ما هي الجهة التي تحاول نسف العلاقات بين إيران والكويت ؟

ما هی الجهة التی تحاول نسف العلاقات بین إیران والکویت ؟

افاد تقرير وكالة "تسنيم" بأن العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية و دولة الكويت ، شهدت خلال العامين الماضيين الكثير من التطور و التقدم ، بعدما كانت خلال الاعوام الـ 35 الماضية بعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية ، علاقات متوازنة ، في حين ان الدول التي تتخوف من تناغم وتعاون شعوب المنطقة خاصة مع طهران ، تحاول اثارة احداث امنية مفتعلة وهمية ضد ايران الاسلامية لعرقلة هذا التقارب .

و على الرغم من ان الكويت ، و جراء ضغوط النظام السعودي ، قدمت خلال فترة الحرب المفروضة مساعدات لنظام الطاغية المقبور صدام ، الا ان ايران الاسلامية قدمت في الفترة التي احتل فيها الطاغية صدام للكويت بتأريخ 2 أغسطس عام 1990 ولمدة 6 اشهر ، مساعدات كثيرة للشعب الكويتي ، كما انها نقلت 800 شخص من افراد عائلة امير الكويت ، الذين كان الجيش العراقي يسعى لاعتقالهم ، الى داخل الاراضي الايرانية .

و بعد انتهاء احتلال الكويت شهد تعاطي امير دولة الكويت والاسرة الحاكمة في هذا البلد ، مزيدا من التحسن و التوازن ، ودخلت العلاقات بين ايران الاسلامية  والكويت ، مرحلة جديدة مع زيارة امير هذا البلد الى طهران . و وصل الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بتاريخ 2يوليو/تموز 2014 الى طهران على راس وفد رفيع ، تلبية للدعوة الرسمية لرئيس الجمهورية حسن روحاني ، في زيارة استغرقت يومين واجرى خلالها محادثات مع المسؤولين في الجمهورية الاسلامية الايرانية .  

واعلن امير دولة الكويت خلال هذه الزيارة عن رغبة الحكومة و الشعب الكويتي في تعزيز و توسيع سبل التعاون والعلاقات المثمرة مع ايران ، وقال : بالتاكيد ان هذه الزيارة ستكون لها نتائج مثمرة و جيدة لصالح البلدين . و من ناحية اخرى وصل وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف الاحد 26 يوليو/ تموز في زيارة الى الكويت ، اجرى خلالها مباحثات مع نظيره الكويتي ، و امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح. 


ان هدف زيارة الوزير ظريف الى الكويت كان تطوير و توسيع و تعزيز سبل التعاون الثنائي و الاقليمي و الدولي و التصدي الفاعل للارهاب و الجماعات التكفيرية المتطرفة .
و في 26 يونيو/ حزيران الماضي ، اعلنت وزارة الصحة الكويتية عن وقوع انفجار في مسجد الامام الصادق (ع) وسط مدينة الكويت اثناء اداء صلاة الجمعة، ذهب ضحيتها 27 شهيدا و227 جريجا ، قام بتنفيذها ارهابي انتحاري ، سعودي الجنسية ، وصل جوا قبل يوم الى البحرين ، قبل ان ينتقل الى الكويت . وصرحت صحيفة "الشاهد" الكويتية في تقرير لها ، ان المواد الاولية للانفجار وصلت الى السعودية عبر البحرين عن طريق جسر الملك ، و تم هناك تجميع هذه المواد وصناعة حزام ناسف في منتجع القصيم قبل نقله إلى الكويت ، وفقا لاعترافات المتهمين .
و بعد انفجار مسجد الامام الصادق (ع) في الكويت شهد الشعب الكويتي بسنته وشيعته تقاربا ملحوظا ، وشاركوا في صلاة جمعة مشتركة ، اكدوا خلالها ضرورة التقارب لمكافحة و مواجهة الارهاب . و في هذا السياق وصف الخبير بالشؤون الاقليمية حسن هاني زادة ، العلاقات بين ايران الاسلامية و الكويت بعد انتصار الثورة الاسلامية ، بـ"المتوازنة" ، و قال : بعد الدعم الذي قدمته ايران للكويت خلال فترة احتلال هذا البلد من قبل النظام الصدامي ، تحول موقف آل الصباح الى موقف متوازن حيال الجمهورية الاسلامية الايرانية . و اشار الى الدور السعودي في تدمير العلاقات الايرانية الكويتية ، موضحا ان السعودية ، و بالافادة من نفوذها في التيارات السلفية والوهابية في الكويت ، تسعى الى فرض سياساتها في هذا البلد ، كما ان هناك بعض اعضاء مجلس الوزراء في الكويت ونواب في البرلمان الكويتي ، يسعون ايضا الى تنفيذ السياسات السعودية في هذا البلد . وحسب الخبير هاني زاده ، فان السعودية وبالافادة من امكانياتها المالية والاعلامية تحاول بين الحين والاخر اثارة حركات امنية شديدة مفتلعة في دول الخليج الفارسي ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية ، و ان هذه الاحداث وهمية بالكامل ، و تنفذ باوامر مباشرة من المملكة السعودية ، و حتى من امريكا .
في ظل هذه الظروف ، جاء اعلان وزارة الداخلية الكويتية في 13 اغسطس/ اب انها اعتقلت خلية ارهاببة و كمية ضخمة من الاسلحة والذخائر والمواد المتفجرة في منطقة العبدلي قرب الحدود مع العراق ، كما اعلنت ايضا عن اعتقال ثلاثة اشخاص كويتيين ، على صلة مع هذه المجموعة . و بالامس سلمت الحكومة الكوتية في هذا الصدد 24 شخصا الى المدعي العام بتهمة التجسس لصالح ايران وحزب الله اللبناني و التمهيد لشن هجمات ضد دول الخليج الفارسي .
في المقابل فند حسن زرنكار القائم بأعمال سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية لدي الكويت اكاذيب و مزاعم المدعي العام الكويتي حول ارتباط ايران بما يسمى بـ "مجموعة العبدلي" ، مؤكدا عدم علاقة ايران بأي شكل من الاشكال مع هذه المجموعة .
ونظرا الى ما سبق ، نستنتج ان العلاقات الايرانية الكويتية شهدت خلال العامين الماضيين وباهتمام المسؤولين في كلا البلدين ولوجود قواسم ثقافية مشتركة بين الشعبين ، تطورا و توسعا و تقاربا ، و هذا يشير الى عزم المسؤولين الايرانيين والكويتيين على توسيع العلاقات الثنائية . وما زيارة امير دولة الكويت لطهران والزيارات المتبادلة لوزير خارجية ايران للكويت الا خير دليل على عزم البلدين لتوسيع العلاقات بين الجانبين . و يعتقد الخبراء في الشؤون الاقليمية ان تطوير العلاقات بين طهران و الكويت لا يحظى بارتياح بعض الدول لاسيما السعودية وامريكا ، كما ان التقارب الايراني الكويتي يدفع السعودية خطوة اخرى نحو العزلة اكثر في منطقة الشرق الاوسط  ؛ ولذا فان التطورات الاخيرة في الكويت ومنها قضية اعتقال خلية مرتبطة بايران وحزب الله و طرح قضايا خلافية بشان حقل "الدره" النفطي ، يمكن ان تكون امتدادا لجهود و محاولات دول المنطقة لوضع عقبات امام مسيرة توسيع العلاقات المتنامية بين الكويت وايران الاسلامية .

 

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة