيجة عدم تعاون الكتل السياسية بات واضحاً عدم امكانيتها الدخول في حكومة مستقلة كما يدعي السيد رئيس الوزراء المكلف الذي انسحب من هذا التكليف و اعتذر منه وتذرع بأن هناك جلستين لم يكن فيهما تصويت.

وأضاف، استطعنا ان نؤمن بأن العملية الديمقراطية هي عملية اغلبية وتصويت فبالتالي يمكن ان يتذرع السياسيون بهذا الامر من الناحية الظاهرية فقط وإلا في الواقع الحقيقي انه لا يمكن ان تكون هكذا حكومة والمشكلة لا تكمن في شخص محمد توفيق علاوي لانني اعتقد بأنه اذا لم يكن محمد توفيق علاوي امام هذا التناقض بين هذه الكتل السياسية هو سوف يفضي الى نفس النتيجة التي خرج بها السيد علاوي الكتل السياسية هناك كتل سنية وكتل كردية اعلنت منذ اليوم الأول لتكليف محمد توفيق علاوي بمهمة رئاسة مجلس الوزراء لن يصوتوا لحكومة علاوي ما لم يأخذوا حصصهم.

وتابع، النقطة الاخرى مطلب الكتل الشيعية كان في وقتها انه لابد على السيد علاوي اذا ما اراد ان تمرر حكومته عليه ان يعطي ضمانا بأن يخرج القوات الاجنبية و الامريكية حصرا من العراق فضلا عن عدم التوجه الى استهداف الحشد بالاضافة الى بعض الامور الاخرى.

وأردف قائلا، محمد علاوي  للأسف الشديد بدأ من خلال رسائله للشعب العراقي يدعي بأنه يمهد لحكومة انتقالية وانتخابات مبكرة. هذه الانتخابات المبكرة  كيف يمكن وصفها بأنها مبكرة ونحن في الشهر الثالث عام 2020 وبالتالي الانتخابات العراقية هي في 2022 ماذا يعني مبكرة؟ هل سوف تكون نهاية هذا العام اذا ما كانت نهاية هذا العام كيف يستطيع ان يعطي وعدا بأنه يحقق الانتخابات المبكرة وسوف يحول اقتصاد العراق من ريعي الى مصادر اخرى وانه يحاسب الفاسدين الذين عجزت عن محاسبتهم كتل سياسية طيلة سنوات ولم نرى واحدا من هؤلاء الفاسدين يقف امامه او يمثل امام القضاء وسوف يحاسب قتلة المتظاهرين السلميين والخ ... هذه الامور لا يمكن ان تتحقق خلال 10 اشهر او سنة وبالتالي هو افشل نفسه ووضع نفسه امام الكتل السياسية المتربصة لأسقاطه فضلا عن ان الكتل الشيعية وعلى رأسها دولة القانون قد اعلنت أنها لا تشارك بحكومة علاوي وبالتالي بعض الكتل تبحث عن محاصصة ولكن هو في ذات الوقت ليس بعيدا عن العملية السياسية ويعرف جيدا كيف تتعامل هذه الكتل مع هذا الوضع بالاضافة الى ان هناك رؤية خارجية وهي امريكا التي ارتأت بأن علاوي  هو نتاج لمكون شيعي او نتاج رغبة شيعية وهم سائرون والفتح وبالتالي لا يمكن ان تطمئن لذلك هي ارادت ان تسبق الزمن من خلال كتلتها الكردية و السنية الرافضين لاخراج القوات الامريكية وبالتالي لم ترغب بأن تمر بما مرت به مع حكومة عادل عبد المهدي لذلك اسرعوا في هذا الموضوع خدمهم الخلاف الشيعي الشيعي الداخلي وبالتالي هذه الاسباب التي اتصور انها حالت دون مرور حكومة محمد توفيق علاوي .

ورأى ان الشيعة هم المتضرر الوحيد في عملية الفراغ الحكومي، قائلا، ان الخطوة لربما اراها انها سوف تعمل عليها السعودية ولربما دول خليجية بضغط امريكي على ان يبقى هذا الوضع بين اخذ و رد بحيث يصل الامر الى ان يتأخر فيه عملية اختيار رئيس وزراء وتبقى الامور بهذا الشكل لأنهم يطمحون الى موضوع صفقة القرن وتحقيقها وتبريرها وكل هذه الامور قرأناها في مشروع كروكر هذا المشروع اللعين الذي يدعو الى تقسيم وتجزأة العراق .

واضاف : وبالتالي اليوم رئيس الجمهورية الذي خرق الدستور كثيرا والذي لربما يريد نسفه  منصب رئاسة مجلس الوزراء ويميعه ويميع الكتلة الاكبر نجد السعودية والكرد والامريكان قد عملوا على هذا الموضوع ويحاولوا ان يستغلوا برهم صالح الذي يحاول ان يتحرك وكأنه هو صاحب الموقف الوحيد ...

وتابع: انا كنت اتوقع من هذه الكتل الشيعية التي صوتت في البرلمان لاخراج القوات الامريكية بعد استشهاد الزعيمين البطلين الحاجين المجاهدين الحاج قاسم سليماني والحاج مهندس رضوان الله عليهما  و زملائهما الشهداء ، ان يبقى الموقف الشيعي من الناحية السياسية بشكل كبير خاصة بعد ان دعم بمظاهرات شعبية تطالب باخراج الامريكان ومظاهرات مليونية وعندما يصل الامر الى هذا المستوى بالتأكيد بأن السعودية سوف تعمل على بناء المدن والمحافظات السنية كما نرى الآن والكرد يرغبون في العودة الى كركوك والهيمنة مرة اخرى عليها وهذه كلها بالتأكيد ان الشيعة يكونون هم الطرف الاكثر خسارة من عدم وجود رئيس وزراء واضح بهذا الشكل ممكن ان يتأثروا بضغوط اخرى لذلك اعتقد بأن السعودية لها دور خطير جدا قد لا يعرفه البعض ولا يتوقعه لانهم يحاولوا ان يغيروا الكثير من الامور بشكل يخدم تحقيق صفقة القرن وعلى حساب العراق المتمزق الذي لا يمكن ان تتحقق هذه إلا بعراق ممزق .

وفي رده على هذا السؤال " ما هو المصير الذي من المحتمل أن يواجهه العراق في حال استمرت أزمة تشكيل الحكومة بسبب عدم استطاعة المترشحين لتشكيل هذه الحكومة أثر عدم تجاوب الاطراف السياسية المعنية معهم كما يقول هؤلاء المترشحين من بينهم توفيق علاوي؟" 

قال :  المصير القادم مع غياب هذا التوجه الحقيقي للمخاطر التي تحوم حول العراق سواء كانت من الناحية المحلية الداخلية او ما يتأثر العراق به من المحيط الاقليمي الاحداث التي تحدث في سوريا والاوضاع التي تتعرض لها اليوم المنطقة بشكل عام اذا ما تم عدم التوافق لاختيار مرشح لرئاسة الوزراء سوف ندخل بوقتها الى الفوضى وهذه الفوضى لا تخدم الداخل العراقي بالتأكيد ولا تخدم جيران العراق الاوفياء المخلصين بل أنها تخدم الاطراف التي تتعامل بشكل خارجي وبشكل بعيد عن رغبة العراق بالاستقلال .

واضاف : اتوقع ان المرحلة القادمة سوف تكون بعيدة عن رئيس وزراء موجود ،هذه مشكلة كبيرة تضعنا امام خيارين لا ثالث لهما اما ان يتدخل الشارع وهذه مشكلة فإذا ما تدخل الشارع  سوف يكون منقسما في رؤيته وبالتالي على اي انقسام نعول ، نعول على انقسام الاغلبية اذا كان هناك اغلبية حقيقية تستطيع تقف الموقف ذاته وتضغط على السياسي ويا حبذا ولكنه انا اخشى الالتفاف على هذه الاغلبية من خلال زج كما نشاهده الان التظاهرات السلمية معقولة ومسموح بها لكن من الذي حرفها ؟ وان كانوا ثلة قليلة استطاعت ان تحرف هذه المظاهرات من الممكن جدا من المطالبين برئيس وزراء وفق الادوات والاطر الدستورية أن يكون رئيس وزراء نتاج كتلة حقيقية داخل البرلمان معروفة لا مميعة .

واستطرد قائلا : الان المشكلة أن  الشيعة في موقف ضعيف جدا من الناحية السياسية على عكس ارادتهم الشعبية وعلى عكس وجود الحشد الشعبي المقدس نحن نعاني من طبقة سياسية لا تعول على احترام الحشد المقدس ولا تحترم الارادة الشيعية صاحبة القول الفصل والاغلبية وبالتالي هذه مشكلة كبيرة لذلك المستقبل اما ان يكون تحت ارادة سلمية شعبية تفرض على السياسيين او اننا نسير الى انتخابات مبكرة بشكل سريع ونبقي هذا الامر حتى تحدد الانتخابات ويتم اختيار رئيس وزراء جديد وان يتم الضغط على السيد عادل عبد المهدي لتولي منصب رئاسة الوزراء مرة اخرى وان يعدل عن قراره وان تمرر هذه الحكومة حتى يرضوا الشارع الذي اقال السيد عادل عبد المهدي ان يقول انا امضي بهذه الوزارة لمدة سنة او ل 10 اشهر على ان امهد لانتخابات مبكرة ولا اعمل سوى التهيئة لهذه الانتخابات المبكرة.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة