حسن الحمران لـ تسنيم: الثورة الإسلامية الإيرانية كان لها أثر كبير في ابقاء القضية الفلسطينية حية في وجدان شعوب الأمة

حسن الحمران لـ تسنیم: الثورة الإسلامیة الإیرانیة کان لها أثر کبیر فی ابقاء القضیة الفلسطینیة حیة فی وجدان شعوب الأمة

قال مسؤول الملف الفلسطيني في حركة أنصار الله اليمنية: نحن نتعامل مع الفلسطيني كفرد مسلم سلبت أرضه وداره يجب نصرته والوقوف معه ومن هذا المنطلق نحن مستعدون للتحرك في جميع الاتجاهات بلا استثناء كما تحدث السيد القائد عبد الملك الحوثي.

في سياق المقابلات التي تجريها وكالة تسنيم للأنباء بمناسبة يوم القدس العالمي الذي اعلنه مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران الإمام الخميني الراحل رضوان الله تعالى عليه في بداية إنتصار الثورة الإسلامية في عام 1979، والذي أعلن خلاله أن تكون أخر جمعة من كل شهر رمضان، يوما عالميا للقدس، للدفاع عن هذه المدينة المقدسة باعتبارها رمزا لنضال الشعب الفلسطيني تجاه الاحتلال الصهيوني البغيظ، فقد أجرى مراسل وكالة تسنيم مقابلة معمسؤول الملف الفلسطيني في حركة أنصار الله اليمنية الأستاذ حسن الحمران، أوضح خلالها مكانة القضية الفلسطينية في عقيدة الشعب اليمني، مؤكدا أن الدفاع عن القضية الفلسطينية يعتبر فريضة مقدسة بالنسبة للشعب اليمني وأنه لن ينسى دعم القضية الفلسطينية بالرغم من الحرب التي فرضت عليه من قبل دول العدوان.

وفيما يلي المقابلة مع الأستاذ حسن الحمران من مكتبه في صنعاء بالنص والصورة.

 

تسنيم: بداية منذ العام 1979 م اختيار الأمام الخميني (رض) اخر جمعة من كل رمضان يوما للقدس يخرج فيه كل المسلمين نصرة للأقصى.. ما القيمة التي أضافها ذلك للقضية الفلسطينية؟

بالتأكيد أن الثورة الإيرانية في الجمهورية الإسلامية بقيادة الأمام الخميني رحمة الله عليه كان لها الأثر الكبير في أبقاء القضية الفلسطينية حية في وجدان الأمة حيث إنها أي القضية الفلسطينية ذهبت في عدة اتجاهات من هذه الاتجاهات الاتجاه القومي أو الوطني أو السياسي حتى الاتجاه الإنساني فأفرغت من محتواها الأساسي وأصبحت قضية يتم التلاعب بها من قبل السياسيون والانتهازيون وأصحاب المصالح فأتى الإمام الخميني رضوان الله عليه وأعاد القضية الى مسارها الصحيح والاتجاه الذي ينبغي أن تكون فيه من خلال اختياره اخر جمعة من رمضان في كل عام يوما للقدس العالمي وهي أولى خطواته لإحياء هذه القضية وتوجيه البوصلة باتجاه العدو الرئيسي للأمة الإسلامية المتمثل بالكيان الصهيوني.

 

 

تسنيم: يأتي يوم القدس العالمي ويواكب اليمنيون أحياء هذا اليوم بزخم أكبر عاما بعد آخر.. لماذا يحظى يوم القدس بهذا الاهتمام في اليمن والقضية الفلسطينية بشكل عام رغم ظروف العدوان على اليمنيين وما خلفه من انشغالات كثيرة بالنسبة لهم؟

القضية الفلسطينية تعيش في وجدان الشعب اليمني بلا استناء كبيرهم والصغير فنحن نعيش القضية الفلسطينية بكل تفاصيل حياتنا اليومية فلم تكن في يوم من الأيام بعيدة عن تفكير واهتمام الإنسان اليمني ونحمد الله أننا في اليمن تكمن لدينا وحدة إرادة ووحدة وعي ووحدة بالنسبة للموقف من القضية الفلسطينية فيما بين الشعب وقيادته وهذا قل نظيره في دول العالم الإسلامي أجمع. فاليمنيون لديهم اهتمام كبيرة بكل ما يتعلق بقضايا العالم الإسلامي ومعاناته شعوبه على مر التاريخ حيث أن الشواهد التاريخية التي تذكرها بعض المصادر التاريخية أن اليمنيون شاركوا في الفتح الأول والثاني لتحرير فلسطين بما نسبته أكثر من سبعين في المئة وفي كل المعارك التي خاضتها الامة الإسلامية يكون اليمنيون هم رأس الحربة وفي مقدمة الصفوف.

تسنيم: منذ انطلاق أنصار الله ومشروع المسيرة القرآنية كانت فلسطين حاضرة في صميم مشروع هذه الحركة.. ما السبب وراء ذلك؟

عندما تأتي إلى أدبيات أنصار الله تجد القضية الفلسطينية في كل أديباتهم فالشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه كانت، القضية الفلسطينية محور اهتمامه لأن كان يعي ويعرف بأنها المشكلة الرئيسية التي تعاني منها الأمة فبحلها ستحل كل مشاكل الأمة وستذهب كل النتواءات الموجودة في جسد الأمة بلا استثناء.

فكان توجه على قدر عال جدا من النظرة الثاقبة والبعيدة فيما يخص القضية الفلسطينية حيث سار في نفس مسار الإمام الخميني في إعادة مسار القضية الى مكانها الصحيح واستمر الشهيد القائد في هذا النهج وعلى هذا الخط وصحح اتجاه القضية الفلسطينية باعتبارها قضية دينية شرعية لدى انصار الله والشعب اليمني كافة مثلها مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج.

العدو الإسرائيلي هو عدو تاريخي وأزلي عدو تحدث عنه القران وكان أول من حارب الرسول صلوات الله عليه وعلى اله هم اليهود من حاكوا المؤامرات من حاولوا القضاء على الإسلام منذ فجر الرسالة المحمدية صلوات الله عليه وعلى اله فاليهود هم عدو تاريخي وأزلي للأمة الإسلامية وهذا ما انطلق منه الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه وسار على خطاه السيد القائد عبدالملك الحوثي الذي أسهب كثير في الحديث عن القضية الفلسطينية مؤكدا أنها قضية دينية صرفة.

تسنيم: للسيد القائد عبد الملك الحوثي يحفظه الله محطات كثيرة أبدى فيها التزام اليمن شعبا وقيادة في الاستعداد التام لأي خيار يتخذه حتى وإن كان بالمشاركة العسكرية الى جانب حركات المقاومة في كل من فلسطين ولبنان وهو موقف غير مسبوق في العالم الإسلامي.. إلى أي مدى درجة الاستعداد لتنفيذ ذلك؟

مثلما أسلفت لك الشعب اليمني مهتم بكل قضايا الأمة الإسلامية حتى في ذروة ما يعانيه من عدوان وحصار جائر وكذلك القيادة اليمنية يعون ما تمثله القضية الفلسطينية وأيضا لدينا استعداد كامل وتام في تنفيذ أي خطوة توجه بها القيادة والشعب اليمني جاهز وحاضر للجهاد والاستشهاد في معارك تحرير فلسطين فهي واجب ديني وهذا ما يتميز به الموقف اليمني عن مواقف معظم الدول الإسلامية فمنظورنا للقضية الفلسطينية كالصلاة والصيام فهي تمثل بالنسبة لنا فرض عين وليست فرض كفاية يتوجب على كل إنسان الإعداد لهذه والاستعداد لهذه المرحلة الفاصلة والمعركة الفاصلة والتي ستحدث عاجلا أم آجلا وسيكون النصر إن شاء الله حليف المؤمنين كما وعد الله سبحانه بخلاف الآخرين الذين يعتبرونها قضية إنسانية او كقضية وطنية أو كقضية قومية فاليمنيون كما وصفهم الله بأنهم أولوا البأس الشديد حيث أنه في المرحلة الثانية سيبعث الله هؤلاء القوم أولوا البأس الشديد الذين سيحررون فلسطين ويعيدونها الى حاضنتها الإسلامية.

تسنيم: نفهم من كلامكم أستاذ حسن أن هناك تنسيق كامل مع حركات المقاومة بالداخل الفلسطيني؟

هناك تنسيق كامل مع جميع الفصائل الفلسطينية بدون استثناء ونحن نتعامل مع الفلسطيني بدون أي حواجز وبلا أي اعتبار للانتماءات نتعامل مع الفلسطيني كفرد مسلم سلبت أرضه وداره يجب نصرته والوقوف معه ومن هذا المنطلق نحن مستعدون للتحرك في جميع الاتجاهات بلا استثناء كما تحدث السيد القائد ومستعدون للتنفيذ متى طلب منا ذلك ووجهت به القيادة.

تسنيم: هناك متغيرات كثيرة حصلت على مستوى المنطقة تشيء بتراجع بما يمكن تسميته بالفرملة بعكس ما كان عليه الوضع في العام السابق بنفس الفترة - هرولة نحو التطبيع.. ما الذي استجد حتى تتغير الأمور؟ وكيف تفسرون ذلك؟

للأسف الشديد أن من هرولوا نحو التطبيع هم الأدوات فعندما تتوجه الولايات المتحدة الأمريكية خدمة للكيان الاسرائيلي يتوجهون معها فانشغال الإدارة الأمريكية حاليا بالحرب في أوكرانيا لوحظ أن التطبيع هدأ. طبعا التطبيع موجود منذ نشأة الكيان الصهيوني ومنذ أن جيء به لسلب الأرض الفلسطينية فمشيخات الخليج (الفارسي) السعودية والإمارات وغيرها وجدت لحماية الكيان الاسرائيلي من أي مد تحرري يهدد وجود العدو الاسرائيلي في المنطقة إذ انهم مجرد أدوات ينفذون ما توجههم به الإدارة الإمريكية فإذا كانت الإدارة الأمريكية غير منشغلة تتوجه لترتيب وضع العدو الاسرائيلي في المنطقة وتدفع بهؤلاء والأيادي القذرة التي لا تمثل شعوب المنطقة ولا تمثل الا نفسها لأن الشعوب في الخليج يعتبرون أن العدو هو الكيان الصهيوني بكل تأكيد لكن هذه الزعامات التي تحكم في هذه البلدان بالتآمر والقتل وسفك الدماء وبظلم الأحرار هم من يتبنون هذه المواقف التطبيعية خدمة لأسيادهم الأمريكان.

تسنيم: يشهد الكيان حالة من عدم الاستقرار غير المسبوق في تاريخه بينما تتنامى قدرة محور المقاومة جميعها التي تمكنت من تجاوز كل الضغوطات السياسية والعسكرية والاقتصادية والتي كانت تستهدف تدمير قدرات المحور.. هل نستطيع القول ان عوامل القوة والتفوق التي كان يتمتع بها الكيان تراجعت؟ وهل ترى أن موعد زواله اقترب؟

الحمدلله نحن نشهد في هذه الفترة تنامي قوة محور المقاومة وأصبح والحمدلله يملك من القوة والتأثير مالم يملكه من قبل، أصبح قوة كبيرة تستطيع أن تفرض رأيها وأن تقول كلمتها في كل الأحداث، الأعداء يحاولون دائما أن يفتوا من عضد المحور وأن يقللوا من امكانياته وأن يقضوا عليه ولعلك تلاحظ استمرار العدوان لأكثر من ثمان سنوات على اليمن فما هو السبب في ذلك؟!. السبب هو ظهور صوت تحرري من شبة الجزيرة العربية يناصر القضايا العادلة للأمة الإسلامية فاصبح خطر عليهم، وما حدث في سوريا خلال 11 عاما من الخرب والدمار كذلك العراق عشرون عاما من الحرب والفقر والدمار ونشر الفوضى والإرهاب كالقاعدة وداعش كل هذا كان جاء بتخطيط من العدو الرئيسي للأمة العدو الأمريكي والاسرائيلي وبتنفيذ أياديهم في المنطقة هذه الدول التي تنفذ كل ما يطلب منها و تقدم المال وتضحي بكل شيء في سبيل ذلك. ما يحدث في اليمن هو امتداد لمؤامرة العدو للقضاء على محور المقاومة وأنى لهم ذلك، طبعا سبب العدوان على اليمن يعود لسببين الأول الوعي السياسي العالي لدى الشعب اليمني بأهمية الانتصار للقضية الفلسطينية والسبب الثاني وجود قيادة تمتلك القرار والإرادة للتصرف والتحكم بالفعل وردة الفعل متى ما أرادت.

محور المقاومة بوجود اليمن والعراق ولبنان وسوريا وإيران يمثل قوة رهيبة جدا تخيف الأعداء لذلك يسعى العدو الى إثارة المشاكل وزعزعة الأمن والاستقرار فيها حتى يرتاح العدو الصهيوني وهذا لن يكون فمحور المقاومة يمتلك قدرات كبيرة والكثير من المقومات والكثير من القوة البشرية والقوة العسكرية غير المسبوقة في تاريخه بينما العدو الاسرائيلي وصل للقمة ومن يناصرونه أيضا فبعد القمة هي الانحدار فمظاهر ذلك بدأت تظهر في زوال هذا الكيان وكل الدول التي وقفت معه كأمريكا وبريطانيا وغيرها من الدول نحو أفولها حيث تجري سنة الله في هذا الكون.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة