ممثل حركة حماس في ايران: المقاومة مستعدة لأي خطر يداهمها

ممثل حرکة حماس فی ایران: المقاومة مستعدة لأی خطر یداهمها

نظرا الي الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة وخاصة الظروف التي تعيشها فلسطين فيما يتعلق بالتقسيم الزماني والمكاني للأقصي، والتحركات الإستفزازية التي يقوم بها الكيان الصهيوني كتجريم الشباب الذين يلقون الحجارة علي الجنود الصهاينة وغيرها، أجرت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الإيرانية "ارنا" حوارا مع الدكتور خالد القدومي ممثل حركة حماس في طهران، وجاء الحوار كما يلي:

س: ان الصهاينة منذ فترة يقومون باستفزازات جديدة تحت عنوان التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصي، فبرأيكم ما هو الهدف الذي يقصدونه؟
ج: العدو الصهيوني لم يتوقف منذ بداية احتلاله للقدس من الإستفزازات وارتكاب الجرائم ضد شعبنا المقدسي وضد مقدساتنا الإسلامية والمسيحية وقد قام بكل الجرائم ليخلق أمراً واقعاً علي الأرض بحيث أن يتم تقسيم المسجد الأقصي قبلة المسلمين الأولي زمنياً ومكانياً بين الصهاينة والمسلمين، وللأسف الشديد هم نجحوا قبل ذلك في الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، وبالتالي هو يريد أن يقيم هذا النموذج مرة أخري في المسجد الأقصي تحديداً وفي مثل هذه الأيام يدخلون من الساعة السابعة صباحاً حتي الساعة الحادية عشرة والنصف يمنعون دخول المسلمين الي المسجد الأقصي ويسهلون دخول المستوطنين الصهاينة ليعبثوا ويدنسوا المسجد الأقصي وللأسف الشديد في غياب الأمة الإسلامية وإنشغالها بمشاكلها الداخلية ويحدث ذلك أمام الكاميرا، لذلك كان هناك مرابطون من المقدسيين ومن أهلنا في القدس وفي فلسطين في داخل المسجد الأقصي وفي داخل مصاطب العلم علي مدي الساعة، نساء ورجالا وأطفالا قدموا أنفسهم، وهم كل يوم يتعرضون للتعذيب وللإعتقال.
س: هل الإعتداءات الصهيونية المتوالية علي المسجد الأقصي خلال الأيام الأخيرة هي في نفس الإتجاه للتقسيم الزماني والمكاني للأقصي؟
ج: نعم، الإحتلال الصهيوني اليوم يفرض أمراً واقعاً بعيداً عن القانون، فهو يتحرك في اتجاهين، اتجاه فرض القوة يمنع دخول المسلمين الي المسجد الأقصي، والثاني هو أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء يقوم بمحاولة تقنين هذا الأمر داخل الكنيست والبرلمان الصهيوني وتجريم الشباب الذين يلقون الحجارة علي الجنود الصهاينة، وأيضاً قام منذ يومين بالوصول الي منطقة صورظاهر وهي من مناطق القدس ويمهد من هناك لترتيبات تتحدث عن دخوله الي المسجد كما فعل شارون في عام 2000، وبالتالي هناك خطة صهيونية مجرمة لتقسيم المسجد الأقصي.
س: هل الظروف الحالية التي تمر علي منطقة الشرق الأوسط في ظل عدم إكتراث الدول العربية بالنسبة لقضية فلسطين، تجعل الصهاينة أكثر وقاحة أمام الفلسطينيين؟
ج: الصهاينة لم يتوقفوا أبداً عن محاولاتهم في تدنيس المسجد الأقصي ولعل إنتفاضة الأقصي التي حدثت في عام 2000، هي دليل علي ذلك، عندما دخل شارون الهالك المسجد الأقصي في شهر ايلول وقامت انتفاضة شعبنا الفلسطيني المبارك في ذلك الزمن، الصهاينة يستغلون اليوم انشغال الأمة الإسلامية بمشاكلها الداخلية ويحاولون تدنيس المسجد الأقصي وتقسيمه زمانياً ومكانياً والدخول اليه وارتكاب الجرائم في داخل هذه القبلة الأولي للمسلمين.
س: إن الكيان الصهيوني إضافة الي الإستفزازات التي يقوم بها في الضفة الغربية والقدس المحتلة، بين فترة وأخري وبذرائع كاذبة يقصف غزة، ومن أحدثها الغارة الجوية التي قام بها الكيان الصهيوني في غزة خلال الأيام الأخيرة، فبرأيكم هل يمكن أن تبدأ حرب جديدة في غزة؟
ج: شبابنا ورجالنا ونساؤنا الفلسطينيين داخل الضفة الغربية أو غزة المقاومة البطلة المحاصرة، هم دائماً في طور مقاوم ودائماً في مقاومتهم مستعدون لأي خطر يدهمهم، فليس ببعيد علي الكيان الصهيوني أن يقوم بأي شيء، ولكن في نفس الوقت عرف تماماً خلال الحرب الـ 52 يوما السابقة أن المقاومة جاهزة ومستعدة لأي حماقة يمكن أن يرتكبها الجيش الصهيوني وسنُفهم جنوده درساً لن ينسوه ولا يمكن أن ينسوه.
س: نظرا الي أن الرأي العام العالمي ضد الكيان الصهيوني، فهل سيقوم الكيان الصهيوني بمغامرات ومخاطر جديدة؟
ج: أنا أستبعد ذلك، ولكن الكيان الصهيوني للأسف الشديد لا يعبأ بالرأي العام العالمي ولا يهتم بحقوق الإنسان ولا يهتم بالكارثة الإنسانية التي أحدثها في غزة، لذلك لا أريد أن أطمئن من جانبي، فالكيان الصهيوني ليس بمأمون الجانب ويمكن أن يقوم بكل حماقة ولذلك نحن نُنبه العالم وأحرار العالم والمؤسسات الدولية بأن عليهم أن يردعوا الكيان الصهيوني وأن يوقفوا كل جرائمه ويُقاضوه في المحاكم الدولية التي تهتم بجرائم الحرب وضد الإنسانية.
س: من المقررأن يُرفع العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة، فما رأيكم بالنسبة لهذا وهل تعتبرونه انتصار كبير لفلسطين؟
ج: بالتأكيد هذا انتصار للحق علي الباطل ومن حق الفلسطينيين أن يكون لهم دولتهم وأيضاً أُقرّ للأسف الشديد في هذا المجمع الذي لا يريد أن يري معاناة الفلسطينيين، أقرّت دولة فلسطينية منذ سنة 1947، ولكن للأسف اليوم يمُنون علينا بأن يرفع علمنا، هو في الحقيقة انتصار دولي دبلوماسي وللمقاومة الدبلوماسية لشعبنا الفلسطيني، فنحيي أولئك الدول والأحرار الذين صوّتوا لرفع العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة، من جهة أخري أقول أن رفع العلم لوحده لا يكفي، بل يجب أن يكون هناك اسناد لقرارات الأمم المتحدة، هذه القرارات التي لا تحترمها «اسرائيل» .
س: إن الإتحاد الأوروبي منذ فترة وخاصة بعد حرب الصيف الماضي في غزة بدأ بإجراء سياسة العقوبات ضد «اسرائيل» بصورة أكثر جدية، فبرأيكم هل تؤثر هذه السياسة الجديدة علي ردع «اسرائيل» ووقف استفزازاتها؟
ج: المشكلة التي يعاني منها الغربيون اليوم هو أن الكيان الصهيوني أصبح عبأً اخلاقياً وإنسانياً عليهم لأنهم هم السبب في إنشاء هذا الكيان الصهيوني علي أرضنا الفلسطينية الطاهرة وبحماية غربية كاملة ولولا الحماية الغربية لما قام لهذا الكائن الغريب ولهذه الغدة السرطانية أي قيام علي أرضنا وبالتالي اليوم هم اتخذوا الي الإتجاه الصحيح لنصرة الحق علي أرض فلسطين، مسألة أخري أن الجرائم التي ترتكب ضد الفلسطينيين أصبحت لا يمكن تغطيتها وأصبحت أمام العالم وأمام أعين الناس وأصبح الكل يدينها وبالتالي هذه الحكومات الغربية اليوم تنسجم مع توجهات شعبها وتتجه الإتجاه الصحيح ولكن جاءت متأخرة جداً، ونحن نبارك هذه الخطوات في مقاطعة الكيان الصهيوني ومقاطعة منتجات مستوطنات والإستيطان الصهيوني وفي عقابه وملاحقة مجرمي الحرب في الكيان الصهيوني وكذلك حذف اسم منظمات مقاومة وجهادية حقّة مثل حركة المقاومة الإسلامية حماس من قوائم الإرهاب.
س: هناك خلافات داخلية فيما بين حماس وفتح، فما تحليلكم حول هذه القضية وهل ستؤثر علي تقدم فلسطين؟
ج: بالتأكيد اتحاد المقاومة الفلسطينية أحد أسلحة المقاومة ضد الكيان الصهيوني وبالتأكيد أن ما يحدث في الأقصي اليوم من جرائم صهيونية ضد شعبنا الفلسطيني يجب علي القيادة الفلسطينية في فتح وحماس أن تتجه نحو المصالحة والوحدة، نحن في حركة حماس نفتح أيادينا دون أجندة وشروط مسبقة مع اخواننا في فتح لتنفيذ ما اتفقنا عليه اتفاق المصالحة.
أوجّه كلمتي الي عموم الفصائل الفلسطينية نحن في حركة حماس جديون أكثر من أي وقت مضي ومستعدون، ليس أدل علي ذلك أكثر من حكومتنا الشرعية المنتخبة بأغلبية الأصوات من قبل شعبنا الفلسطيني في غزة قدمت استقالتها حتي يتم تحقيق الوحدة الفلسطينية وبالتالي شكلنا اليوم حكومة وفاق تكنوقراط فلسطينية غير حزبية عليها كثير من المهام.

أهم الأخبار انتفاضة الاقصي
عناوين مختارة