أمير عبد اللهيان: الأمن الإقليمي المستدام يتحقق بمشاركة دول المنطقة


أمیر عبد اللهیان: الأمن الإقلیمی المستدام یتحقق بمشارکة دول المنطقة

أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم السبت، خلال مؤتمر بغداد، ان الأمن الإقليمي المستدام يتحقق بمشاركة دول المنطقة.

وقال عبداللهيان، ما نحتاجه اليوم واكثر من اي وقت مضي هو الوصول الي (( الامن الاقليمي المستدام )) بمشاركة دول المنطقة اذ ان تحقيقه رهن بانـــفاق الموارد الاقتصادية للوصول الي التحالف من اجل السلام والتنمية .

وأضاف، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اعلنت دعمها ومساعدتها للعراق حكومة وشعبا وكذلك مايتعلق بقراراتها الخاصة بشأنها المحلي ومنها خروج القوات العسكرية والاجنبية واقامة الانتخابات المبكرة.

وفي ما يلي نص كلمة وزير الخارجية الإيراني:

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

             اوّد ان اعربُ عن سعادتي لمشاركتي اليوم في مؤتمر دعم العراق في بغداد نيابة عن الجمهورية الاسلامية الايرانية وفخامة السيد الرئيس الدكتور رئيسي رئيس الجمهورية . فهذا المؤتمر بمشاركة دول المنطقة يؤكد علي مساعي وجهود جمهورية العراق في توفير مجالات التعاون والتعاطي بين دول المنطقه واتمني في ظل هذه الاجتماعات ان نتوصل الي منطقه عامرة ومتنامية وحرة .

ايها الحضور الكرام ،

            ان العراق يلعب اليوم دورا ً هاما بفعل الجهود والرؤي البناءة في المنطقة . فالجمهورية الاسلامية الايرانية كانت من اول دول المنطقه التي اعترفت بالعراق الجديد و عملت من خلال دعم السياقات والعمليات السياسية في هذه البلاد علي تطوير انواع التبادل السياسي والاقتصادي وادلتجاري معها .

            ان العراق الجديد المتحرر من الارهاب في الحال الحاضر بحاجة الي اعادة الاعمار وتدعيم الامور المحلية وكذلك تنمية علاقات التعاون في المنطقه ، لذلك فان الجمهورية الاسلامية الايرانية اذ تدعم امن واستقلال ووحدة اراضي العراق وعزته وقدرته ورفع مكانته الاقليمية والدولية تعلن استعدادها لتنمية اوجه التعاون الثنائي والاقليمي .

لقد وصل انواع التبادل التجاري بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وجمهورية العراق علي مدي السنوات الماضية الي اكثر من 13 مليار دولار . فتوفر ثمان ممرات عبور رسمية ونشطة بين البلدين واستمرار شتي انواع التبادل التجاري عبر هذه الممرات رغم تفشي فايروس كورونا تعبّـر عن الترابط المتجذر الاقتصادي بين البلدين وقد ساهمت ايران عبر تصدير الخدمات الفنية والهندسية والغاز والكهرباء بشكل ملحوظ وباهر في تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية مع العراق .

ايها المؤتمرون الكرام ،

            ان نشوء داعش كانت من جملة اهم المخاطر التي تعرضت اليها المنطقه مما تركت خسائر لاتعوّض ومع الاسف تضرر العراق كثيراً بفعل ظهور الجماعات الارهابية . فأن لم تكن الاراده الشعبية العراقية ودعم المرجعية الرشيدة وتقارب ابناء المجتمع ومختلف شرائح الشعب العراقي متاحة لم يكن يُعرف ماذا كان سيحل بالعراق وبلدان المنطقه والي اي مدي تتعرض المنطقة والعالم الي التهديدات المباشرة من قبل التيارات الارهابية . ان الجمهورية الاسلامية سارعت لمد يد العون الي العراق الشقيق والصديق علي مسار مكافحة الارهاب ولم تدّخر جهداً في هذا السبيل . كما ان الشعب العراقي والاحزاب ومختلف الفئات والفصائل العراقية وايضا الحكومة العراقية قدموا الآف الشهداء علي طريق الاستقلال ومكافحة الارهاب ورغم ذلك ارتكبت الحكومة الآمريكة جريمة كبري باغتيال الشهيدين المكافحين لجبهة الارهاب التكفيري وهما الشهيدين القائدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس . علي هذا فان الامريكيين لايجلبوا السلام والامن لشعوب المنطقه فحسب انما كانوا العامل الرئيس للانفلات الامني واللاامن حيث يمكن رؤية و استشعار هذا الموضوع في الكثير من دول المنطقه بكل جلاء .

            وهنا ارغب ان اشدد علي دور ودعم دول المنطقه لاستقرار وامن العراق واخص بالذكر تحقيق الامن بمشاركة كافة الدول الجارة للعراق بما فيها الجمهورية العربية السورية الشقيقة والصديقة .

ايها المشاركون الاعزاء ،

ان مصير وحكومات وشعوب المنطقه علي ضوء الوشائج الدينية والثقافية والتقليدية والجغرافية والتاريخية المشتركة مرتبطة ببعضها البعض . فالجمهورية الاسلامية كانت ولازالت تؤكد علي تحقيق السلام دوماً عبر الحوار والتباحث الداخلي الاقليمي وتتمني ان تصل دول المنطقه الي قناعة مشتركة علي ان الامن لايستتب الا عبر الثقة المتبادلة بين دول المنطقة بعضها بعضا والاعتماد علي القدرات الوطنية وتعزيز الاتصالات وحسن الجوار بين بلدان المنطقة وعدم تدخل الدول الاجنبية فيها . فهذه القناعة المشتركة يمكن ان تمهد المجال للكثير من علاقات التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي  بالمنطقة وان تضمن في ظل الامن المشترك والمستدام ومن خلال الاستعانة بالموارد الآلهية اجواء الرقي والتنمية الشاملة لبلدان المنطقه .

ان المنطقة تمتلك جميع المؤشرات الدينية والثقافية والحضارية والطاقات المادية والمعنوية للتعاون والتقارب الاقليمي ولكن مع الاسف بفعل مظاهر التدخل الاجنبي وهيمنة الافكار المتمحورة حول الامن الي مشاكل عديدة ومنها الحرب وعدم الاستقرار والتوتر الامني .

فما نحتاجه اليوم واكثر من اي وقت مضي هو الوصول الي (( الامن الاقليمي المستدام )) بمشاركة دول المنطقة اذ ان تحقيقه رهن بانـــفاق الموارد الاقتصادية للوصول الي التحالف من اجل السلام والتنمية .

ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اعلنت دعمها ومساعدتها للعراق حكومة وشعبا وكذلك مايتعلق بقراراتها الخاصة بشأنها المحلي ومنها خروج القوات العسكرية والاجنبية واقامة الانتخابات المبكرة وترحب ثانية بالدور البناء لهذه البلاد في اشاعة ثقافة الحوار وعلاقات التعاون الاقليمي وتعتبر بان اوجه التعاون الاقليمي فيما بين دولها هي ركيزة بناء السلام والاستقرار في هذا المسار لان الجمهورية الاسلامية الايرانية من خلال التأكيد علي الدور الهام لبلدان المنطقة اعلنت استعدادها لدفع هذه الأهداف والغايات الي الامام .

مرة ثانية اتقدم بالشكر الجزيل للحكومة العراقية لاستضافة هذا المؤتمر متمنيا كل النجاح والرفعة للحكومة العراقية وللشعب العراقي الشقيق .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة