كيف ستؤثر زيارة ترامب للسعودية على المعادلة الاقليمية؟


کیف ستؤثر زیارة ترامب للسعودیة على المعادلة الاقلیمیة؟

خاص\تسنيم: حاز خبر تخصيص ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان 68 مليون دولار لاستقبال الرئيس الأمريكي ترامب وصفقة التسلح بـ100 مليار دولار رغم الضائقة مالية التي تعاني منها السعودية، على اهتمام المتابعين.

و احتفلت السعودية باعلان ترامب عن زيارته السعودية في أول جولة خارجية له، إلا أن سعادة السعودية بزيارة ترامب لها، لا تختلف كثيرا عن اعجاب البقرة ببريق سكين القصاب.

وكان ترامب قد أعلن مسبقا أن السعودية مصدر للمال بالنسبة له، مؤكدا أن على السعودية أن تدفع ثمن الدعم الأمريكي الذي تحصل عليه، فطالب السعودية وجميع الحلفاء بما يشبه دفع "الجزية" نظير الحماية والخدمات التي توفرها الولايات المتحدة لها، والتي وصفها بالهائلة، قائلا في هذا الصدد:"هل تتخيلون إننا ندافع عن السعودية بكل الأموال التي لديها، نحن ندافع عنها، وهم لا يدفعون لنا شيئا؟"، لافتا إلى أن المملكة لديها أموال طائلة، وهي تجني يوميا نصف مليار دولار، وهم "لا يملكون شيئا البتة.. إلا المال ولا شيء آخر".

وبرر ترامب هذا الموقف، الذي وضعه تحت شعار "الولايات المتحدة أولا" و"لن نكون لقمة سائغة لأحد" بالقول إن بلاده لديها ديون تبلغ 20 ترليون ولار، وعلى اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية والسعودية أن يدفعوا للولايات المتحدة لأنها توفر "لهم خدمة هائلة ونخسر الثروات".

من هنا قد تكون العقود التسليحية التي تنوي السعودية توقيعها مع الولايات المتحدة الأمريكية جزءا من الجزية التي طالب بها ترامب السعودية من أجل الاستمرار بحمايتها.

هل السعودية بحاجة لأسلحة بقيمة 100 مليار دولار؟

منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران، حرصت السعودية على تحويل بوصلة الصراع من صراع إسلامي- صهيوني الى صراع عربي ايراني في المنطقة؛ وعلى الرغم من تجاهل إيران الدائم للسعودية والمساعي الإيرانية لتركيز الجهود على الصراع الإسلامي الصهيوني والتاكيد على تحرير فلسطين، إلا أن السعودية، ركزت جهودها لتأجيج المنطقة ضد إيران، حتى من ناحية التسليح، فإن إيران تطور الصواريخ لتطال الكيان الصهيوني بصواريخها وحققت معادلة ردع صاروخي للكيان الصهيوني، بانتاج صواريخ بالستية تصل الى أقصى نقاط الكيان الصهيوني.

السعودية تنوي شراء أسلحة بقيمة 100 مليار دولار، وفي هذا الصدد قال مسؤول كبير في البيت الأبيض تحدث لرويترز شريطة عدم نشر اسمه إن هذه الصفقة قد تزيد في نهاية الأمر عن 300 مليار دولار خلال عشر سنوات لـ"مساعدة" السعودية على تعزيز قدراتها الدفاعية، في الوقت الذي مازالت تحافظ فيه لحليفتها "إسرائيل" على تفوقها العسكري النوعي على جيرانها، مما يعني ان إسرائيل المردوعة إيرانيا، ستبقى أقوى من السعودية، وبالتالي فإن مليارات الدولارات السعودية لن تغير المعادلة الاقليمية.

سر الاستقبال بـ68 مليون دولار

مع فتور العلاقات الأمريكية السعودية في الأشهر الأخيرة من حكم أوباما، حاول السعوديون توجيه اهانة لأوباما، حيث لم يستقله الملك السعودي او ولي عهده في مطار الرياض، واستقبله الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ووزير الخارجية عادل الجبير، ورد أوباما الصفعة لآل سعود بعد شهرين، حين زار محمد بن سلمان الولايات المتحدة الأمريكية في رحلة وصفتها وسائل الإعلام الرسمية في الرياض على أنها تهدف للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما أو غيره من كبار المسؤولين الأمريكية، لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض أوضحت أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الرئيس أو أي من مسؤولي البيت الأبيض سيجتمعون مع نائب ولي العهد السعودي.

أما الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، فإنه قد هدد السعودية خلال حملته الانتخابية، وأكد إنه إذا لم يحضَ باستقبال جيد من قبل الملك السعودي أو أيا كان من القمة –حسب تعبيره- فإنه سيغادر فورا ولن ينزل من الطائرة، وربما كان هذا ما دفع السعودية للتحضير لاستقبال مكلف جدا من لنيل رضا التاجر الأمريكي الثري.

ورغم كل الحديث المثار حول زيارة ترامب للسعودية، وما قد ينتج عنها على المستوى الاقليمي، إلا الواضح حتى الآن هو أن ترامب ينوي حلب البقرة السعودية مقابل القليل من العلف باهض الثمن.

أعد التقرير: ياسر الخيرو

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة