هنية: نحذّر الصهاينة من ارتكاب أي حماقة ضد المسجد الأقصى المبارك

 وقال هنية خلال كلمة له بمناسبة يوم القدس العالمي : نوجه التحية لأهلنا المرابطين في المسجد الأقصى المبارك، وباسمهم وباسم شعبنا وباسم أمتنا نحذّر الصهاينة من ارتكاب أي حماقة ضد المسجد الأقصى المبارك او سكان مدينة القدس، فالقدس دونها ترخص المهج وفي سبيلها تسيل الدماء.

فيما يلي النص الكامل لكلمة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية :

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

في هذه اللحظات التاريخية الفارقة وفي هذا اليوم المبارك نوجه لشعوبنا العربية والإسلامية تحية الفخر والاعتزاز وهي تحيي يوم القدس العالمي الذي نادى به الامام الخميني رحمه الله لتؤكد للعالم أجمع ان القدس كانت وستبقى مهوى أفئدة مكونات الامة كلها فالقدس جزء لا يتجزأ من العقيدة وآية من آيات الكتاب وعنصر اجماع لا يختلف عليه أحد فهي المبتدى والمنتهى عاصمة قلوب المؤمنين بوعد الله وقدره، عاصمة دولة فلسطين على كل أرضها من بحرها إلى نهرها.

القدس اليوم بها مشهدين عظيمين إذ تعيش المعاناة في أشد حالاتها وأخطرها وهي تواجه تسارع محاولات التهويد وعمليات الاقتلاع المستمر لشعبنا وأهلنا ويسعى المحتلون للسيطرة المتدرجة على المسجد الأقصى المبارك درة المدينة منتهى الاسراء وبداية المعراج او فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد، ولقد بات الصراع في القدس صراع على الهوية، صراع على الحق صراع على الحاضر والمستقبل للوجود العربي الإسلامي بل والمسيحي في هذه المدينة.

ولكن في المقابل هناك مشهد عظيم ضارب بأطنابه في جذور هذه المدينة انهم أهلها العظماء من أبناء شعبنا العظيم الذين يقفون وقفات عز ويرابطون مدافعين بصدورهم العارية بإيمانهم بإرادتهم وبإمكانياتهم المتواضعة عن المدينة وتاريخها ومستقبلها، يشكّلون رأس الحربة في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وعن القدس وقد نجحوا في مواضع ومواقع متعددة و افشال مخططات الاحتلال وردها الى نحره سواء في انتفاضة البوابات الالكترونية أو انتفاضة باب الرحمة وأخيرا انتفاضة القدس الأخيرة قبل بأيام التي فرض فيها هؤلاء المرابطين ارادتهم بكل صبر وجلد في باب العامود .

في القدس تتوفر اليوم كل أركان الانتفاضة والمقاومة الشعبية الناجحة والقائمة على المظلومية التاريخية ووضوح الهدف وإرادة الجماهير وعلينا ان نوفر بعدا مكملا وهو القيادة التي تضع استراتيجية التحرك لتحويل خزان الإصرار الشعبي الى برنامج عمل وتحويل المطالب الانية الى استراتيجية وطنية والوصول الى حالة الاشتباك الشعبي الدائمة بأساليب متغيرة ومتطورة.

كما أننا كأمة وأمام الخطر الكبير والشامل الذي يتهدد المدينة وفي ظل ما يقدمه أبناؤها من قدرة على الصمود ومقارعة المحتل وافشال مخططاته في أمس الحاجة إلى استراتيجية كفاحية لاستعادة القدس، وإلى خطة شاملة لمواجهة هذا الخطر الذي يُداهم قضيتنا وقدسنا، وفي جوهر هذه الاستراتيجية المقاومة الشاملة، وفي هذا المقام نحيي كل مكونات الامة التي تتبنى هذا البرنامج المقاوم الذي نعتقد أنه السبيل لتحرير القدس والأرض الفلسطينية عامة وتحرير الانسان الفلسطيني.

ونوجه التحية لأهلنا المرابطين في المسجد الأقصى المبارك، وباسمهم وباسم شعبنا وباسم أمتنا نحذّر الصهاينة من ارتكاب أي حماقة ضد المسجد الأقصى المبارك او سكان مدينة القدس، فالقدس دونها ترخص المهج وفي سبيلها تسيل الدماء.

ونطمئن شعبنا وامتنا أننا صامدون ثابتون على أرضنا، ومطمئنون لقدر الله، وقادرون إن شاء الله أن نحقق النصر، ندحر المحتل، ونصلي معًا في رحاب الأقصى.

كما انني احيي الجمهورية الاسلامية في الايران على التزامها الصارم بدعم المقاومة في فلسطين وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني واحياء يوم القدس العالمي في كل عام كما واحييي شعوب الامة التي تحيي هذا اليوم وتعيش مع القدس والاقصى في كل وقت وحين

والسير في دروب الجهاد السياسي والاعلامي والشعبي للوصول الى مبتغى الامة في تحرير القدس والاقصى والمقدسات الاسلامية و المسيحية في ارض الاسراء والمعراج

إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)

5 مايو 2021 م

انتهى/