أمل تركيا الاخير في سوريا

أمل ترکیا الاخیر فی سوریا

وضعت تركيا منذ بداية الازمة السورية هدف اسقاط الرئيس بشار الاسد نصب عينيها، ودعمت لاجل ذلك كل من حمل السلاح وكل جماعة ارهابية في سورية ولم تكتفي بذلك بل استقطبت الارهابيين من كل انحاء العالم ودعمت قتالهم للدولة السورية، اليوم وبعد فشل خطتها تحاول تركيا الدخول في الحل السياسي، فما الخطة التي تريد تركيا اتباعها؟

منذ اندلاع الازمة في سوريا في بداية عام 2011 كانت النوايا التركية واضحة حيث لم تلبث ان بدات وسائل الاعلام والمتحدثون باسم الحكومة التركية بالتعبير عن دعمهم للجماعات  التي خرجت ضد الدولة ولم تتغير نظرتهم ولا مواقفهم بسبب استخدام هذه الجماعات للسلاح بهدف تخريب البنى التحتية وترويع المواطنين والهجوم على مواقع الجيش السوري.

وباشرت هذه الجماعات الارهابية بتشكيل فصائل منظمة تلقت الدعم من دول مختلفة كان ابرزها امريكا والسعودية وقطر وكانت بعض الدول المحيطة بسوريا كتركيا والاردن المعبر الاساسي للسلاح والاموال الى هذه الجماعات التي وسعت نشاطها الاجرامي وسيطرت على عدد من المناطق في عدد من المدن والارياف السورية وقامت بتنفيذ خطة ممنهجة اعطيت لها من الدولة الداعمة لاستهداف مواقع الجيش السوري واستهداف مقرات الشرطة والامن بهدف اضعاف الدولة وتفكيكها وذلك بالقضاء على نقاط القوة التي تملكها.

ولكن صمود الجيش السوري وتصديه لها كبد هذه الجماعات خسائر كبيرة الامر الذي دفع الدول الداعمة الى التفكير بطريقة جديدة للاستمرار في خطتهم الرامية الى اسقاط الدولة وتدمير سوريا.

كانت الخطة الجديدة جلب الارهابيين من خارج سوريا ودفعهم لقتال الجيش السوري، وفي هذه المرحلة استلمت تركيا موقع رأس الحربة في الخطة حيث كانت المعبر الاساسي لهذه الجماعات الارهابية غير السورية والتي كانت تمتلك الخبرة لكونها تقاتل منذ عدة سنوات، كما قدمت تركيا الدعم العسكري واللوجستي لهذه الجماعات التي بدأت بتنفيذ دورها بفاعلية الى جانب الجماعات السورية وارتكبت ابشع انواع الجرائم بحق المواطنين وبحق الانسانية جمعاء.

حدث اندماج كبير بين الفصائل الارهابية حيث انطوت العديد من الفصائل الارهابية السورية داخل فصائل اخرى غير سورية لانها كانت اكثر قوة وفاعلية ولانها ترتبط بمنظمات ارهابية عالمية.

تمكن الجيش السوري المدعوم من محور المقاومة وروسيا من توجيه ضربات قاسية للارهابيين وتمكن من تحرير عدد كبير من المدن والقرى  ولعل الضربة الاقوى كانت في تحرير حلب التي كان من المفترض ان تكون قلعتهم الحصينة، كما استسلمت العديد من الفصائل الارهابية و سلمت سلاحها وقسم منها توجه الى ادلب التي تعد في الوقت الحالي اكبر معقل للارهابيين في سوريا.

ادركت الدول الداعمة وفي مقدمتها تركيا ان خطتها باءت بالفشل وان جماعاتها الارهابية ضعفت واندحرت من اغلب المناطق في سوريا ولم يبقى هناك سوى الحل السياسي الذي كان غير مقبول فيما سبق، وتوجهت تركيا الى روسيا وعبرت عن دعمها للحل السياسي في سوريا وانها ستضمن الجماعات الارهابية التابعة لها في اي عملية وقف اطلاق نار.

تمكنت تركيا من السيطرة على بعض الجماعات الارهابية السورية ولكن الجماعات الاخرى  وبالاخص ذات الارتباط بمنظمات ارهابية عالمية رفضت اي نوع من التفاوض ووقف لاطلاق النار مما وضع الجماعات الارهابية في سوريا في حالة نزاع وبالاخص في ادلب، اشتد هذا الصراع كثيرا بعد اجتماع آستانة وتحول الى صراع مسلح دامي بين فصيل فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) المرتبط بتنظيم القاعدة و باقي الفصائل التي شاركت في اجتماع آستانة وتمكن فصيل فتح الشام من القضاء بشكل كامل على فصيل جيش المجاهدين المشارك في اجتماع آستانة بعد ايام من انتهاء الاجتماع.

هذا الصراع وضع تركيا في وضع صعب فجميع الجماعات التي تدعمها تتعرض للتدمير في الشمال السوري مما دفعها الى اعلان فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) كفصيل ارهابي لا يشمله وقف اطلاق النار لاول مرة منذ اعلان تشكيله في سوريا.

اليوم اذا ارادت تركيا بالفعل الدخول بالحل السياسي في سوريا عبر الفصائل التي ترتبط بها عليها ان تشكل غرفة عمليات مشتركة تضم كل الفصائل التي شاركت في اجتماع آستانة  وتتعاون معها بشكل كبير للقضاء على فصائل الشمال التي ترفض الحل السياسي وعليها ان تتعاون مع الدولة السورية وهذا سيكون اخر امل لها اذا ارادت ان تشارك بشكل فعلي في الحل السياسي للازمة السورية.

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة