مليونا مواطن بجازان السعودية بلا مستشفى وطبيب «مستهتر» ينفّذ جراحة «حرجة» بتعليمات عبر «واتساب» من الخارج!

ومنذ كارثة حريق الفجر في كانون الأول 2015 الذي راح ضحيته أكثر من ٢٥ نفسا، ضرب الشلل مرافق المستشفى العام في جيزان مما أثار غضب المواطنين حتى أنهم أطلقوا وسم #مليونية_جازان_بلا_مستشفى عبر موقع تويتر، لرصد معاناة الأهالي ومرضاهم من الوضع الصحي المتردي في المنطقة، في حين ترد يومياً عدة شكاوى من مركز الطوارئ الذي لا يفي بالغرض.

واستنكر المواطنون  السكوت عن مطلب انساني وعدم التفاعل مفوضين امرهم الى الله، فيما بقيت المدينة الطبية وعدا منسيا وميزانية مصروفة كما هو حال الكثير من المشاريع الخدمية المزعومة، وانتقد أحد المغردين تقديم المعونات لمصر على حساب السعودية قائلا: " اعطينا مصر120مليون دولار لتطوير مستشفى القصر العيني مثل الاب الذي ينفق على جيرانه ويحرم اسرته من حقوقهم !!!" فيما شجب مواطن آخر تبديد الأموال وسرقتها قائلا: أموالنا قسم يذهب كمنح وقسم يتبدد بالمشاريع المتعثرة وقسم يُسرق طبيعي تكون #جازان بلا مستشفى

وبين المواطن عبدالرحمن باسودان قائلاً: منطقة كاملة يسكنها مليونا نسمة بلا خدمات صحية محترمة، واليوم خمسة أشهر بدون مستشفى!"، فيما قال رائد رياني: "‏مرت شهور على حريق المستشفى الرئيسي وبدأت تتلاشى الوعود الوهمية، المستشفى المركزي لم يعد يتحمل ضغطاً أكثر".

وذكر مواطن أن عوائل ضحايا حريق مستشفى جازان لم يحصلوا على تعويضات حتى الآن، فيما بقي المستشفى من دون ترميم.

‫وقال عضو المجلس البلدي وليد جيلان، حسب صحيفة البلد السعودية: من سوء التدبير، استبدال المستشفى المحترق بعياداته ومختبراته، بوحدة طوارئ مؤقتة ليست في الحقيقة سوى مركز صحي، بينما أوضح الإعلامي علي معتبي قائلاً: "‏سنطرق كل الطرق لإيصال صوت الجنين الذي يولد في منتصف الطريق، وصوت آهات المريض الذي طال به الوصول للعناية الطبية".

ويقول مراجعون ممن كانوا يراجعون مستشفى جازان العام قبل وقوع الكارثة، إنهم جرى توزيعهم على مستشفيات منطقة جازان، لكنها لم تعد تتسع لهم، فقائمة الانتظار باتت أطول من جراء أحداث الحرب، وكذلك لعدم قدرة المستوصفات على أن تحل بديلة عن مستشفى أو طوارئ، فهي ما زالت تقوم بعملية الفرز وتحويل المرضى لمستشفيات مزدحمة.

عملية جراحية بـ الواتساب

وكشفت صحيفة عكاظ السعودية أن طبيبا نفذ جراحة «حرجة» في الرياض بتعليمات عبر «واتساب» من الخارج، حيث استشهد رئيس المراجعة الخارجية في إدارة شؤون القطاع الصحي الخاص بصحة الرياض عبدالله العقيل، بشكوى طبية وردت إلى إدارة شؤون القطاع الصحي الخاص يستشف منها مدى ما وصل إليه الاستخفاف من بعض الممارسين الصحيين بقيم المهنة الطبية وأخلاقياتها، بقوله: «أحد الأطباء المدعى عليه قام بإجراء عملية جراحية حرجة لأحد المرضى ولم يكن هذا الطبيب حسب تصنيف الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وترخيص مزاولة المهنة الممنوحان له مؤهلا أو متخصصا في هذا النوع من العمليات».

وأضاف العقيل حسب عكاظ ،عند سؤاله (الطبيب) أثناء التحقيق لم ينكر إجراءه تلك العملية الجراحية، معللا أنه أجرى العملية الجراحية تحت إشراف طبيب متخصص، وتبين بإقرار الطبيب نفسه أن الطبيب الاختصاصي المشرف لم يفحص المريض إطلاقا بل أنه لم يره أبدا، والسبب الذي اتضح لاحقا أنه يعيش في بلد عربي آخر! وأن الإشراف الطبي «المزعوم» على العملية الجراحية لا يتعدى أنه تم من خلال برنامج «الواتساب».