السيناريوهات المطروحة أمام الشيعة في السعودية

السیناریوهات المطروحة أمام الشیعة فی السعودیة

تعتبر المنافسة السياسية الفكرية بين ايران والسعودية في الشرق الاوسط سبباً مهماً يؤثر على مصير الشيعة في السعودية وهذا السبب الخارجي الخارج عن الارادة أدى الى تحكم ومراقبة الحكومة السعودية للشيعة في المناطق الشرقية من السعودية.

وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان سياسة الحكومة السعودية حيال الشيعة تحولت من الخصومة الشخصية والمتجذرة والشك في الثورة والمحاولة الانقلابية في عام 1979 ومن ثم الى مرحلة الشد والجذب واخيراً الى ازالة التوتر.

العلاقة بين الحكومة والشيعة قائمة على نظرة توجب التعاطي مع الشيعة على انهم تهديد أمني ويجب احتوائهم الى ان يتم جذبهم من خلال عملية معينة، حيث فرضت السلطات السعودية بالتناوب والحذر قيودا على الشيعة.

وبناء على ذلك، ينوي آل سعود -متأثرين بنشاطات الشيعة- التقليل من ضغوط الشيعة المعارضين عبر حركة استراتيجية، حيث كان دعوة المعارضين الشيعة البارزين واجراء مفاوضات معهم جزءا من تلك السياسة الجديدة والتي كانت تشمل اعطاء فرص متساوية لاسيما التخلي عن ممارسات التمييز بحق الشيعة من اجل دخول الجامعات والمؤسسات التعليمية وفرص العمل في اجهزة الحكومة والمناصب السياسية والعسكرية والامنية واحداث بنى اقتصادية افضل في مناطق الشيعة.

 ومن الجدير بالذكر ان تواجد الشيعة تزايد في مجلس الشورى السعودي من خلال اشراك عضو ثان.

ولمواصلة ذلك اعتبر الملك عبدالله في عام 2002 اجراء حورات وطنية من اجل الاصلاح امرا ضروريا، حيث كلف مجموعة من المثقفين واساتذة الجامعات المعتدلين عقد اجتماعات ليقدموا من خلالها استشاراتهم الى الحكومة، وعقب سقوط النظام البعثي في العراق وتشكل فكرة التشيع في المنطقة اضطرت السعودية لاعطاء بعض الحريات النسبية للشيعة والانفتاح السياسي المحدود لهم، وابرز التوصيات التي قدمت الى الملك عبدالله والحكومة السعودية في اجتماع تلك المجموعة في عام 2002:

1-ضرورة الغاء ممارسات التمييز بحق بعض الطوائف والمجموعات لاسيما الشيعة.

2- السماح بتوزيع الكتب الخاصة لهذه الطوائف والحفاظ على الاثار الاسلامية والامتناع عن تشويه هذه الاثار.

3- ضرورة قوننة المجتمع والاهتمام بالحقوق الاساسية للانسان.

وفي اطار هذه التوصيات، اعتبر الملك عبدالله اعطاء بعض الحريات المذهبية  للاقليات الدينية "امرا مسموحا"، وأوصى أئمة المساجد بالعمل على هذا الاساس، ورغم جميع الخطوات التي تمت من قبل الحكومة في عام 2002 حتى 2004 واقامة ثلاثة اجتماعات حول قضايا مختلفة لكن ترحيب السعودية بالاصلاحات والتغيير كان "حذرا"، والشيعة بقوا حتى اليوم مطالبين بالاصلاحات لوحدهم دون اي تيار أخر وينتظرهم مستقبل صعب للغاية، لذلك ان الكثير من الشيعة متشائمين حيال مستقبلهم في السعودية ويقولون ان هذا البلد سيكون موحدا في حال مجىء نظام ديمقراطي لاغير.

اسباب فشل الاقلية الشيعية

لم يستطع المجتمع الشيعي ان يشكل حركة معارضة هادفة لسبين داخليين وسبب خارجي، حيث كان الخلاف حول استراتيجيات الكفاح والرؤية الوهابية وسياسات التمييز الموجهة من قبل الحكومة والمؤثرة على تطورات المنطقة كانت ثلاثة اسباب رئيسية تعيق التحرك نحو الامام، وكانت هذه الاقلية خلال السنوات الماضية تتبع سياسة الترنح والخطوة الى الامام والخطوتين الى الخلف، حيث يمكن ذكر اسباب هذا الفشل على الشكل التالي:

الخلاف حول استراتيجيات الكفاح

لايزال الناشطون الشيعة يعانون من تباين في وجهات النظر حول القضايا الراهنة في السعودية، ويعتقد البعض في هذه الاقلية انه بما ان الحكومة لم تلتزم بشكل جدي بوعدها خلال السنوات التي ادت الى الحوار من الضروري تعزيز استراتيجية السلاح، والقادة الذين يحملون هذا الفكر تم اعتقالهم جميعا او يعيشون في خارج السعودية، لكن الاكثرية الشيعية ترى انه رغم فشل الحكومة في تنفيذ تعهداتها حيال المجتمع الشيعي ان قبول الاوضاع الراهنة التي تحسنت قليلا افضل من العودة الى حالة المواجهة والاشتباك.

مخاوف الوهابية

يمكن القول انه سيتم دعم معاداة الشيعة من قبل الحكومة السعودية مادامت الوهابية جزء من اجزاء النظام السعودي الرئيسية وسيتم الاستفادة من ذلك وفق مقتضيات المرحلة والمتطلبات الاستراتيجية، كما ان استخدام السعودية من هذه الاداة من اجل التحكم في المناطق الشيعية وباقي المناطق الشيعية في دول الجوار ومنها العراق والبحرين وانتشار الوهابية في نقاط اخرى في اسيا الوسطى وافغانستان وباكستان يعتبر عاملا سياسيا مهما على مصير الشيعة، والنقطة الرئيسية التي يجب ان يشار اليها هي انه بالنظر الى ارتباط القوة والسياسة في السعودية مع الفكر الوهابي تستمر ممارسات التمييز وفي حال عدم قبول الحقائق الموجودة ستتكرر حالة العقود الماضية على الشيعة.

التأثر من التطورات الاقليمية

هناك سبب خارجي مهم يؤثر على مصير الشيعة في السعودية ألا وهو المنافسة السياسية الفكرية بين ايران والسعودية في الشرق الاوسط لاسيما الخليج الفارسي، في الحقيقة احداث كالثورة الاسلامية الايرانية واقتدار الشيعة في السعودية والبحرين ومخاوف آل سعود حيال قوة الشيعة في المنطقة ومن ثم تأثيرهم على الشيعة في السعودية ضاعف من هذه الحالة، لذلك ان هذا السبب الخارجي الخارج عن الارادة ادى الى تحكم الحكومة السعودية ومراقبة الشيعة في المناطق الشرقية من السعودية.

/انتهاء الجزء الرابع/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة