الامام الجواد (ع) تاسع أئمة أهل البيت في ذكرى استشهاده

الامام الجواد (ع) تاسع أئمة أهل البیت فی ذکرى استشهاده

صادفت اليوم 29 ذي القعدة الحرام ذكري استشهاد الامام محمد بن علي الجواد (عليهما السلام) تاسع أئمة اهل بيت الرسالة حيث شهدت شتي مدن الجمهورية الاسلامية الايرانية مراسم العزاء التي أقيمت لنجل الامام علي بن موسي الرضا (عليهما السلام) بما فيها مدينة مشهد المقدسة وقم المشرفة وشيراز حيث مرقد احمد بن الامام موسي الكاظم (عليهما السلام) فضلا عن مدينة الكاظمية المقدسة بالعراق التي شهدت مراسم حاشدة بالمناسبة الى جانب المرقد الطاهر لهذا الامام.

وأفاد القسم الثقافي بوكالة "تسنيم"  الدولية للأنباء أن العتبات المقدسة في ايران الاسلامية : مشهد و قم و شيراز و بلدة ري جنوب طهران ، شهدت اليوم مراسم العزاء التي اقيمت بمناسبة استشهاد الامام محمد بن علي الجواد (عليهما السلام). وفي العراق شهدت مدينة الكاظمية المقدسة حيث المرقد الطاهر للامام موسي بن جعفر و حفيده محمد الجواد (عليهما السلام) مراسم العزاء التي اقامها عشاق اهل بيت الرسالة .

و احيا مئات الالاف من المسلمين العراقيين و غير العراقيين القادمين من مختلف الدول الاسلامية من عشاق اهل بيت النبوة و الرسالة في مدينة الكاظمية المقدسة شمالي العاصمة بغداد ذكرى استشهاد تاسع اهل البيت الامام محمد الجواد (عليه السلام) وسط اجراءات امنية مشددة اتخذتها السلطات العراقية . و كان عشرات الالاف من الزوار  وصلوا مدينة الكاظمية المقدسة لاحياء هذه الشعيرة في اطار مسيرات راجلة انطلقت من عدد من مناطق بغداد باتجاه مدينة الكاظمية ، فيما نصبت سرادق العزاء ومواكب الخدمة على امتداد الطرق المؤدية الى المدينة ، واتخذت الاجهزة الامنية اجراءات مشددة، فيما عمدت الى قطع بعض الطرق التي يسلكها الزائرون .
و ولد الإمام محمد الجواد (ع) في 10 رجب سنة 195 هجرية واستشهد في 29 ذي القعدة  220 . هجري.
أمّه : "خيزران" من أسرة "مارية القبطية" زوجة النبي ( صلى االله عليه وآله).
دعاه الناس بألقاب عديدة ؛ اشهرها : " النقي " و " الجواد " .
كان الإمام الجواد عليه السلام في السادسة من عمره ، عندما استدعى المأمونُ والده الرضا ( عليه السلام ) إلى مرو . وكان الصبي يراقب والده ، وهو يطوف حول الكعبة مودّعاً ، وهو يصلّي في مقام إبراهيم (ع).  و أدرك أن والده يودَّع ربوعَ الوحي . وداعاً لا عودة بعده . فشعر بالحزن . و أوصى الإمامُ الرضا (ع) أصحابه بالرجوع إلى ابنه الجواد عند وفاته ؛ وقد سأل صفوان بن يحيى الرضا ( عليه السلام) عن الإمام ، فأشار إلى ابنه . فقال صفوان : جُعلتُ فداك هذا عمره ثلاث سنين ؟ ! فقال الإمام الرضا : وما يضرّه من ذلك، وقد قام عيسى بالحجة وهو ابن أقل من ثلاث سنين .
وقد نهض الإمام الجواد بالإمامة وله من العمر 9 سنوات ، وكان عمّ ابيه " علي بن جعفر" يكنّ للإمام بالغَ الاحترام بالرغم من التقدّم في السنّ . وذات يوم ، دخل الإمام الجوادُ المسجدَ فنهض من مكانه وقبّل يده ، ودعاه الإمام إلى الجلوس ، فرفض قائلاً : كيف تريدني أن أجلس وأنت قائم. وتعرض علي بن جعفر للوم اللائمين ، فكان يجيبهم : لقد قلّده االله الإمامة فوجبت طاعته علينا .
أخلاق الإمام الجواد :
بالرغم من صغر سنّ الإمام ، فقد كانت له شخصية قوية تدفع المقابل إلى الإحترام والإجلال. وذات يوم مرّ موكب المأمون ، وكان قد توجّه إلى الصيد ، فمرّ بصبيان يلعبون ومعهم محمدٌ الجواد . فرّ الصبيان ، فيما ظلّ محمد الجواد واقفاً في مكانه. توقف المأمون ، ونظر إليه بإعجاب وسأله : لماذا لم تفرّ مع الصبيان ؟ . فقال الجواد ( عليه السلام ) : يا أمير المؤمنين لم يكن بالطريق ضيق لأوسعه عليك ، ولم يكن لي جريمة فأخشى العقاب ، وظنّي بك حسن ، وأنك لا تعاقب من لا ذنب له ، فوقفت . فازداد المأمون إعجاباً ، وقال له : ما اسمك ؟ فقال : محمد ابن علي الرضا .فترحّم المأمون على أبيه ، واستأنف رحلته إلى الصيد . وأعلن المأمون قرارَ الزواج ونهض الإمام فخطب خطبة الزواج .وتمّ المهر على مثل مهر الزهراء (عليها السلام ) ، فأقيمت الاحتفالات على أبهى ما يكون .
أهداف الزواج :
أراد المأمون من وراء هذا الزواج تحقيق أهداف سياسية منها :
1. دفع شبهة اغتياله للإمام الرضا ( عليه السلام ) ، والتقرّب إلى الناس في ذلك
2. إن ابنته سوف تراقب الإمام ( عليه السلام ) مراقبة دقيقة جداً .
.3 إغراء الإمام بالبقاء في بغداد حيث حياة القصور واللهو والترف .
عودة الإمام إلى المدينة المنورة :
وعزم الإمام على العودة إلى المدينة ، فأعلن رغبته في ّحج بيت االله الحرام . فخرج الناس يودّعونه إلى الطريق المؤدّية إلى الكوفة ، وهناك نزل الإمام ( عليه السلام ) بعد أن حان وقت الصلاة ، فتوضّأ في ساحة المسجد عند شجرة نبق ، وقد بارك الله فيها ، وأثمرت ثمراً حلواً . . ظل أهل بغداد يذكرون بركات الإمام في ذلك .

نهاية المأمون :
ثار أهل مصر ، فقاد المأمون جيشاً آبيراً وأخمد الثورة، ومن هناك انطلق نحو أرض الروم ، وحصلت معارك كان النصر فيها للمسلمين .
وعند عودته ألم به المرض ، فتوقّف في " الرقّة " ، وكانت فيها عيون جارية، ومناخها طيب ، فضربت الخيام ، ولم يلبث أن توفي هناك ودفن. وتولى الخلافة بعده أخوه المعتصم ، وكان رجلاً شديد القسوة . وكان أول عمل قام به أن استدعى الإمام الجواد من المدينة إلى بغداد ، وراح يدبّر المؤامرات بالتعاون مع جعفر بن المأمون الذي أغرى أخته " أم الفضل " بدسّ السم إلى الإمام، واستجابت "أم الفضل" ، فوضعت السّم في العنب، وكأنها تعلّمت ذلك من أبيها المأمون الذي اغتال الإمام الرضا ( عليه السلام ) بنفس الطريقة. وهكذا استشهد الإمامُ في 29 ذي القعدة سنة 220 هجرية ، وله من العمر 25 عاماً فقط. و حُمل جثمان الإمام إلى مقابر قريش ( الكاظمية حالياً ) ليدفن إلى جانب جدّه الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) حيث مرقده الآن يزوره المسلمون من بقاع العالم .

الأكثر قراءة الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة