خبير بشؤون الشرق الأوسط : أمريكا بصدد استبدال "المعارضين المسلحين المعتدلين" في سوريا

خبیر بشؤون الشرق الأوسط : أمریکا بصدد استبدال "المعارضین المسلحین المعتدلین" فی سوریا

كشف الباحث و الخبير الإيراني بشؤون الشرق الأوسط و الدبلوماسي السابق الدكتور هادي افقهي ، ان الولايات المتحدة الأميركية تسعى حاليا لدفع الإرهابيين الجدد نحو العاصمة السورية دمشق ، و اوضح في حوار ان الغرب اختار الصمت حيال أطفال قطاع غزة و العراق واليمن .. إلا ان صراخه وعويله تصاعد في رثاء الطفل السوري الغريق عندما تناقلت وسائل الاعلام صوره .

و سلط الدبلوماسي السابق الضوء على اخر التطورات على الساحة السورية ، وقال حول اخر الاحداث الميدانية في هذا البلد و تقييمه للمجاميع التكفيرية في سوريا، ان محور العمليات الميدانية في سوريا تتركز الان على محورين او ثلاثة محاور ، وان واحدة منها هو محور الزبداني. وتقع منطقة الزبداني على بعد 45 كم غرب العاصمة دمشق وعلى الشريط الحدودي بين سوريا ولبنان، وبالتالي تعتبر هذه المنطقة حساسة جدا ومهمة استراتيجيا ، قبل نحو ثلاث سنوات ، كانت مساحة واسعة من هذه المنطقة الاستراتيجية تحت تصرف الاهابيين بصورة كاملة قبل نحو ثلاث سنوات ، وبطبيعة الحال فان جميع اشكال التنظيمات الارهابية بما في ذلك جبهة النصرة واحرار الشام، وجماعة اخوان المسلمين وغيرها من الجماعات كانت متواجدة في هذه المنطقة، إلا ان هذه المنطقة الان على وشك التطهير ، لكن رغم ان بعض مدن هذه المنطقة تطوي المراحل الاخيرة لتطيهرها ، فان القوات العسكرية السورية دخلت عدة مرات للتفاوض مع الارهابيين ، بهدف تطهيرها باقل خسائر في ارواح المدنيين وممتلكاتهم في هذه المنطقة . ان تحرير هذه المنطقة من يد الارهابيين يعني انهاء حصار مدينتي كفريا والفوعة الشيعيتين وتوفير حياة افضل لاهالي هاتين المدينتين . وفي ظل هذه الظروف تدخلت الدول الاجنبية مثل تركيا والسعودية وقفت امام عملية التفاوض، ولهذا السبب فان القوات السورية استقرت حاليا في مركز المدنية لاكمال تطهير هذه المناطق. المحور الثاني فان الذي يشهد الصراع في الوقت الراهن هي منطقة سويداء التي تعتبر من المناطق التي تسكنها اغلبية من الاقلية الدرزية ، الا انه مع الاسف فان الكيان الصهيوني وتركيا والسعودية قرروا في غرفة حرب مشتركة للتحرك من منطقة سويداء ودرعا بمشاركة الاقلية الدرزية السورية نحو العاصمة دمشق الا ان هذه الخطة لحسن الحظ باءت بالفشل، لكن يبدو ان جبهة النصرة استخدمت اخيرا عميلا لها لقتل احدى الشخصيات الدينية للطائفة الدرزية مما ادى الى اثارة الاضطربات في هذه المنطقة، مما دفع بعض الشخصيات البارزة للتدخل وتهدئة الاوضاع في هذه المنطقة . وثمة مسألة اخرى على الحدود السورية التركية التي تعتبر من انشط المناطق لتحرك وتواجد الارهابيين بشتى انواعهم ومنهم جبهة النصرة واحرار الشام وجيش فتح بالاضافة الى الاكراد وجماعة داعش .

واشار هذا الخبير الى ان حكومة رجب طيب أردوغان زعمت بانها تحارب جماعة داعش في هذه المنطقة وبهذه الذريعة توغلت عدة مرات في هذه المنطقة ، الا ان الحقيقة هي انها تحاول بهذه الذريعة ضرب مواقع تابعة لمسلحي حزب العمال الكردستان "ب.ك.ك" في عمق الاراضي التركية بالاضافة الى عمق الاراضي السورية ، في حين ضرباتها لتنظيم داعش هي ضربات زمزية لا اكثر . ان القوى الارهابية مشغولة حاليا في تغيير مواقفها وتشكيلاتها حيث يسعى الاميركيون لاستبدال تيار ما كانت تطلق عليه بتيار " المعارضة المسلحة المعتدلة" والتي لم تكن سوى خدعة وكذبة من اكاديب وخدع الاميركيين باطلاق مصطلح "معتدل" على مجموعة ارهابية لا تتجاوز 1200 ارهابي واستقرارهم عند الشريط الحدودي بين سويا وتركيا لايجاد منطقة آمنة والتحرك نحو العاصمة السورية دمشق . ان اردوغان يهدف من وراء هذه التحركات إلى الإطاحة بحكومة بشار الاسد ، في حين ان الاولويات الفعلية لامريكا هي تغيير النظام السوري بعملية سياسية لمنع وصول داعش وجبهة النصرة الى دفة الحكم في هذا البلد. ان هذا هو تقريبا الوضوع الميداني في سوريا.
وفي جانب اخر من الحوار ، تطرق هذا الخبير الى الاجابة عن سؤال حول ما تطرحه جهات اوروبية بشان اجراء انتخابات مبكرة في سوريا وهل من الممكن اجراء هذا الامر . و نوه السيد افقهي الى وجود قضية الانتخابات في سوريا لكنها ليست مبكرة، فكيف يمكن اجراء انتخابات مبكرة في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد وكيف يمكن دعوة جميع الجماعات والمعارضة للمشاركة في هذه الانتخابات المبكرة؟ . ان المنطقة لازالت تحت نار الارهابيين، ورغم هذا قدمت الجمهورية الاسلامية الايرانية على لسان مساعد وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان مشروعها لحل الازمة السورية و كذلك قدم المبعوث الدولي لحل الازمة السورية ستيفان دي مستورا مبادرته لانهاء الصراع بين الاطراف المتنازعة في هذا البلد . ان الجمهورية الاسلامية اثبتت فشل الحل العسكري لانهاء الازمة في سوريا وجرى استبدالها بالتسوية السياسية لانهاء الصراع الدائر هناك، وقدمت مشروعها من خمسة نقاط لاجراء الانتخابات في سوريا، ومع ذلك فانه لا يمكن اجراء اية انتخابات مبكرة في هذه الظروف غير المستقرة لانه المعارضة في الداخل والخارج لا يشاركون في هذه العملية السياسية. ان موضوع النقاش يتركز اليوم على قضية وقف اطلاق النار اولا ثم اجراء حوار تفاهم لاعادة تعديل الدستور السوري وثم اجراء انتخابات باشراف مراقبين دوليين ، ولهذا اعتقد ان اجراء انتخابات مبكرة في الوقت الراهن قضية مستبعدة وغير عملية .
ولفت الدكتور افقهي في معرض اجابته على سؤال حول مكانة الرئيس بشار الاسد في ظل التطورات الحالية التي تشهدها سوريا قائلا، ان موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية وروسيا حول هذا الموضوع هو ان لا احد له الحق في تقرير مصير الرئيس بشار الاسد سوى الشعب السوري .  
و تناول الحوار قضية اللاجئين السوريين التي احتلت في غضون الاسابيع القليلة الماضية عناوين صدر الصفحات الاولى من الصحف العالمية ، و اوضح هذا الباحث والخبير في اجابته على سؤال بامكانية تغيير ظروف سوريا بعد عملية تضخيم موضع اللاجئين وقضية موت الطفل السوري اخيرا غرقا على سواحل تركيا قائلا ان موضوع الهجرة وعدد اللاجئين السوريين لم ولن تكن لها علاقة ابدا بقضية الهجرة الى العالم الغربي و اوروبا التي نشاهدها في الوقت الحالي، لان هذه القضية تعاني منها الدول الاوروبية منذ زمن بعيد وثانيا، ان قصة ذلك الطفل السوري الذي ادمى قلوب الجميع فانها قضية نفاق اعلامي تخفي وراءها اهدافا سياسية . و ينبغي في هذه الظروف ان نسأل لماذا لم يتعالى العويل في رثاء قتل اطفال غزة امام اعين الناس و تقطيعهم اربا اربا بقنابل طائرات الكيان الصهيوني؟ و لماذا الاسف فقط على مقتل طفل سوري في حين يتجاهل قتل الكثير من الاطفال الاخرين؟ فهل ان دماء هذا الطفل السوري هي ازكى من دماء اطفال غزة والعراق واليمن ؟ و كيف يمكن ان نشاهد المقاتلات السعودية و هي تمزق اجسادهم الى قطع متناثرة كل يوم؟. ومع الاسف فان الغرب يحاول بنفاقه وكذبه ان يظهر نفسه بانه من دعاة الانسانية، في حين ان الجميع يعلم ان سبب تشريد الشعب السوري وهجرتهم هو تنظيم داعش الذي سلب الامن والاستقرار من هذا البلد ودمر منازل الاهالي حيث اضطروا الى الهجرة ، ولذا فان الغرب الذي ارسى دعائم الارهاب ودعم الارهابيين فانه يتظاهر اليوم بالانسانية ويصرخ في رثاء  المعذبين ويذرف دموع التمسايح على هذا الطفل السوري لاهداف سياسية لعله يكون وسيلة للضغط على حكومة بشار الاسد للتنازل لمطالب الارهابيين. واكد افقهي ان هذا الامر لا يمكن ان يتحقق لان الدول الاوروبية تكتقي الان بالتصريحات حول بقاء او عدم بقاء بشار الاسد في السلطة ، كما وان الكثير من الدول العربية تسعى لبقاء بشار الاسد في السلطة، لانهم يشعرون بهلع شديد من سيطرة مصاصي الدماء جماعة داعش وجبهة النصرة على الحكم في سوريا . وخلص افقهي انه على ثقة ان الحل السياسي بعد كل هذا الدمار والقتل هو الحل الافضل لوضع نهاية لهذا الصراع المرير ووقف شلال الدم في سوريا وضرورة جلوس المعارضين الى طاولة المفاوضات.

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة