لدينا اتصالات مع طالبان.. الهجوم الكيماوي في سوريا ذريعة للاعتداء الامريكي .. كنا نتوقع شيئا آخر من ترامب

أجرى مراسل وكالة تسنيم الدولية للانباء مقابلة مع  لوان جاغاريان السفير الروسي في طهران، تحدث فيها عن وجهات نظره فيما يتعلق بالتطورات الاخيرة في العلاقات بين ايران وروسيا والاحداث التي وقعت في أوروبا والعلاقات بين موسكو وواشنطن واجتماع آستانة.

وفي يلي نص المقابلة كاملاً:

تسنيم: اتهمت روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الامريكية وتتكرر الاتهامات ذاتها في الانتخابات الفرنسية ويقال ان روسيا تحاول اختراق حسابات السيد أمانويل ماكرون، ماهو رأيك في هذا الخصوص؟

السفير الروسي: عندما نسمع هكذا اتهامات حول روسيا، نضحك دائما ونرى بأنه لاضرورة اساسا لتوضيح هكذا نوع من الاتهامات الباطلة، عندما ينتقدون روسيا نحن نقول هل يمكنكم اثبات ذلك؟ لكن هؤلاء يوجهون اتهامات باطلة لاغير، اذا كان لديهم وثائق على ذلك فليظهروها ويضعوها على الطاولة، لكننا لانرى شيئا، ان روسيا لم ولن تتدخل ابدا في الشؤون الداخلية للدول لاسيما الانتخابات في الدول.

تسنيم: كيف تسير العلاقات بين موسكو وواشنطن عقب تسلم ترامب السلطة في أمريكا؟

السفير الروسي: للأسف كنا نتوقع شىء آخر، ان السيد ترامب قال في 20 يناير بشكل علني انه سيعيد النظر في سياسة أوباما الخاطئة ونحن توقعنا ان يتم اصلاح هذه الوتيرة وازالة هذه المشاكل التي اوجدها اوباما، نحن لانزال ننتظر لكن لم تحدث تغييرات جدية بعد، حتى عقب زيارة وزير الخارجية الامريكي تيلرسون الى موسكو.

واضاف، الشىء الوحيد الذي يمكن قوله هو اننا فهمنا مواقف بعضنا البعض جيدا، لكننا ننتظر حتى اللحظة ونأمل بأن يدرك السيد ترامب انه دون التعاون مع روسيا ليس ممكنا ابدا تسوية النزاعات الاقليمية سواء في سوريا أم في أفغانستان أو في كوريا الشمالية.

تسنيم: هل تظن ان أمريكا وروسيا عرفتا بعضهما البعض جيدا، ماهي رؤيتك حول مستقبل هذه العلاقات؟

السفير الروسي: نحن الدبلوماسيون ينبغي ان نكون متفائلين دوما.

تسنيم: ماهو رأيك حول الاعتداء الامريكي الاخير على سوريا واستهداف قاعدة جوية في هذا البلد، وهل تعتقد بأن هكذا اعتداءات ستتكرر في المستقبل؟

السفير الروسي: أمل بأن لايحدث في المستقبل، ان روسيا قررت ان تعزز كفاءة المضادات الجوية السورية، الاعتداء الامريكي خرق واضح للقوانين الدولية لأنه لم يحظى بإذن من مجلس الامن الدولي، مهما كانت الذريعة نحن ندينه وننتقده.

وأضاف، ان هؤلاء يزعمون بأن الحكومة السورية استخدمت السلاح الكيماوي، ولكن نحن اعلنا عدة مرات ان الحكومة السورية لاتملك سلاحا كيماويا منذ 2013، نحن أصرينا ونصر على زيارة فريق مستقل من منظمة نزع السلاح الكيماوي الى سوريا ويتحقق من الحالة عن كثب في خان شيخون وفي مطار الشعيرات.

وتابع، ان تحقيقات هذه الفريق ستثبت من استخدم هذه الاسلحة، انني أشك وأظن بأنها كانت خطوة تحريضية من قبل الارهابيين ليجدوا ذريعة للاعتداء الامريكي.

تسنيم: ما هو سبب عدم ترحيب الدول الغربية بمقترح ايران وروسيا حول تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية؟

السفير الروسي: لان هؤلاء يدركون ماهي الحقيقة، هؤلاء لايرغبون ابدا ان تظهر الحقيقة، هم يدركون ان موقفهم ضعيف جدا وانهم سيثبتون مرة اخرى ان الاعتداء الامريكي على سوريا غير شرعي.

وأضاف، اشكر الجانب الايراني والخطوات التي تمت ولاسيما من قبل الخارجية الايرانية بغية التنسيق الوثيق مع روسيا في هذه القضية المهمة.

تسنيم: كان لوزراء خارجية ايران ورسيا وسوريا بعد ذلك الحادث لقاء في موسكو ومن ثم اقيم بعد ذلك اجتماع على مستوى خبراء آستانة في طهران، هل انت متفائل بأجتماع آستانة المقبل؟

السفير الروسي: عقد اجتماعا موسكو وطهران في الوقت المناسب، واوجدا ظروفا مناسبة لاستمرار العملية السياسية، ونحن ننتظر في الوقت الراهن الاجتماع المقبل الذي من المقرر ان يقام في يومي 3و4 مايو كما سيكون لدينا في 2 مايو مشاورات هامشية، وستكون نتائج آستانة مفيدة لعقد اجتماع جنييف المقبل تحت اشراف الامم المتحدة.

نحن متفائلون بشأن مشاركة ممثلين عن المعارضة السورية في اجتماع آستانة.

تسنيم: هل سيكون لتركيا مجددا حضور فعال في آستانة كالسابق؟

السفير الروسي: أمل ان تكون فعالة وجادة.

تسنيم: شاهدنا مؤخرا تغييرات وتذبذبات في العلاقة بين روسيا وتركيا، من جهة تركيا تدعم اوكرانيا ومن جهة اخرى كان لروسيا وتركيا اتفاق حول منظومة اس400، ماهو تقييمك لهذه العلاقات؟

السفير الروسي: لدينا اتصالات مباشرة مع الجانب التركي ونتابع العلاقات عبر مستويات مختلفة عسكرية واستخباراتية وسياسية وتجارية، هناك بعض المشاكل، ولكن انا متفائل جدا في ان تتعافى هذه العلاقات يوما بعد يوم، لامناص من ان تركيا لديها دور مهم في سوريا وينبغي ان ننسق بغية تسوية النزاع السياسي في سوريا وينبغي ان تتعاون تركيا ايضا، سواء بالتعاون الثنائي ام الثلاثي مع ايران او المتعدد الجوانب.

تسنيم: الى اين تتجه الاوضاع في سوريا وهل هناك حل سياسي متوقع ام لا؟ مع مجىء ترامب كان الكثيرون يتصورون انه عبر التعاون الروسي الامريكي ستسير هذه الازمة نحو الحل لكن الاوضاع الان تغيرت على مايبدو وليس واضحا ان ينبغي التفاؤل أم التشاؤم.

السفير الروسي: ان المشاكل كثيرة ولايوجد ثقة بين الطرفين المتنازعين مطلقا ولكن ينبغي ان نعمل ونتابع نشاطنا سواء في البعد السياسي ام في البعد العكسري، كما يمكن لامريكا ان يكون لديها دور ايجابي، شارك السفير الامريكي في كازاخستان في جميع اجتماعات آستانة ورغم وجود مشاكل كثيرة ينبغي ان نواصل عملنا.

تسنيم: برأيك هل الحل قريب أم بعيد؟

السفير الروسي: بعيد، ان الخلافات كثيرة جدا، ان المعارضين لاسيما بعد الاعتداء الامريكي على سوريا باتوا متفائلين في ان يتمكنوا من الاطاحة بالحكومة الشرعية عبر اللجوء الى القوة، ولكن يجب ان يدرك هؤلاء ان التسوية العسكرية غير ممكنة ابدا فهي سياسية فقط وان يتابعوا العمل مع الحكومة الشرعية، ينبغي ان نحافظ على وحدة الاراضي السورية ايضا.

تسنيم: هل ترى ارادة من قبل أمريكا للمساعدة في تعزيز الحل السياسي؟

السفير الروسي: للاسف "لا" الى حد الان، هؤلاء يفضلون اللجوء الى القوة، لكننا متفائلون في ان يدركوا اكثر، من الضروري بالتأكيد ان يكونوا اكثر نشاطا في البعد السياسي.

تسنيم: عادل الجبير وزير الخارجية السعودي زار روسيا واشار خلال هذه الزيارة الى لجنة تقصي الحقائق، لكنه اعلن انه ينبغي على دمشق ان تثبت انها لم تستخدم السلاح الكيماوي، ماهو رأيك حول هذه التصريحات؟

السفير الروسي: ان دمشق مستعدة لهذه القضية، ومستعدة لتواجد المحققين الدوليين، ليس هناك مشكلة، لكن هؤلاء ينبغي ان يأتوا ويتابعوا القضية عن كثب وفي مكان الحادثة، كما يجب ان يكون المحققون من دول مختلفة وليس من الدول الغربية لان ذلك ليس مقبولا فيما يخص التحقيق العادل.

وأضاف، أمل ان تكون زيارة وزير الخارجية السعودي الى روسيا جيدة، نحن سنتباحث مع السعودية ليس حول سوريا والعراق فحسب بل حول الوضع الراهن في اليمن كما سنتباحث حول تعزيز العلاقات الثنائية ايضا، نحن لدينا علاقات جيدة مع دول مجلس تعاون الخليج (الفارسي).

تسنيم: ماهي المباحثات التي ستجرونها مع السعودية حول اليمن؟

السفير الروسي: نحن سنتباحث حول ضرورة التسوية السياسية مع الاخذ بعين الاعتبار جميع مصالح القوى السياسية اليمنية.

تسنيم: تم الحديث عن ان روسيا تسلح مجموعات في افغانستان، هل هذا الامر صحيح؟

السفير الروسي: نحن رفضنا هذه القضية عدة مرات، زار وزير الدفاع الامريكي افغانستان مؤخرا وصرح حول الاعتداء الذي الحق اضرارا كبيرة والذي نفذته طالبان على قاعدة عسكرية للجيش الافغاني في ولاية بلخ واسفر عن مقتل اكثر من 100 جندي افغاني، حيث اتهم قائد قوات الناتو في افغانستان روسيا بانها تسلح طالبان، لكن الامر ليس هكذا، نحن لدينا اتصالات مع طالبان وهذا واضح، هدفنا هو ان نقنع طالبان بالتفاوض مع حكومة افغانستان بالتأكيد وان تشارك في العملية السياسية، كذلك نحن قلقون حيال توفير الامن للدبلوماسيين والمواطنيين الروس المقيمين في افغانستان، فالاتصالات مع طالبان مهمة في هذا الشأن.

وأضاف، لدينا مثل شعبي يقول " قبل ان تنتقد احد من الافضل ان تضع مرآة امامك وتنظر فيها" ان الامريكان لديهم اتصالات مع طالبان ولاسيما مع مكتب الدوحة وليس هناك شك في هذه الاتصالات المنظمة، هؤلاء ليس لديهم الحق ان ينتقدوا روسيا في هذا الشأن.

وتابع، استضفنا في ابريل مباحثات شاملة حول افغانستان في موسكو حيث شاركت فيها ايران والصين والهند ودول آسيا الوسطى ودعونا أمريكا للحضور، لكن واشنطن رفضت هذه الدعوة الامر الذي يشير الى ان هؤلاء ليسوا مستعدين للتعاون مع روسيا وهذا خطأ كبير، كلما اسرعوا في درك هذه القضية كلما كان افضل.

تسنيم: تقام في شهر يونيو مسابقات كأس القارات في روسيا كما ستقام بطولة كأس العالم العام المقبل، هل يمكن لعشاق الرياضة الايرانيين زيارة روسيا لمشاهدة هذه المباريات؟

السفير الروسي:نعم، اريد دعوت الاصدقاء الايرانيين لزيارة روسيا، ستقام مسابقات كأس القارات في روسيا من 17 يونيو حتى 2 يوليو، حيث ستستضيف سان بطرسبورغ وسوتشي وقازان هذه المسابقات، كما ستقام مسابقات كأس العالم العام المقبل في 11 مدينة روسية، وأمل ان يشارك الفريق الايراني في هذه المسابقات، والفوز في مجموعته، انا كسفير لروسيا مشجع للفريق الايراني، ففي حال اقامة مباراة الفريق الايراني في احدى مدننا سأكون مسرورا جدا.

وأضاف، كانت زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني التاريخية الى روسيا مهمة جدا حيث رافقها التوقيع على عدة اتفاقيات مهمة ومن بينها الغاء تأشيرة القوافل السياحية التي تضم من 5 الى 50 شخصا، ان الجانب الروسي اعلن رسميا انه ليس هناك اي مشكلة أمام تنفيذ هذه الاتفاقية ونحن ننتظر في الوقت الراهن رد الجانب الايراني.

وتابع، ان المجموعات السياحية التي تضم من 5 الى 50 شخصا يمكنها زيارة روسيا دون الحصول على تأشيرة، ان هذه الاتفاقية تم التوقيع عليها وفي حال مصادقة الجانب الايراني عليها وابلاغ روسيا سيتم تنفيذ هذه الاتفاقية بعد مضي 30 يوما.

تسنيم: اذا تم تسوية هذه القضية هل يمكن للمشجعين الايرانيين مشاهدة المباريات عن كثب؟

السفير الروسي: نعم، اذا كانوا اعضاء في قافلة سياحية ليس هناك حاجة للحصول على اي تأشيرة.

تسنيم: هل تضيف شيئا حول العلاقات الثنائية الايرانية الروسية؟

السفير الروسي: زار مؤخرا رئيس تتارستان رستم مينيخانوف طهران ومشهد، والتقى في هذه الزيارة النائب الاول للرئيس الايراني اسحاق جهانغيري ومحمود واعظي وزير الاتصالات، تتارستان احدى اكثر جمهوريات روسيا تطورا، وهي متقدمة جدا في القطاع الزراعي، تتارستان تبدي رغبتها في التعاون المباشر مع محافظة خراسان، كما التقى رئيس تتارستان في مشهد بالمحافظ وزار جامعة فردوسي وحضر اجتماعا بين غرفة تجارة تتارستان وغرفة تجارة خراسان وكان الاجتماع مثمرا للغاية.

وأضاف، كان له لقاء مع السيد ابراهيم رئيسي سادن الروضة الرضوية المقدسة وكان لقاء جيدا، ان اكثر سكان تتارستان مسلمون ، كما ان السيد مينيخانوف رئيس للعلاقات الاستراتيجية الايرانية الروسية وكان لقائه مع السيد رئيسي لقاء دينيا، وحضر اللقاء منوتشهر متكي وزير الخارجية الايراني الاسبق وآية الله اراكي الامين العام لمجمع تقريب المذاهب الاسلامية، وسيقام في 17 مايو المقبل الاجتماع المقبل في غروزني في الشيشان ودعوناهم للمشاركة، ينبغي ان نتباحث مع بعضنا البعض حول كيفية محاربة الارهابيين التكفيريين وهذا الامر مهم جدا.

تسنيم: هل تم التخطيط لهذه الزيارة من قبل؟

السفير الروسي: كان قد تم التنسيق لهذه الزيارة، وانا شكرت اصدقائي في الخارجية الايرانية ولاسيما مكتبها في مشهد على التعاون الجيد والوثيق الذي جرى.

/انتهى/